سبّب فيروس كورونا إرباكا نفسيا للبعض من مختلف الفئات العمرية، لاسيما كبار السن الذين اندفعوا للالتزام بإجراءات الوقاية بحذافيرها خوفا من العدوى، وبات لدى كثير منهم استعداد للالتزام بالقيود المفروضة على الحركة مهما طالت، وفي المقابل بعضهم قد يكابرون ويرفضون الالتزام، فكيف نتعامل مع تلك الشريحة التي تعد "بركة البيت" ونحافظ عليها؟
مرحلة كبار السن تعد من المراحل النمائية المهمة والحساسة في حياة الإنسان، التي تتطلب المعرفة بمتطلباتها الجسمية والنفسية والصحية والاجتماعية، وهو بحاجة للعلم بهذه التغيرات حتى يتعامل معها بشكل ايجابي سليم، والكلام هنا لاستشاري الصحة النفسية إبراهيم التوم.
التوم يشير في حديث مع صحيفة "فلسطين"، إلى أنه لابد في ظل أزمة كورونا من زيادة الاهتمام والرعاية والحرص على كبار السن في التعامل معهم، كونهم أكثر فئات المجتمع في الهشاشة الصحية، بسبب تقدم العمر وضعف جهاز المناعة الجسمية والنفسية، وانتشار الأمراض المزمنة فيما بينهم، مثل: الضغط والسكر وأمراض القلب والكلى وضعف الحواس وغيرها من الأمراض.
ويقول: "هذا يفرض علينا أن نوفر لهم عوامل السلامة واجراءات الوقاية للحفاظ عليهم، وتجنيبهم الوقوع في براثن فيروس كورونا لما له من تداعيات خطيرة على صحتهم الجسدية والنفسية والمجتمعية".
ويؤكد التوم ضرورة نشر الوعي والمعرفة بجوانب السلامة والخطورة التي يشكلها الفيروس من خلال وسائل الاعلام المختلفة، ومنصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب الزيارات التوعوية من الطواقم المختصة ومقدمي الخدمات المختلفة.
ويضيف: "كذلك يقع على عاتق أفراد الأسرة توفير متطلبات الحرص والسلامة والأجواء الصحية المناسبة من غذاء متكامل العناصر، وتوفير جو نفسي مساند وداعم لتجنب الانتكاسة النفسية من قلق وتوتر، إضافة إلى توفير جو أسري ايجابي قائم على نشر التفاؤل والأمل والصمود والتحدي والتفكير الايجابي والبعد عن كل ما يؤثر ويقلق ويحبط الأسرة عامة وكبار السن خاصة حتى نحافظ على صحتهم النفسية والجسدية، لأنهم وجهان لعملة واحدة فكلاهما يتأثر بالآخر.
أما في حال لم يؤخذ بمتطلبات السلامة والوقاية، فيبين التوم أن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على كبير السن والأسرة والمجتمع، من الناحية الصحية والنفسية الاجتماعية والمجتمعية، من تسلل للفيروس وانهيار جدار المناعة الفردي والأسري والمجتمعي.
وينبه إلى أن عدم التزام إجراءات الوقاية، يتسبب في انتشار الأمراض والفيروس، ويضعف المجتمع ويصيب بالإحباط والاكتئاب، ويضعف الجهاز الصحي والخدماتى، ويهدد المجتمع بالانهيار لأن سلامة وصحة الفرد وصلابته النفسية والاجتماعية من سلامة وصحة وصلابة المجتمع.
ويتابع: "لنكون ايجابيين في التعامل مع هذه الفئة وحريصين كل الحرص ونكون على علم ومعرفة بكيفية التعامل مع كبار السن وتوفير كل عوامل الصحة والسلامة".
احتياطات
ويذكر الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة أن الكثير من كبار السن يعانون من أمراض مزمنة من شأنها أن تعرّضهم لمخاطر صحية بالغة إذا ما أصيبوا بعدوى فيروس كورونا(كوفيد- 19)، خاصة أن غالبية حالات الإصابة بهذا الفيروس كانت في أوساط كبار السن من المرضى، وعلى الرغم من أن كبار السن يضعوا في اعتبارهم أنهم يتناولون الأدوية وظروفهم مستقرة، إلا أن الوضع قد يزداد سوءًا إذا أصيبوا بفيروس كورونا، لذا من الأفضل لهم البقاء في منازلهم وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى.
ويقول الموقع لابد من مساعدة كبار السن المرضى الذين ترتفع فرص إصابتهم بمضاعفات العدوى، ويتوجب التقليل من مخاطر تعرضهم لها، وبإمكاننا تحقيق ذلك من خلال اتباع بعض الاحتياطات البسيطة التي تساعد في وقاية هؤلاء المرضى من العدوى.
ومن هذه الاحتياطات، أنه لابد اتباع طرق الوقاية بالاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل الأيدي بشكل صحيح، والابتعاد عن التجمعات الكبيرة والمناسبات الاجتماعية، وزيارات الأقارب والعائلة والأحفاد وتقليل الاختلاط بهم قدر الإمكان.
ولابد من ممارسة الروتين اليومي وممارسة العادات المعتادة، إذ سيساعد ذلك على تعزيز الجهاز المناعي والحفاظ على الصحة، وتأجيل زيارات الطبيب التي ليست ضرورية للغاية، والحفاظ على النشاط البدني عبر ممارسة تمارين معينة أثناء الجلوس أو المشي.