منذ احتلال كامل مدينة القدس عام 1967، وقف المقدسيون أمام سلسلة إجراءات وقوانين اتخذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل تهويد المدينة ومقدساتها الإسلامية وتغيير معالمها العربية الفلسطينية.
وسطر أهالي القدس خلال اليومين الماضيين تواجداً أغاظ الاحتلال وجنوده أثناء احتفالات المولد النبوي الشريف في داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك، وهو ما أثبت أن مجرد وجود المقدسي كفيل بإثبات صدق الحق الفلسطيني وكذب الاحتلال وادعاءاته، وفق ما يذكر مختصان في شؤون القدس.
ورغم تشديد سلطات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب القدس والأقصى فإن عشرات آلاف الفلسطينيين من القدس والأراضي المحتلة عام 1948 نجحوا في الوصول إلى المسجد المبارك لإحياء ذكرى المولد النبوي.
حماية القدس المختص في شؤون القدس المحامي خالد زبارقة، قال إن أهالي القدس أثبتوا على مدار السنوات الماضية أنهم على قدر كبير من القدرة في حماية المسجد الأقصى والقدس والتي تمثل جزء لا يتجزأ من مقدسات الأمة الإسلامية.
وأضاف زبارقة في حديث لـ"فلسطين": "على مدار التاريخ كان للوجود الإسلامي في القدس والمسجد الأقصى دور كبير في حماية المدينة من العبث، وما حصل في الأيام الأخيرة من حيث التوافد الكبير للاحتفال بالمولد النبوي أغاظ الاحتلال".
وشدد على أن "هذا مؤشر ودليل قوي على أن التواجد المقدسي الفلسطيني في المسجد ومحيطه هو الكفيل في هذه المرحلة في الحفاظ على هوية المسجد الأقصى من عبث الاحتلال".
وبين أنه كان من الواضح للمراقبين والعاملين في القدس مدى الغيظ الذي يشعر به الاحتلال من الأعداد الكبيرة التي توافدت إلى الأقصى، لافتًا إلى أن ذلك يحمل رسالة للاحتلال مفادها بأن كل إجراءاته وملاحقاته للمقدسيين لن تعطيه حقًا في القدس أو المسجد الأقصى.
وذكر أن أهل القدس لديهم شعور بأنهم تركوا لوحدهم لمواجهة مصيرهم وسياسات الاحتلال التي تسعى إلى طردهم من مدينتهم، مشيرًا إلى أن هذا الشعور زاد على وقع اتفاقيات التطبيع والإذعان التي وقعتها بعض الأنظمة العربية التي تساوقت مع مشاريع الاحتلال.
وقال زبارقة: "إن أهل القدس تعودوا على أن يكونوا وحدهم في المعركة، ولكن يبقى العتب والعشم في أهلنا في كل مكان بالوقوف معنا"، مؤكدًا أن أهل القدس لن يتنازلوا عن مهمة الدفاع عن شرف المدينة والأقصى". وأضاف: "المقدسيون لديهم إيمان بأنهم الطائفة التي لا تزال على الحق، لذلك هم يستمدون قوتهم من وعد الله لهم بأن القدس قضية منتصرة لا محالة"، لافتًا إلى أنه لا يوجد في العالم والتاريخ الاسلامي شعب صبر على غطرسة المحتل الذي يملك كل القوى والامكانيات وانتصر كالفلسطينيين. معركة الدفاع عن الأقصى من جانبه، أكد الناشط المقدسي نور الدين الرجبي أن المقدسيين سطروا خلال اليومين الماضيين قدرتهم على التمسك والتواجد في المسجد الأقصى، بعد تخطي كل الحواجز الإسرائيلية، مشيرًا إلى المظاهرات التي خرجت بعد صلاة الجمعة من الأقصى نصرة للنبي محمد صل الله عليه وسلم. وقال الرجبي في حديث لـ"فلسطين": "المقدسيون في معركة الدفاع عن الأقصى يقفون وحدهم باستثناء من يأتي من الداخل المحتل، خاصة في ظل منع الاحتلال أهالي الضفة الغربية وعدم إعطائهم تصاريح. وأشار إلى أن الاحتلال يصر على فرض المزيد من التضييقيات على المقدسيين، حيث أنه سمح في الأسابيع الماضية بدخول المدينة المحتلة لحملة الهوية المقدسية فقط، في حين منع دخول القادمين من خارج المدينة. ولفت إلى أن أهل القدس هم لوحدهم في مواجهة غطرسة الاحتلال وسياساته العنصرية، إلا مع قلة قليلة تأتي من الداخل المحتل، مستدركاً:" إلا أنه في اليومين الماضيين والذي كان يوم مقدسي بالامتياز للدفاع عن الأقصى، وهو ما يثبت معادلة جديدة أمام الاحتلال. وأضاف الرجبي أن السلاح الوحيد أمام أهل القدس هو التواجد في الأقصى، خاصة أنه لا قدرة لهم على حمل السلاح وقتال الاحتلال، لذلك لم يبق أمامهم إلا التواجد في داخل المسجد وبالثبات والمواظبة على الصلاة فيه.