5000 الاف رسالة وصلت لشخصيات عامة داخل قطاع غزة معنونة بتطورات مسار الحوار الوطني ومذيلة بتوقيع قائد حماس في غزة يحيى السنوار تستعرض هذه الرسائل اخر المستجدات والتطورات الحاصلة في ملف الوحدة الوطنية ومسار الحوار الوطني وتتناول سياسة الحركة وموقفها الثابت من الوحدة الوطنية كمسار وهدف استراتيجي.
وهذا ما يدفعنا للوقوف على دلالات وأهمية رسائل زعيم حماس في غزة وأثرها من النواحي السياسية والوطنية في زيادة زخم الفعل والحراك الوطني الجاري لا شك بأن الحركة أظهرت ومن خلال هذه الخطوة إلى جانب خطوات أخرى سابقة بأنها الأحرص على إنجاح مسار الوحدة انطلاقا من رغبتها في اشراك مختلف القوى الفاعلة داخل المجتمع الفلسطيني واحساسا منها بخطورة الظرف الراهن وعظم التحديات التي تعصف بالمشروع الوطني.
ففي الوقت الذي تهيئ فيه حماس الظروف والمناخات السياسية والوطنية لإنجاح المسار الحالي لا تزال العراقيل ومساعي التخريب قائمة، ومنها الضغوط الخارجية وتدخل بعض الدول لثني حركة فتح عن مواصلة التفاهمات مع حماس، لكن من غير المقبول وطنيا أن نجد (ماكينة فلسطينية) تنسج خيوطا سوداء لخنق عنق هذه المصالحة وتقييد حركتها.
وقد تنوعت هذه المحاولات اليائسة والتي كشفت عنها بعض التسريبات الثنائية بين قيادات من حركة فتح ورموز السلطة، وفي أحيان أخرى التصريحات التوتيرية الهادفة لبث اليأس واحباط الشارع ووضع العصى في الدواليب من أصحاب البطاقات السوبر (vib) التي تنعمت في حديقة السلطة طويلا وأصابتها التخمة من نظام التيك اوي.
إلا أن حركة حماس لازالت تتجاهل كل محاولات التعطيل وتنتهز في ذات الوقت الفرص لبث الامل وتطمين شعبنا على الجهود التي بذلت موضحة أبرز النقاط التي تم التفاهم حولها، ومؤكدة وفي مواقف مختلفة مضيها إلى أبعد مدى في هذا الطريق مهما كانت التحديات كبيرة.
ويبدو أن حماس لم تغفل حشد الدعم الخارجي إقليميا ودوليا عبر لقاءات واتصالات شملت مصر وروسيا وتركيا وقطر والأردن وإيران والأمم المتحدة وهيئات وجهات أخرى لم يعلن عنها، فهي تسير بخطى متوازنة وتتصرف بعناية فائقة وهي تراعي الجانب الوطني والإقليمي والدولي.
وكان أبرز ما أظهرته رسالة زعيم حماس حديثها عن استعداد حماس لدعم واسناد كل من يريد أن يتقوى بالحركة ويتسلح بموقفها تجاه الأعداء، وهذه تشكل فرصة لقيادة حركة فتح ورموز السلطة الفلسطينية للتسلح بقوة المقاومة لدعم القرار السياسي الوطني، وفي ذات الوقت تنقل تطمينات لهم في ظل حالة التخويف التي تمارس ضدهم من قبل الاحتلال وحلفائه في المنطقة.
فقوة وإرادة المقاومة قادرة على لجم العدو وتدفيعه ثمن تهديداته ومحاولاته ابتزاز السلطة وحركة فتح، وبالتالي فإن التسلح بموقف المقاومة هو ضرورة وطنية لحماية المشروع، ولا داعي للتردد والبقاء في دائرة القلق والارباك، والا فإن أي تراجع يعتبر خروجا عن مسار وطني مهم دون أدنى مبرر، بل تدميرا لجهود وتضحيات كبيرة لأغراض ومصالح فئوية، وتعريض شعبنا لأعتى وأخطر مشروع تصفوي.
فالوقت ليس في صالح أي من الأطراف والتسويف أو التأجيل يعد عملا خطيرا في ظل وضع سياسي معقد وظرف ميداني متفجر، لذلك جاءت الرسالة في ذروة الجهد وفي أكثر الأوقات حساسية فالتطبيع والتهديد بالحرب والتغيرات في الإقليم ودخول الانتخابات الامريكية على خط التأثير وقرب خطة الضم وانهيار المشروع السياسي للسلطة وانسداد الأفق أمامها كلها حاضرة وتفرض على الجميع التحرك الفوري للإنقاذ.
لهذا يجب ألا يدخر أحدنا جهدا في هذا السياق فالوفاق صرح كبير نبنيه معا ونحميه معا، فهو (السور الواقي) لمشروعنا الوطني في مواجهة قطاع الطرق وسماسرة الطريق والمستعمرين الجدد، فليلتقط كل منا هذه الكلمات التي خطت بالدموع والدماء فالأسرى والشهداء والجرحى والمبعدين وغيرهم دفعوا ثمنا باهظا لنعيش جميعا بكرامة وليحيا هذا الوطن حرا عزيزا.
لذلك انني استشعر حجم الهم ولا أستبعد أن تذرف دموع زعيم حماس وهو يخط هذه الكلمات الينا، فلازال حاضرا في مخيلته صراخ زملائه خلف القضبان، وأكاد أجزم أنه لا يقوى على مشاهدة انين ووجع الأسير الأخرس، وقد لا يتمالك القدرة كزعيم وقائد الصمود أمام مشهد يطلق فيه النار على رأس أم في مدن الضفة وتسحل أمام أطفالها، وكثير من المشاهد التي تدمي قلبه كقائد وطني يحترق فؤاده لضياع البوصلة وانهيار المشروع واستمرار العدوان.
وهذا ما يدفع السنوار وغيره من قيادات الحركة لاقتناص الفرص نحو معالجة اثار الانقسام بشتى الطرق المتاحة فلا مبرر بعد اليوم للتعطيل وليس هناك داعي للتأجيل أو التباطؤ فما وصلت اليه الحوارات يحتاج لمزيد من التعزيز ويمكن البناء عليه من خلال مزيدا من الاتصالات واللقاءات على المستوى الوطني والدخول في خطوات عملية للتنفيذ وهذا ما أكدته رسالة زعيم حماس.