قائمة الموقع

"هلالة".. شابة تقرأ أكثر من 500 كتاب وتصدر رواية

2020-10-29T17:21:00+02:00

لم تكن اجتماعية، بل كانت "تمقت" المدرسة لولا الفسحة المدرسية التي مثلت دافعًا لها نحو الدوام، لقضاء كل وقتها في المكتبة المدرسية حيث عالمها، ليس فقط لقراءة الكتب بل لتلخيصها أيضًا، دون أن تجد وقتًا فيها لالتهام "الشطيرة"، حتى تولت منصب مسئولية مكتبة المدرسة بعد أن قرأت نصف كتبها، لتساعد الطلبة، وتستقبل زوارها من التربية والإشراف والتعليم.

منذ سن 10 أعوام حتى سنها الحالية قرأت هلالة غرابة أكثر من 500 كتاب، وتمكنت أخيرًا من إصدار روايتها الأولى "بهتان".

درست إدارة وأتمتة مكاتب، وتبلغ من العمر 20 عامًا، وتنحدر أصولها من قرى رام الله.

تسرد هلالة لصحيفة "فلسطين" عن أول ميول للقراءة: "كنت طالبة في المدرسة من النوع الخجول أو الذي يفضل الوحدة والانعزال نوعًا ما، كنت بعيدة عن اللعب وأبحث عن بدائل لأفلام الكرتون، حتى قادتني قدماي نحو مكتبة المدرسة التي كانت بوابتي نحو عالم جديد من الخيال، وشيدت فيه أحلامًا وبيوتًا وقرى وشعبًا".

كل قصة أو رواية كانت تضيف لها شخصية جديدة، حتى حازت تكريمًا أكثرَ قارئة في المدرسة، ما أوقد نيران الحماس في قلبها لعالم الواقع: "لما كنت أستطيع أن أبني عالمًا خياليًّا؛ فهذا يعني أنه يمكنني بناء واقعي باستخدام خيالي بالربط بين القراءة والكتابة وحياتي".

الحب هو مشاعرها نحو القراءة والكتابة، تقول غرابة: "مثلما يوجد حب للأم والابن والأب والصديق والشريك، أصبح لدي حب للقراءة، وكأن هناك مدينة تريد أن تعمر كل مدة بشخصية جديدة، وفي الواقع هناك أمور نأخذها من حب الكتب؛ فكل واحد هو درجة يمكنه أن يرفعني لأصل إلى باب الحلم".

الكتابة كانت مكملات لعالمها في القراءة، وقد اكتشفت موهبتها في الكتابة بعدما كانت تنهي قراءة القصة أو الرواية، وتريد نهاية أخرى غير التي دونها الكاتب، أو تضيف شخصيات، فتكتب وتكمل القصة بعالمها الخاص، وتحلم أن يقرأ اسمها على أغلفة الكتب.

وتوضح غرابة أن الكتابة والخيال الواسع مواهب خلقت معها، وليست مهارات مكتسبة تحتاج لتطويرها، ولكن غذتهما بالبحث والاطلاع والقراءة.

انكبابها على القراءة وإشغال باقي وقتها في الدراسة لم يمكناها من المشاركة في مسابقات كتابية، ولكن عوضتها بإصدارها رواية "بهتان" التي تحدثت فيها عن اللقطاء عمومًا، وبصورة خاصة هي عبارة عن قصة حب وقصة تطور وانتقام بنجاح، حيث كانت البطلة لقيطة وصارت كاتبة عالمية كبيرة.

وعن تطرقها إلى هذه الفئة تحديدًا تقول: "هي أول رواية وليست آخرها، فأردت أن أدعم كل الفئات المهمشة بالمجتمع، لما يعانونه من عدم معرفتهم ذويهم وأصلهم، وكيف يقضون حياتهم، وتسجل أسماؤهم، وغيرها الكثير من الأسئلة التي دارت في رأسي ولم أكن أجد لها إجابة، فدفعتني للبحث عن حلول بطريقة بسيطة كيف ممكن أن يتعايشوا مع الحياة".

أطلق عليها لقب "قارئة كبيرة وكاتبة صغيرة"، تضيف: "سببه قراءتي عددًا كبيرًا من الكتب، ومع ذلك لم ينتهِ البحر، فهناك أخرى أنتظر منها أن تترك بصمة بداخلي، ومنذ وقت طويل أقرأ، أما الكتابة فما زلت صغيرة وهناك الكثير بانتظاري للتعلم والتطور حتى أصبح كاتبة كبيرة".

وترى غرابة أنها تختلف عن الآخرين في أنها تؤمن بأن لا شيء خيالي، بل كل شيء يريد منها إصرارًا ودراسة وأن نفعله اليوم لا غدًا، فالواقع عبارة عن وجه آخر لعملة الخيال، وأنها إن عزمت على شيء وكان خياليًّا تستطيع فعله.

أما فيما يتعلق بالمشاكل التي واجهتها فقد كانت كثيرة، تمثلت في عقبات الأشخاص وحديث الناس والإحباطات لفتاة بسن صغيرة، وعقبات الأموال والدعم لإصدار رواية، والكثير من الانتقادات، وبعض الأخطاء النحوية.

تطمح غرابة أن يكون لها كتاب عالمي يحمل اسمها: "لا أريد الشهرة، ولكني مهتمة جدًّا أن يكون المضمون قد وصل إلى أكبر عدد ممكن، واسم والدي يعلو ويعلو لأنه الوحيد الداعم منذ الصغر".

اخبار ذات صلة