قائمة الموقع

فوز بايدن بالانتخابات.. هل يُغيّر السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية؟

2020-10-29T12:21:00+02:00

أيام قليلة تفصلنا عن إجراء الانتخابات الأمريكية المقرّرة في 3 نوفمبر/ تشرين ثان القادم، التي يتنافس فيها مرشح الحزب الديمقراطي "جو بايدن" أمام مرشح الحزب الجمهوري "دونالد ترامب"، وسط حالة من الشكوك حول إحداث أي تغييرٍ تجاه القضية الفلسطينية حال فوز أيٍ منهما.

ومن الواضح أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة على مدار التاريخ، تنتهج سياسات خارجية "غير داعمة" للقضية الفلسطينية بشكل كبير، مع إطلاق العنان لدولة الاحتلال الاستمرار في سياساتها العنصرية تجاه الفلسطينيين.

ويرى مختصان في الشؤون الدولية، أنه لا يُمكن الرهان على الانتخابات الأمريكية "مُطلقاً"، لأن جميعها اتخذت سياسات واحدة تجاه القضية الفلسطينية، مشيرين إلى أن "بايدن" حال فوزه لن يكون أفضل من سابقيه الديمقراطيين.

ويُعد ترامب الرئيس الأكثر "تطرفاً" في التنفيذ الفعلي للقرارات الأمريكية الداعمة للاحتلال على حساب القضية الفلسطينية، إذ اعترف بالقدس عاصمة للكيان أواخر 2017، ونقل سفارة واشنطن إلى القدس، وقطع الدعم المالي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" والسلطة أيضاً.

الباحث في الشأن العربي المقيم في الولايات المتحدة توفيق طعمة، يعتقد أنه في حال فوز "ترامب" مرة ثانية فإن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية لن تتغير، ستواصل الإدارة الأمريكية دعم التهويد والضم والتطبيع مع دول عربية أخرى.

وفي الوقت نفسه يشير طعمة في اتصال هاتفي مع "فلسطين"، إلى فوز "بايدن" لن يغير السياسة الخارجية التي اتخذها سابقيه من الديمقراطيين أو الجمهوريين الذي زادوا الدعم لدولة الاحتلال مادياً وعسكرياً.

والمختلف بين نظرة المرشحين للقضية الفلسطينية هي تأييد "الديمقراطي" لحل الدولتين وأي حلول أخرى بين الطرفين مثل العودة لطاولة المفاوضات، متوقعًا أن يُعيد بعض الدعم المادي للسلطة، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن "لكن وفق شروط".

وقال طعمة: "يجب على الفلسطينيين عدم الرهان على "بايدن" الذي لن يكون أفضل من سابقه لينقذهم من (إسرائيل) أو المعاناة التي تسببت بها، سيّما أنه مؤيد لتطبيع العلاقات العربية مع الاحتلال".

وبيّن أن السياسة الأمريكية لا تتغير تجاه القضية الفلسطينية، وأن ضغط "بايدن" على الاحتلال لاتخاذ منحى ايجابي تجاه الفلسطينيين، أو توقف الاستيطان، أمر مستبعد.

وينبه إلى أن أكبر خطأ تتخذه السلطة الفلسطينية هي المراهنة على فوز "بايدن" الذي لن يكون أرحم من ترامب"، مشدداً على أن الرهاب يجب أن يكون على القوة الفلسطينيين في توحدهم وإنجازهم للمصالحة ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وسحب الاعتراف به.

ويؤكد طعمة أن إجراء الانتخابات وتحقيق الوحدة وإعادة بناء منظمة التحرير يخدم القضية الفلسطينية أكثر من المراهنة على الانتخابات الأمريكية، من أجل مواجهة المخططات الامريكية- الإسرائيلية.

ولا يستبعد أن يكون تأجيل السلطة إجراء الانتخابات ضمن سياقات المراهنة على نتائج الانتخابات الأمريكية، "لذلك فهو رهان خاسر".

ويتفق أستاذ العلاقات الدولية د. أشرف الغليظ مع سابقه بأن السياسة الأمريكية على مدار التاريخ لم تتغير تجاه القضية الفلسطينية، "لذلك لا يُمكن التعويل على "بايدن"، أو أي إدارة أمريكية".

وأوضح في حديث لـ"فلسطين"، أن الولايات المتحدة غير محكومة بقرار الرئيس فقط، إنما هناك أكثر من جهة لصناعة القرار مثل وزارة الخارجية ومجلس الشيوخ وغيرهم، ممن يتدخلون في السياسة الخارجية.

ورجح الغليظ استمرار السياسة الخارجية الأمريكية الداعمة لـ(إسرائيل) كما هي علية سواء بفوز أي من مرشحي  الحزبين الديمقراطية والجمهوري، "لأن هناك سياسة واضحة لا تتخلى عنها أي إدارة أمريكية على صعيد الالتزامات المالية أو السياسية أو العسكرية، "(اسرائيل) الطفل المدلل لأمريكا"، وفق وصفه.

ويعتقد أن السلطة بات لديها في الآونة الأخيرة رؤية تختلف عما قبل خاصة بعد المشاريع التصفوية الأخيرة، جعلتها تتجه للتقارب مع حركة حماس، وتتخذ موقفاً من عملية "التسوية"، مستدركاً "لكن قد يحدث هناك مستجد بعد الانتخابات الأمريكية يجعل السلطة تعود لطاولة المفاوضات مقابل تنازلات مُعينة".

اخبار ذات صلة