قائمة الموقع

3 شابّات غزيّات ينتصرن على البطالة بزراعة الأرض

2020-10-29T08:37:00+02:00

لم تتوقع ثلاث شابّات غزيات أن تكون البطالة عليهن بهذه "القسوة"، ما دفعهن للتفكير بعيدًا عن تخصصاتهن الجامعية المختلفة، والبحث عن فكرة مشروع يوفر لهن فرص عمل، ويسد احتياجاتهن الشخصية على الأقل، ومساعدة عائلاتهن على تخطي صعوبة الأوضاع المعيشية، فهي لم تبخل عنهن بالدراسة الجامعية.

الشابة أسيل النجار، خريجة تخصص تعليم أساسي، وصديقتاها غيداء قديح خريجة تجارة لغة إنجليزية، وندين أبو روك خريجة تخصص علوم مصرفية ومالية، دفعتهن الظروف لتخطي وتجاوز كل العقبات، إذ استأجرن أرضًا خالية مدة عام لفلاحتها وزراعتها وحصد الخير وبيعه لإعالة أنفسهن وعائلاتهن.

أسيل (26 عامًا) تقطن في قرية خزاعة شرق مدينة خان يونس، تقول لصحيفة "فلسطين": "انتظرت كثيرًا بعد تخرجي أن أحصل على فرصة عمل، نظام عقد أو بطالة، وظيفة تنسيني عناء التعب والدراسة الجامعية، وتهون على المعيل الأعباء المالية التي تكبدها طيلة السنوات الماضية، ولكن لم يحالفني الحظ بشيء، فاضطررت إلى التفكير في مشروع يلبي احتياجاتي ويساعد أهلي".

أغمضت عينيها عن كل العقبات التي يمكن أن تواجهها بفكرة المشروع، لكونه يحتاج إلى جهد وتعب، وعمل متواصل قبل شروق الشمس حتى غروبها، وعدم خبرتها بأعمال الزراعة، سوى أنها تعلم أن هذه الحرفة هي الأقرب لأجدادها وأهل قريتها.

وقبل بزوغ أشعة الشمس، قرب الساعة السادسة و20 دقيقة تخرج أسيل من بيتها نحو أرض المشروع، لتستثمر المدة الصباحية في الزراعة، قبل أن تسلط الشمس أشعتها على رأسها ورأسَي رفيقتيها.

وتوضح أنها لا تملك فكرة مسبقة عن الزراعة ومتطلباتها، فاعتمدت على سؤال المزارعين في معرفة أصول هذه المهنة وأدواتها الأساسية، والمعدات التي تحتاج لها، وكيفية التعامل مع الشتلة، مشيرة إلى أن ثلاثتهن من الفتيات الناشطات في المبادرات التطوعية الشبابية.

كون الأرض تقع على بعد 500 متر من السياج الاحتلالي الفاصل هذا وحده عقبة في طريقهن، فطلقات رصاص الاحتلال تثير الخوف في نفوسهن، وجرافاته، فضلًا عن طائراته التي ترش المبيدات الحشرية السامة على المزروعات؛ فتجعلهن يضعن أيديهن المتشققة على قلوبهن خوفًا من موت الزرع، غير الكلاب الضالة التي تواجههن في الطريق، إلى جانب مسائل متعلقة بالكهرباء والمياه.

وتضيف: "اتفقنا مع صاحب الأرض أن إيجارها سيُدفع بعد بيع أول محصول، لكوننا لا نملك رأس مال، والجميل أن صاحب الأرض متفهمٌ الظروفَ الشبابية وأوضاع القطاع الصعبة".

تدرك أسيل أن الأمر ليس سهلًا: "هذه الفكرة جاءت بعدما طرقت أبوابًا كثيرة، لذا عندما أقنعت أهلي بفكرة المشروع لم يكن أمامهم سوى أن يمدوني بالقوة والثقة".

ترتدي أسيل وصديقتاها الثوب الفلسطيني في أثناء فلاحتهن في الأرض، فهن على يقين أن المرأة الفلسطينية أنيقة في كل الأوقات، فالجدات في الماضي كن يساعدن أزواجهن في الأرض وهن يرتدين برقع الذهب على رؤوسهن.

وتشير إلى أن هذا المشروع عزز ارتباطها بالأرض، وعندما يحل المساء تجلس الثلاثة أرضًا بعد يوم متعب وشاق، فتتبع كل واحدة منهن طريق الشقوق في يديها، وتضحك كل واحدة على الأخرى من اللون الذي اكتسبته بشرتها، لتنصح كلٌّ منهما الأخرى بوصفة لتفتيح البشرة كالزبادي، وحثل القهوة، وماء الورد، وغيرها.

كذلك ندين تبين أنهن أصبحن بحاجة لمشروع خاص يساعدهن على تجاوز الأوضاع الصعبة: "تداولنا الفكرة بعد أحاديث بيننا عن عدم وجود طاقة لانتظار وظيفة تدق بابنا، لذلك كانت المخاطرة بهذا المشروع الذي شجعني عليه والدي لكونه يعمل في مجال الزراعة".

وتأمل أبو روك ورفيقتاها أن يجدن من يتبنى ويدعم مشروعهن، ليتمكن من الاستمرار، وأن يصبح فيما بعد حاضنة تضم العديد من الخريجين العاطلين عن العمل.







 

اخبار ذات صلة