قائمة الموقع

"الأشواك" و"الأشواق" وسيلة "عمرو" للكشف عن "حلقة البراق"

2017-04-29T08:00:46+03:00

دليلٌ جديد على أحقية المسلمين أولى القبلتين اكتشفه رئيس قسم المخطوطات والتراث الإسلامي في المسجد الأقصى رضوان عمرو بعد رحلة كان فيها "درب الأشواك" ملاصقًا لـ"درب الأشواق"، وأعلن عنه في ذكرى حادثة الإسراء والمعراج، وهو حلقة ربط براق الأنبياء في الركن اليماني للأقصى..

الباحث عمرو تحدث في حوار مع "فلسطين" عن المصادفة التي دفعته للانطلاق في هذه الرحلة وبعض تفاصيلها..

ضعف الردود

يقول: "منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأثناء دراستي لدرجة الماجستير عن القدس، لاحظت عدم قدرة الأساتذة والطلبة على الرد بوضوح على ادعاءات الاحتلال فيما يتعلق بالهيكل، وقادني هذا الضعف إلى الاهتمام بالبحث في تاريخ الأقصى قبل حادثة الإسراء والمعراج، وحتى قبل الحقبة الإسلامية".

ويضيف أنه رجع بتاريخ المسجد إلى سنوات بعيدة، ودرسه من مصادر متعددة أهمها القرآن والقصص القرآني والأحاديث النبوية وعمارة الأنبياء للأقصى، وهذا الأخير وجده بحرا كبيرا لا يخوضه الدارسون.

ويتابع: "تعقبت تاريخ الأقصى عبر 124 الف نبي من آدم عليه السلام وحتى الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم، مع التركيز على عمارة الأنبياء للأقصى، ووصلت لنتائج تفسر كثير من الأمور المتعلقة بالمسجد، وكانت جيدة بدرجة حفّزتني على الاستمرار في طريقي البحثي".

بحكم اهتمامه هذا، كان ضيفًا في إحدى الجولات الميدانية للحديث عن عمارة الاقصى، وذلك في منطقة القصور الأموية المحاذية لأسوار المسجد الأقصى من الناحية الجنوبية الغربية، وهناك كانت مفتاح اكتشافه.

يوضح عمرو: "هناك أدركت لغزًا ضائعًا، إذ أثارت انتباهي حلقة توقعت أن تكون هي حلقة البراق التي ذكرها النبي في عشرة أحاديث صحيحة، وكنت مشحونًا بفكرة البحث عنها، ولكني لم استشف موقعها من بعض الأحاديث النبوية".

ويبين: "في هذه الجولة وجدت حلقة تنطبق عليها المواصفات الذكورة في الأحاديث، وسرعات ما رجعت للمخطوطات، فوجدت مخطوطات غفلنا عنها 1000 عام ولم ندرسها، تتحدث عن شكل الحلقة وكيفية الربط، وتثبت بشكل دامغ أن هذه الحلقة هي حلقة البراق، وبالعودة إلى الأحاديث تأكدت لأنها تصف الموقع بدقة".

خارج أوقات الدوام، يتجول عمرو في المسجد الأقصى لتوثيق كل زواياه بالصور، وهذا ما فعله بعد مشاهدته للحلقة، إذ تجوّل في محيطها نحو ثلاث ساعات، والتقط صورا لها ولما يحيطها، وبينما هو يفعل ذلك اعتقله جنود الاحتلال.

كان الاعتقال في 23 من فبراير الماضي، وأُفرج عنه في 29 من الشهر ذاته، وكان الإفراج بكفالة، مع قرار إبعاد عن منطقة القصور الأموية، وهو أول مقدسي يصدر بحقّه قرار إبعاد عن هذه المنطقة.

يقول: "اعتقالي كان بتهمة التخطيط لعمل إرهابي ودخول منطقة محظورة، والوصول إلى وصلت منفذ نفق سري، وهذا لم يكن صحيحا بالطبع"، مضيفا: "أثناء التحقيق، رأيت في عيون المحققين قلقا لم أجد له تفسيرا حينها، ولكن يبدو انهم أدركوا أن المسلمين وضعوا أيديهم على جرح الاحتلال العميق، ولذا لم يكتفوا باعتقالي واحتجاز الكاميرا الخاصة بي، بل استدعوا للتحقيق السيدات اللواتي كنّ موجودات في المكان لحظة اعتقالي الموجودات في لحظة اعتقالي".

ويؤكد: "لم تكن هذه الأيام الخمس خسارة بالمقارنة مع أهمية النتيجة التي وصلت إليها في النهاية، فهي نتيجة صادمة، حتى أنني أقرأ ما كتبته بنفسي غير مصدق".

خرج عمرو من السجن، ولم تخرج صوره، فقد أبقى الاحتلال على احتجاز الكاميرا، إلى أن تمكّن من استردادها بعد 45 يوم، وكان فيها 1200 صورة للحلقة والجدران والآثار المحيطة، ولكنها اختفت عندما حاول نقلها إلى الحاسوب، وتمكن لاحقا من استرجاع 1000 منها، حسب اعتقاده فسبب هذا الخلل هو "فيروس" نقله الاحتلال للكاميرا لينتهي أمر الصور، خاصة أن عودته للتصوير المنطقة من جديد غير ممكن بفعل قرار الإبعاد.

لم تتوقف الصعوبات عند الاعتقال والإبعاد واحتجاز الكاميرا، بل كان قلة المصادر عقبة أخرى، وكما يبيّن عمرو: "بنيت بحثي على الأحاديث النبوية مع المخطوطات مع المشاهدة الميدانية للمكان، ومن فضل الله أن هذه العناصر توفرت لي، فبدون اجتماعها معا يستحيل إخراج الدراسة".

ويقول: "عندما رأيت الحلقة، عرفت أنني أسير في (درب الأشواق) لشدة شوقي إلى النتائج، وعندما ناداني عناصر شرطة الاحتلال عرفت أنني دخلت في (درب الأشواك) ليكتمل به درب الأشواق"، مضيفا: "لم أفقد الأمل في خروج دراسته إلى النور، بل المعيقات في نظري امتحان لي لكي أصبر لا لأيأس، حتى أن احتجاز الصور كان فرصتي للبحث عن كثب في المخطوطات".

بعيدا عن المعيقات، من عجائب البحث بالنسبة لصاحبه، أنه وجد مخطوطه بعنون (سيرة ابن سيد الناس اليعمري)، تبعد مترين فقط عن مكتبه، أي أنها في متناول يده ولكنه لم يكن ينتبه لها، وفيها ورد وصف مكان الحلقة بالنص: "الحجر الذي في زاوية المسجد كان منقوبا".

ويقول عن اختيار ذكرى الإسراء والمعراج للإعلان عن اكتشاف الحلقة: "وكأن الله استجاب دعائي لأن أصل إلى النتيجة وأنشرها في هذه الذكرى، وقد نشرت ملخصا لأجل رمزية تلك الليلة".

من جماليات الاكتشاف الأخرى بالنسبة لعمرو، أن الاحتلال ساهم فيه من حيث لا يقصد، فكما يبين: "دُفنت الحلقة في عهد الاحتلال الصليبي، وظهرت مجددا في عهد الاحتلال الإسرائيلي، والحفّارون الصهاينة هم من كشفوا عنها وليس المسلمين، فالمعاول التي عمدت إلى هدم المنطقة عام 1967 أثبتت صدق الرواية الإسلامية عندما أزالت الرمال في هذا المكان".

وبحسب عمرو، هذا الاكتشاف يهدم الرواية الإسرائيلية في أهم أركانها، ومن شأنه أن يكون مدخلا لربط المسلمين بالأقصى من جديد، مبينا: "هذه الحلقة وفّرت لنا دليلا جديدا على أحقيتنا بالمسجد، ولذا أضافت عبئا آخر على كاهلنا، لأنها توجب علينا استمرار البحث".

ويلفت إلى أن رجوعه إلى المخطوطات للتأكد من الحلقة فتح له آفاقًا أخرى، واكتشف أمرا جديدا يتعلق برحلة الإسراء والمعراج، ولكنه ينتظر التأكد منه قبل نشره.

اخبار ذات صلة