قال مدير دائرة مكافحة العدوى بالإدارة العامة للمستشفيات في وزارة الصحة بغزة، د. رامي العبادلة، إن القطاع يعيش الآن مرحلة ما قبل التعايش مع فيروس كورونا، مشيراً إلى أن الهدف من فتح بعض المناطق والمدارس هو الحفاظ على الجيل القادم وعدم تعطيل مسيرته التعليمية.
وأكد العبادلة في حديث خاص مع صحيفة "فلسطين"، أن وزارته تتابع الحالة الوبائية في قطاع غزة يوماً بيوم، والمخالطين في كل المحافظة، وتصنيف المناطق حسب أعداد الإصابات فيها.
ويشهد منحنى الإصابات بفيروس كورونا ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية، حيث بلغت آخر إحصائية أمس، 198 إصابة، مما يُشكّل "مؤشراً خطيراً"، وفق الجهات الصحية، خاصة مع قرب دخول فصل الشتاء.
وأضاف العبادلة "لا زلنا لم نرفع توصيات بإغلاق القطاع بشكل كامل، لأن غزة تحت الحصار والجميع بحاجة ماسة لأي مصدر دخل، سيّما أن العديد من العائلات تحصل على قوتها يوماً بيوم، وهذا هو هدف التنفيس الموجود حالياً".
وبيّن العبادلة أن خيار إغلاق القطاع سيبقى مطروحاً على طاولة وزارة الصحة والجهات الحكومية، أو تقسيم القطاع، أو إغلاق بعض المناطق التي ينتشر فيها الوباء، حال ارتفعت أعداد الإصابات بفيروس كورونا.
وذكر أن وزارة الصحة سترفع توصياتها للجهات الحكومية بإغلاق القطاع حال استدعى الأمر وعدم قدرة استيعاب النظام الصحي لأعداد المصابين الكبيرة، منبهّاً إلى وجود حالة كبيرة من عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية بشكل كبير، وهو ما يزيد أعداد الإصابات.
وأشار العبادلة إلى أن وزارة الصحة ستبقى على هذه الوتيرة مع اتخاذ بعض الإجراءات الطفيفة في المناطق المُصنفة حمراء.
وتابع "قدرة وزارة الصحة الاستيعابية مرهونة بمدى استيعاب المستشفيات لأعداد المصابين خاصة الحالات المتوسطة والخطيرة، وبناء على ذلك يتم وضع توصيات تتناسب مع كل حالة".
وشدد العبادلة على أن "في حال اقتربت القدرة الاستيعابية للحالات المصنفة متوسطة وخطيرة من مرحلة الخطر سيتم رفع توصية للجهات الحكومية بإعادة إغلاق القطاع".
ولفت إلى أن وزارة الصحة تعاني باستمرار من نقص الأدوية والمستلزمات الطيبة خاصة المتعلقة بفيروس كورونا المنتشر داخل المجتمع.
وأشار العبادلة إلى أن وزارة الصحة حصلت على أجهزة جديدة فحص كورونا، "لكن الكميات والمواد المتوفرة للفحص ليس كبيرة، وتكفي لأيام قليلة"، منوهاً إلى أنها تعمل يوماً بيوم، وفقاً للمواد المتوفرة اللازمة لتشغيل أجهزة الفحص.
وأفاد بأن وزارته تتواصل باستمرار مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة برام الله والجهات ذات العلاقة، من أجل توفير المواد اللازمة لإجراء الفحوصات الخاصة بفيروس كورونا.
وعن إقرار وزارة الصحة وقف العزل والحجر للقادمين من الخارج، عزا العبادلة ذلك إلى انتشار الوباء بشكل كبير في القطاع، وبهدف استخدام هذه الأماكن للمصابين من داخل القطاع.
وأوضح أن البرتوكول الذي سيتم العمل به، هو ضرورة حصول كل القادمين للقطاع على نتيجة فحص (PCR) قبل 48 ساعة، أما من ليس لديه فحص سيتم أخذ منه عينة على المعبر، وطلب منه عدم مغادرة منزله إلا بعد ظهور النتيجة، وفق العبادلة، "بالتالي سيبقى الاعتماد الأساسي على الحجر المنزلي لجميع القادمين".
تجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة يشهد حالياً مرحلة تخفيف القيود المفروض على حظر الحركة بسبب تفشي جائحة كورونا، باستثناء المناطق المصنفة "حمراء"، الأمر الذي دفع لعودة عجلة الحياة من جديد، مع تأكيد وزارتي الصحة والداخلية على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي لتفادي تفشي الفيروس بوتيرة أسرع.