قائمة الموقع

حارسة الأمن الدبلوماسية

2017-04-29T07:19:49+03:00
ريم سكر (أرشيف)

بلباسها الأمني تقف بكل شموخ وثقة تؤدي المهام الموكلة لها في المكان المخصص في بنك فلسطين لتحصيل الأمانات من قبل العملاء والزوار، غير آبهة لنظرات الوافدين والخارجين، وكلامهم المتناثر وتعليقاتهم، ونظراتهم المتعجبة باقتحامها عملًا خاصًا بالرجال، متحدية ذلك لتؤدي عملها على أكمل وجه، ولتؤكد لمن حولها أن عملها في الأمن ليس حكرًا على الرجال، بل اقتحمت المجال بكل جرأة وشجاعة.

السيدة الثلاثينية ريم سكر من سكان مدينة غزة أول سيدة في القطاع تعمل في مجال الحراسات الأمنية.

سكر صاحبة الشخصية القوية التي غرسها والداها فيها منذ مرحلة طفولتها، وسماتها الشخصية يليق بها أن تكون "شرطية" كما كانوا يقولون لها، قد سارت عكس تيار العادات والتقاليد وخرجت عن النمطية المجتمعية، فدرست العلوم الأمنية في كلية العودة الجامعية وفق ميولها الطفولية.

وقالت عن سبب اختيارها لهذا التخصص بالتحديد: "كان زوجي ملتحقًا بذات التخصص وبحكم انشغاله في وظيفته وعمله كان يطلب مني دائمًا أن أعد له التلخيصات ليسهل عليه دراستها، فأعجبت بطبيعة المواد وأحببت التخصص، فكنتُ مطلعة على المنهج الدراسي وبتشجيع منه استطعت كسر القاعدة بالتحاقي به".

واستطاعت بذلك أن تحقق حلم طفولتها وأن تكون أول سيدة أمن في غزة، لتقدم خدماتها الأمنية مع زملاء آخرين، مشيرة إلى أن البعض يتوقع أن هذا العمل يأخذ طابعًا رجوليًا، وأنه مهنة تقتصر على الرجال.

صمت سكر آذانها عن كلام الناس وأصرت على الوصول إلى حلمها، فبعد تخرجها من الكلية بعامين، ذهبت إلى بنك فلسطين لإجراء معاملة مصرفية فتفاجأت بمشكلة قائمة بين رجال الأمن والسيدات، ولم يستطيع الأمن إحكام سيطرته عليهم، فسألت الشرطي: "لماذا لا توظفون سيدة أمن خاصة بالنساء؟" فتفاجأ: "هل يوجد سيدات أمن؟ يا ريت يوفروا"، فما أن علمت برغبتهم سعت للتسجيل بشركة الحراسات الأمنية.

وأضافت: "فعملي في البنك قائم على عدة مهام موكلة إلي كتنظيم دخول السيدات، وتنظيم اصطفافهن في طوابير منظمة، وخاصة في أوقات الطوارئ وصرف المخصصات المالية"، كما تعمل على فض أي شجارات نسوية ومشادات بينهن كون رجل الأمن لا يستطيع التدخل بين النساء.

وبحكم تجربتها البسيطة في العمل فإنها تحكم عليها بالرائعة والممتعة، وأوضحت سكر أنها لم تتعرض لأي مشاكل خلال فترة عملها، فلا تستخدم القوة والتدخل البدني، فتتجه للأسلوب الدبلوماسي في البداية.

ونوهت إلى أنها تلقت التدريبات اللازمة في مقر الشركة الأمنية لتكون على استعداد تام في حال حصول أي اشتباكات جسدية داخل أروقة البنك.

ورغم اعتراض البعض على مجال عملها، إلا أنها لاقت تشجيعًا كبيرًا من آخرين خاصة من قبل عميلات البنك لحساسية التعامل معهن في الأمور الأمنية من تفتيش وفض الشجارات وحفظ الهدوء والنظام، والاحتجاز في حالة الشك الأمني.

وبينت سكر أن عملها في مهنة الأمن لم يؤثر في أداء واجباتها العائلية، كما أنها تمارس الحياة الاجتماعية على أكمل وجه، وتطمح أن يتم تداول هذه المهنة داخل المؤسسات، ويكون هناك تواجد للعنصر النسائي الأمني.

اخبار ذات صلة