فلسطين أون لاين

بقناة "يوتيوب".. المعلمة "نسرين" تجذب طالباتها إلى "الجغرافيا"

...
غزة-هدى الدلو:

لطالما راودتها فكرة إنشاء قناة تعليمية عبر موقع يوتيوب لكي تعم الفائدة، ليس فقط على صعيد طالباتها، بل الجميع، خاصة بعد إنشائها ناديًا جغرافيًّا خاصًّا لهن، وفي آب (أغسطس) عزمت على إطلاق هذه القناة لتجذبهن إلى مادة الدراسات الجغرافية، وتكون رفيقًا لهن في المنزل خلال التعليم عن بعد، أو مع العودة المتدرجة للتعليم الوجاهي.

المعلمة نسرين أموم عملت في قطاع التعليم وتنقلت بين مدارس عدة، تروي تجربتها مع إطلاق القناة في حديث مع صحيفة "فلسطين": "خلال التعليم عن بعد بسبب جائحة كورونا أنشأت صفًّا افتراضيًّا لطالباتي في المدرسة، لتحميل وشرح الدروس ووضع أسئلة إثرائية، ولكن وجدت أن معظم الطالبات يواجهن صعوبة، نتيجة الظروف المالية التي تعانيها بعض العائلات".

وتُرجع ذلك إلى أن بعض الطالبات لا يتوافر لديهن أجهزة ذكية من الهواتف المحمولة أو حاسوب محمول، وأحيانًا يوجد جهاز واحد في البيت، إلى جانب مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، وبذلك لا تتسنى الفرصة لمعظم الطالبات لحضور بعض الحصص، كان ذلك دافعًا لها لإنشاء قناة تعليمية باسم سلسلة مبحث الجغرافيا.

تضيف نسرين: "أعرض فيها الشرح المفصل والمبسط لطلاب التوجيهي باستخدام الوسيلة الأساسية التي عهدوها طيلة أعوامهم الدراسية، وهي القلم والسبورة، وأشرح الدروس وكأن طالباتي أمامي، وأخاطبهن كأني معهن بالأسلوب المعمول به داخل غرفة الصف".

وحتى لا تتشتت الطالبات تخصص مقاطع فيديو للشرح بالتفصيل، وأخرى للأسئلة الكتابية وحل أسئلة الامتحانات والمتوقعة، ومناقشتها.

وكانت المعلمة تواجه تحديات، منها بطء الإنترنت وصعوبة رفع الدرس للطالبات، إذ يحتاج منها رفع الدرس إلى ست ساعات، مع انقطاع التيار الكهربائي مدة طويلة.

فرغت وقتها، وأغلقت على نفسها، لتعكف على شرح الدرس "بشغف وحب"، تقول: "الفرحة لا تسعني عندما يتواصل معي الطلبة من مختلف المحافظات، معبرين عن شكرهم وامتنانهم للقناة وطريقة الشرح، أو في أثناء قراءة تعليقات، إذ أجد الثناء نابعًا من قلبهم".

وتشير نسرين إلى أن أعداد المشتركين في القناة يتزايد يوميًّا، مضيفة: "ولذلك سأعمل -لا شك- على تطوير القناة بسبب رضا الطلبة وتفاعلهم، لكونه يكسبني طاقة إيجابية، ولكن التطور وفقًا لما تسمح به الظروف، وإمكانات أخرى، على سبيل المثال استخدام اللوح التفاعلي".

لكنها تختم بقولها: "لا شيء يسد عن المعلم ووجوده أمام طلابه في غرفه الصف"، واصفة المعلم بأنه "صانع الأجيال، وباني العقول، ومؤسس الحضارة".

وأنهت وزارة التربية والتعليم في غزة تجهيز مدارسها لاستقبال طلبة الصفوف من السابع حتى الحادي عشر وبدء تدريسهم اليوم، ضمن المرحلة الثانية من العودة الآمنة للمدارس.