قائمة الموقع

​دراسة بجنون!

2017-04-29T08:08:57+03:00

ربما يشكو الكثير من الآباء والأمهات من إعراض أبنائهم عن الدراسة، لكن هذا السؤال الذي وصل "فلسطين" مختلف تماما تقول فيه الأم: "منذ دخلت ابنتي المدرسة وهي مهتمة بدراستها، ولطالما شجعتها على ذلك، لكن مع وصولها إلى المرحلة الإعدادية زاد اهتمامها بدرجة كبيرة، لكون فصلها يجمع العديد من المتفوقات، والآن هي في الصف العاشر، أصبحت الدرجات العالية بالنسبة لها (هوس)، فهي تدرس لساعات طويلة، وتسهر ليلا للأمر ذاته، ويطول بكاؤها إن نقصت عن العلامة النهائية درجة واحدة، أو حتى نصف درجة، وترفض المشاركة في الزيارات والرحلات العائلية، مما جعلني أخاف عليها من الإصابة بأي تأثيرات سلبية لهذه الحالة، فهل مخاوفي في محلّها؟ وإن كانت كذلك فما المخاطر؟ وما العلاج؟"..

أجابت عن السؤال الأخصائية النفسية الدكتورة عايدة صالح:

أن يكون الابن حريصًا على دراسته، فهذا شيءٌ جيد، لكن أن يزيد الأمر عنده، فهو مؤشر سلبي، وذلك لأن الحياة لا تتوقف على خسارة بعض العلامات، بل هي مكسب وخسارة، وأخذٌ وعطاء.

عندما تخسر هذه الطالبة بعض العلامات، على أمّها أن تتعامل معها بتعزيز تفوقها وتعليمها من خطئها، كأن تقول لها: "أنتِ متفوقة، تحصدين العلامات العالية دوما، وإن كنتِ أخطأتِ هذه المرة فلا ترهقي نفسيتك، بل حددي سبب الخطأ وتعلمي منه للمرات القادمة".

نقص الدرجات فرصة لتعليم الطفل أن الحياة ليست كما يريدها دوما، بل الخسارة احتمال وارد دوما، والمهم هو أن نعمل دون تقصير، وأن نستفيد من الخطأ ونتجنب تكراره.

هوس الدراسة هذا قد يعود على الطالبة بتبعات سلبية تؤثر على علاقاتها الاجتماعية وقدرتها على التواصل مع البيئة المحيطة في المستقبل، وربما يسبب لها اضطرابات نفسية، فلا بد من إحداث حالة من التوزان النفسي والاجتماعي، بحيث لا يكون الشخص معتزّا بنفسه وبنجاحاته ولكنه يعيش عزلة عن الآخرين.

ولذا لا بد من دمجها في المجتمع، وذلك الزيارات والمشاركة في المناسبات وممارسة النشاطات التي تحبها الابنة، وتشجيعها على هذا الانخراط يكون بتعريفها أن لكل شيء حقّه، وأن التفوق يجب أن يكون في الحياة الاجتماعية أيضًا وليس في الدراسة فقط، مع ترغيبها في ذلك، كأن تقول لها الأم: "جدتك قالت إنها سعيدة بنجاحك ولكنها تتمنى أن تزوريها لتراكِ"، أو بالثناء على مشاركتها في مناسبة ما.

اخبار ذات صلة