يتعمد المستوطنون اليهود الاعتداء على المزارعين الفلسطينيين ومحاصيلهم وخاصة في موسم قطف الزيتون الذي بدأ في 7 أكتوبر الجاري.
ويسمح جيش الاحتلال بساعات أو أيام محدودة للمزارعين لقطف ثمار أراضيهم المقامة عليها مواقع عسكرية أو بؤر استيطانية عشوائية ما أدى إلى إلغاء فعاليات وطقوس تراثية فلسطينية في الموسم السنوي.
يقول المزارع عاطف التميمي من قرية دير نظام شمال غرب رام الله، إن جيش الاحتلال أقام موقعا عسكريا فوق أرضه ويسمح له بدخولها وفق "مزاجية الجنود".
ونبَّه إلى أن الجنود لا يسمحون له بدخول أرضه أيضًا إلا بعد الحصول على تصريح من "الإدارة المدنية الإسرائيلية".
ويضيف التميمي: "نحن نأتي إلى الأرض لقطف الزيتون وهذه الرحلة هي مغامرة بحد ذاتها، فنحن لا نبعد سوى أمتار قليلة من معسكر يراقب حركاتنا داخل أرضنا".
ويبلغ عدد أشجار أرض التميمي نحو 80 شجرة منذ عشرات السنين، ويحتاج لأسابيع لقطف ثمارها.
ويؤكد أن الفلسطيني على أرضه منذ قديم الزمان، في حين أن الاحتلال هو "الدخيل على هذه الأرض"، لافتا إلى أن الجنود يعرضون عائلته للتحقيق والمساءلة تارة، وتارة أخرى يمنعونهم من دخول الأرض لقطف الزيتون.
ويتابع المزارع المسن: "قبل الموقع العسكري كنا في سعة من العيش، لكن اليوم نعيش حياة معقدة محفوفة بالمخاطر.. حينما أنظر إلى المعسكر وبنادق الجنود مصوبة باتجاهنا أشعر بالخوف على أولادي وأطفالهم".
ويسرد التميمي مشاهد موسم قطف الزيتون: "في بعض المرات نرى الجنود داخل الحقل ومعهم كلاب بوليسية، وحتى سياراتنا نُمنع من إحضارها إلى الحقل، وكذلك المحراث الآلي".
أما الحاجة (أم حسين) زوجة المزارع التميمي تقول: "كل شيء ممنوع داخل الأرض، وفي بعض المرات تأتي وحدات من الجيش تمارس الإرهاب بحقنا، ويأتون بملابس فاضحة وخادشة للحياء".
وفي قرية جيت شرق قلقيلية يضطر الأهالي إلى قطف ثمار الزيتون قرب بؤرة "جلعاد" الاستيطانية والتي يسكنها حاخامات ومستوطنون من عصابة "تدفيع الثمن" الإرهابية.
ويقول المزارع يوسف سدة: "في كل موسم قطف للزيتون نتأهب لاعتداءات قد ينفذها مستوطنون جلعاد الاستيطانية، فهم يأتون بالمركبات الجبلية (تراكتورون) ويهددونا بأسلحتهم"، واصفًا حياة المزارع في أرضه بـ"حياة الرعب".
وأكد الناشط حسن شبيطة أن موسم قطف الزيتون يشهد اعتداءات متصاعدة من الجيش والمستوطنين، وقال: "لقد غابت عنه الطقوس التراثية التي كانت متوارثة منذ القدم، لا سيما أن كل عائلة تكون على عجلة من أمرها كي تقطف الثمار بسرعة وتغادر الأرض".
وأشار شبيطة إلى أن المزارع الفلسطيني يعتمد على موسم قطف ثمار الزيتون، فهو "يشكل له دخلًا سنويًا مهما، لكن الجيش والمستوطنين يحاربون المزارع بأرضه وزرقه".