فلسطين أون لاين

تقرير كورونا يُحاصر "الشيخ رضوان".. إجراءات الوقاية المَنفذ الوحيد!

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف

قبل بضعة أيام مضت اعتادت السيدة منال إسماعيل من سكان حي الشيخ رضوان الذهابَ إلى السوق لشراء بعض الخضراوات واللحوم وغيرها من المواد الغذائية، لكن هذا الأمر أصبح شبه مستحيل بعد إغلاق السوق الوحيد في الحي الواقع شمال غرب مدينة غزة، بفعل جائحة كورونا.

تفشي الفيروس فرض حالة أشبه بالحصار على السيدة منال وغالبية المواطنين والبائعين أيضًا في الحي، وأجبرهم جميعًا على التزام منازلهم ضمن الإجراءات الوقائية التي أقرتها الجهات الرسمية بغزة وتنفذها الأجهزة الأمنية.

وكان فيروس كورونا قد ظهر في الصين نهاية عام 2019، وانتقل لغالبية دول العالم في وقت قياسي مطلع 2020، وحالت الإجراءات الصارمة التي اتخذتها وزارتا الصحة والداخلية دون وصوله للقطاع الساحلي البالغ تعداد سكانه أكثر من مليوني نسمة لأشهر عديدة.

في غضون ذلك ذكرت منظمة الصحة العالمية أن وصول الفيروس لغزة "مسألة وقت"، وبالفعل استطاع اختراق جدار الحماية والتسلل للقطاع، وأعلنت الصحة أولى الإصابات داخل المجتمع في 24 أغسطس/ آب الماضي.

وقالت منال لصحيفة "فلسطين" إنه منذ تفشي كورونا تغيرت معالم الحياة، وفُرض علينا حصار جديد، إضافة إلى الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 14 سنة مضت من أعمارنا.

وأضافت: "أحاول قدر الإمكان الخروج باكرًا من البيت عندما نكون بحاجة إلى سلعةٍ ما، وأضطر للسير طويلا لتجاوز الحواجز الإسمنتية التي وضعتها الشرطة والبلدية لمنع حركة المواطنين والمركبات".

لكنها وبقدر الإجهاد الذي يتسببه ذلك لها، فإنها تبدو راضية عن إجراءات الوقاية والسلامة التي تنفذها الجهات الرسمية، لأن ذلك يعد حماية لها، كما تقول.

وتراقب الأجهزة الأمنية على مدار الساعة مدى التزام المواطنين القرارات الصادرة.

وقال محمد سلامة، الذي يملك بقالة صغيرة، إنه يضطر لفتح باب واحد أمام الوافدين لشراء حاجياتهم، ولساعات محدودة فقط.

وأبدى سلامة خلال حديثه مع "فلسطين" خشيته الكبيرة من الازدحام عند بقالته، مؤكدًا أهمية الحفاظ على التباعد الاجتماعي بين المواطنين حتى لا تنتقل عدوى الفيروس بينهم.

وعاين مراسل "فلسطين" مشاهد من وضع البلديات والشرطة حواجز إسمنتية لمنع تنقل المركبات ووصولها إلى المنطقة المصنفة (حمراء) في الحي، بعد اكتشاف أعدادٍ كبيرة مصابة بالفيروس.

كما رصد تفريق عناصر من جهاز الشرطة مجموعة من الباعة المتجولين بعربات تجرها الحمير، حاولوا تسويق بضائعهم بسبب إغلاق السوق المركزي، وتجمهر حولهم مواطنون قبل تفريقهم.

واعتمد العديد من المواطنين نقاط البيع المنتشرة في أماكن متفرقة من الحي الذي أغلقت الشرطة مساحة واسعة منه في محاولة لمنع تفشي الفيروس، ووصل الأمر إلى حظر التجوال على المواطنين في الفترة المسائية.

وقال حازم، كما فضل التعريف عن نفسه، إنه يتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر في أثناء تحركه في الحي؛ خشية على حياته وزوجته وأبنائه، بعدما أصابهم المرض، واستطاعوا تجاوزه قبل أيام.

وأشار خلال حديثه لـ"فلسطين"، إلى أنه لم يتمكن من معرفة مصدر الإصابة الذي نقل إليه العدوى وتسبب بحجر جميع أفراد العائلة لفترة طويلة، حتى تأكدت الفرق الطبية خلوهم جميعًا من الفيروس.

وأكد وجوب اتخاذ المواطنين أقصى درجات الوقاية والسلامة، واستخدام المعقمات وغسل اليدين باستمرار، والحد من الحركة والاختلاط.

وحي الشيخ رضوان، ليس المنطقة الوحيدة التي يفرض عليها حظر التجوال بسبب كورونا، بل إن قطاع غزة وبعد اكتشاف إصابات من داخل المجتمع، فرض عليه إغلاق كامل لأكثر من 3 أسابيع متواصلة قبل استئناف فتح مناطق متفرقة تدريجيا.

لكن مع الفتح التدريجي زاد عدد الإصابات بفيروس كورونا، وسط مخاوف حذرت منها منظمة الصحة العالمية من موجة جديدة للفيروس، في ظل إمكانيات صحية متواضعة مقابل مرض يتسلل خفية إلى أجساد المواطنين، ويسبب الضرر الأكبر لكبار السن وضعيفي المناعة.