فلسطين أون لاين

استعدادًا لقدوم فصل الشتاء

المناطق المنخفضة المعرضة للغرق على رأس أولويات الدفاع المدني وبلدية غزة

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور

مع قدوم فصل الشتاء تظهر تخوفات لدى السكان في مناطق مختلفة من قطاع غزة من حدوث فيضانات أو غرق بسبب تراكم المياه خاصة في الأماكن المنخفضة ذات البنية التحتية الضعيفة التي لا تتوافر فيها مصارف مياه الأمطار.

لذلك جهز كل من الدفاع المدني وبلدية غزة خططا لاستقبال فصل الشتاء والتحضر لأي سيناريوهات لحدوث أي حالات غرق لمناطق أو بيوت في الأماكن المنخفضة في حالات المنخفضات الشديدة أو المتوسطة.

مساعد مدير الدفاع المدني لشؤون عمليات الطوارئ في الدفاع المدني العميد سمير الخطيب، أوضح أنه خلال فصل الشتاء تظهر مهمات غير اعتيادية التي يتوجب على الجهاز القيام بها، مثل: مهام الإنقاذ، حل مشكلة تجمعات المياه، إخلاء البيوت المهددة بالغرق.

وبين في حديث لـ"فلسطين أن الدفاع المدني وضع خطة مفصلة بمهامه خلال فصل الشتاء بخلاف المهام الاعتيادية، لافتًا إلى أن الخطة متكاملة وتشمل الخمس محافظات ويبدأ العمل بها قبل حلول فصل الشتاء.

وقال الخطيب: "يقع على رأس الأولويات، جهوزية السيارات والمعدات الخاصة بالعمل في مجال الإنقاذ والإطفاء في فصل الشتاء وإخلاء البيوت، ويتم توزيع المعدات على المحافظات الخمس والتي تكون ضمن الأماكن المهددة بحدوث انهيارات، أو غرق بسبب انخفاضها عن مستوى الأرض أو بحاجة للإخلاء".

وذكر أن الخطة تتضمن لجان فرعية في كل محافظة يرأسها مدير الدفاع المدني في المحافظة، وتتشكل هذه اللجان من جهاز الدفاع المدني والجهات المختصة العاملة في الميدان مثل وزارة الأشغال، والحكم المحلي، والبلديات، وشركة جوال، وأرقام وأسماء أصحاب الآليات الثقيلة التي يمكن الاحتياج إليها للمساعدة لتكون على جاهزية كاملة للعمل.

وتحدث الخطيب عن تشبيك على درجة عالية وقوية مع البلديات للعمل على إنجاز هذه المهمات التي من شأنها المحافظة على حياة الناس.

وأضاف: "تم تفعيل الطواقم مع الجهات ذات العلاقة والتي من ضمن مهامها: تحديد أماكن تجمع المياه التي تهدد حياة المواطنين، ووضع معدات شفط المياه في أماكن قريبة لتسهيل الوصول إليها في أسرع وقت".

وأوضح الخطيب أن أماكن تجمع المياه ليست خطيرة ولكنها تأخذ وقتًا في التصريف بسبب ضعف البنية التحتية واهترائها، كما أن مصارف الأمطار تكون غير قادرة على استيعاب كميات كبيرة من المياه دفعة واحدة.

واستدرك: "ولكن بالمجمل فإن الأماكن التي تشكل خطرًا على حياة المواطنين قليلة وتعد على أصابع اليد وموزعة على المحافظات"، لافتًا إلى أن هذه الأماكن تحت الملاحظة، ويتم تقديم الارشادات للمواطنين لأخذ احتياطاتهم منعًا لدخول المياه إلى المنازل.

وبين الخطيب أن قطاع غزة يعد منطقة ذات كثافة سكانية عالية، والبنية التحتية بحاجة إلى تطوير وإعادة تهيئة، مشدداً على أنهم يحاولون التواجد في مناطق قريبة من المناطق المهددة بالغرق بسبب الأمطار للوصول إليها بأسرع وقت، مع إشعار السكان بأخذ الاحتياطات في حال وجود أي منخفضات.

وأفاد بأن الدفاع المدني لديه (17) مركزًا موزعًا على المحافظات الخمس، ولديه عدد السيارات يمكنه التعامل مع الأحداث وفق ما هو متوفر من إمكانيات للقيام بمهام الإطفاء، الإنقاذ والإغلاق، والعمل لمنع وقوع أضرار بشرية أو مادية خلال فصل الشتاء.

دور البلدية من جانبه، أوضح رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة، رمزي أهل أن البلدية تواجه في كل عام موسم الأمطار عبر تشكيل لجنة طوارئ متخصصة لمتابعة أحوال المدينة أثناء المنخفضات.

وبين في حديث لـ" فلسطين" أن البلدية تتعامل مع أزمات فصل الشتاء بناء على خطة تتضمن مجموعة من الأعمال والمهمات لتكون جاهزة للتصدي لارتفاع مناسيب المياه في مناطق محددة التي عادة ما تشهد سيولًا تضر بالمواطنين. وقال أهل: "من هذه الأعمال تنظيف 4500 مصفاة لتصريف مياه الأمطار، وتنظيف خطوط شبكة تصريف مياه الأمطار، وتنظيف وتجهيز 4 برك مخصصة لتجميع مياه الأمطار".

وأضاف: "هذه الجهود تقوم بها البلدية على قدم وساق حتى تكون المدينة جاهزة لاستقبال الشتاء، ولأجل ذلك تم تقسيم المدينة إلى أربعة أقسام للسيطرة على جميع النقاط الداخلة والتي تتجمع فيها الأمطار، وكل منطقة يوجد على رأسها مسئول فرقة لمتابعة المناطق الساخنة".

وبين أهل أن كل منطقة فيها عدد كافي من العاملين حتى يستطيعوا التواجد في نقاط ثابتة ويكون بعضهم متحرك لضمان سرعة انجاز المهام، كما تم تجهيز وتحضير الرقم (115) لاستقبال شكاوي المواطنين على مدار الساعة في حالات المنخفضات المتوسطة والشديدة.

وذكر أن البلدية في سباق مع الزمن ومن أجل ذلك تتواصل البلدية مع الشركاء والجهات المعنية والموجودة في المدينة مثل وزارة الأشغال، والدفاع المدني، والشرطة ومختلف جهات الاختصاص.

وتحدث أهل عن بعض الدروس المستفادة في بعض المناطق التي كانت تتعرض للغرق خلال السنوات الماضية، لذلك البلدية على التواصل مع أصحاب المهن والحرف التي تشكل خطورة على المواطنين مثل المولدات المنتشرة في المدينة وشركات الإعلانات التي تضع إعلانات يمكن أن تشكل خطورة على المواطنين.

ونبه إلى أهمية دور المواطن في مدينة غزة الذي يجب أن يكون شريكًا للبلدية في هذه الإعمال وأن يكون لديه هم المحافظة على المصافي وعدم إلقاء أكياس النفايات فيها حتى لا يتسبب اغلاقها، كما عليه دور إبلاغ البلدية بأي مشكلة يراها للمناهل المفتوحة أو وجود مصافي مكسورة.