فلسطين أون لاين

"أم الخير" في بلدة يطا تواجه محاولات اقتلاع سكانها

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث

خرج فارس حماد ذات يوم باكرًا لرعي الأغنام كعادته التي واظب عليها منذ سنوات، لكنه تفاجأ بجريمة بحقه تمثلت في إطلاق قطعان المستوطنين الكلاب الضالة عليه لتنهش جسده وتتسبب في نفوق مجموعة من الماشية.

لم تكن المرة الأولى التي يتعرض فيها حماد لجرائم المستوطنين، فقد سبقتها جرائم عدة هدفت لسرقة أغنامه ومنعه الرعيَ في خربة "أم الخير" البدوية شرق بلدة يطا جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وفي حديثه لـ"فلسطين" قال حماد الذي يعيل أسرة مكونة من 13 فردًا: إن مهنة الرعي لا تخلو من المخاطر، وذلك لقرب منطقتهم من مستوطنة "كرمئيل، حيث غالبًا ما تطلق قوات الاحتلال أو قطعان المستوطنين النار عليهم، ويهددونهم بعدم الاقتراب من أراضيهم ورعي الأغنام فيها".

وأضاف الشاب الثلاثيني: "هذه الاعتداءات لن تثنيني عن التمسك بأرضنا والاستمرار في رعي الأغنام، فهي مصدر رزق الأهالي الوحيد الذي يعتاشون منه ولا يمكنهم التفريط به".

وأكد أن قوات الاحتلال تراقب تحركات السكان وتمنعهم الخروجَ من المنطقة أو ممارسة عملهم في رعي الأغنام، ما زاد من معاناتهم وعدم قدرتهم على توفير احتياجاتهم وبيع الألبان ومشتقاتها لسكان القرى المجاورة.

وأضاف: "تسلم قوات الاحتلال بين الفينة والأخرى الأهالي قرارات بهدم منازلهم، إلى جانب تضييق الخناق عليهم ومنع خروجهم من المنطقة وقطع الكهرباء والماء عنهم؛ لدفعهم لمغادرة المكان.

وناشد السلطة الفلسطينية ومن وصفهم بأحرار وشرفاء العالم والمؤسسات المعنية وحقوق الإنسان الوقوفَ إلى جانب سكان التجمعات البدوية وحمايتهم من تغول الاحتلال ومستوطنيه ومنع هدم منازلهم.

منطقة أمنية

وبحسب رئيس مجلس محلي خربة أم الخير جنوب يطا إبراهيم الهذلين، فإن نحو 200 مواطن يعيشون في 30 منشأة مهددة بالهدم من قوات الاحتلال في خربة "أم الخير".

وأكد الهذلين لصحيفة "فلسطين" أن سكان القرية يعانون بشكل مستمر من قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في محاولة لتهجيرهم من المنطقة بسبب وقوعها بمحاذاة مستوطنة "كرمئيل".

وقال: إن سكان القرية مهددون بهدم منازلهم ويعانون معاناة خاصة وهم محرومون من الخدمات كالمياه والكهرباء والمدرسة والصحة، فهي من أكثر المناطق خطورة بعد "خطة الضم، وهي توازي الأغوار في الوضع في السياسي والأمني".

وأشار إلى أن الاحتلال يحاول وضع يده على الخربة؛ لأن المنطقة واسعة وكبيرة جدًا ويستخدمها الجيش في التدريبات العسكرية، ويعدها عمقه الأمني والجغرافي والسياسي، مؤكدًا أن الاحتلال وزَّع إخطارات على السكان بهدم منازلهم خلال 24 ساعة، الأمر الذي يجعل منازلهم عرضة للهدم لاستحالة إصدار الأوراق الثبوتية في المدة المحددة.

وبين الهذلين أن الاحتلال يعمل على مراقبة الفلسطينيين في تلك المنطقة بشكل مستمر في مقدمة لاستهدافهم وتقييد حركتهم ومنعهم من العمل برعي الأغنام في حين يسمح للمستوطنين برعي أغناهم.

عرضة للخطر

ورغم ضيق الحال لسكان هذه المناطق ومحدودية الدخل، شدد الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة، على رفض الأهالي مغادرة المنطقة وضرورة مواصلة العمل بها والتشبث بأرضهم.

وقال جمعة لصحيفة "فلسطين" إن نحو 29 موقعًا في الضفة الغربية المحتلة سكانها مهددون بالتهجير من أرضهم، مؤكدًا أن سكان المنطقة يقيمون بها منذ عام 1948 حتى اللحظة وزادت معاناتهم عندما أقام الاحتلال مستوطنة "كرمئيل" بالقرب من القرية.

وأضاف أن قوات الاحتلال هدمت قرية أم الخير أكثر من مرة، كما هدمتها بشكل كامل عام 2007، وأعاد الأهالي بناءها بمساعدة مؤسسات دولية، مشيرًا إلى أن سكان المنطقة يقيمون في كرفانات.

ونبه إلى أن المضايقات التي تمارس بحق الأهالي أدت لتهجير العديد من البدو في المنطقة، مبينًا أن الاحتلال يحرم السكان من الرعي ويعتقلهم ويحرمهم من الوصول إلى المنطقة أو مغادرتها.

وأكد جمعة أن خربة "أم الخير" عرضة للخطر، بسبب جرائم المستوطنين وقوات الاحتلال ضد السكان مدججين بسلاحهم وبحماية الشرطة الإسرائيلية.

وفي هذا السياق دعا كل الفلسطينيين لتحمل مسؤولياتهم والوقوف إلى جانب الأهالي لمنع هدم ومصادرة أراضيهم، وحمايتهم من الجرائم الإسرائيلية الممارسة بحقهم.