في بلدة الزاوية غربي مدينة سلفيت لا يتوقف الحاج سامي رداد عن زيارة أرضه داخل "مستوطنة القناة" التي أقيمت على أراضي البلدة.
ويتعرض المسن الفلسطيني للتهديد بالقتل والاعتداء عليه بشكل متواصل من قبل المستوطنين، في محاولة لثنيه عن البقاء في أرضه البالغ مساحتها 65 دونماً ويزرعها بأشجار الزيتون المعمرة، والتي زرعها الأجداد.
وقصة الحاج رداد تمتد بآلامها وأوجاعها منذ بدء عمر الاحتلال والاستيطان في أرض عائلته، ويقول لصحيفة "فلسطين": "في كل مرة أزور أرضي، يأتي المستوطنون ويخبرونني بالرحيل بزعم أن هذه الأرض تعود لهم، ويكون جوابي على هذا الاستفزاز هو البقاء فيها وعدم تركها ولو ليوم واحد".
وأضاف: "تغيبت عن الأرض عدة أيام لوعكة صحية ألمت بي، وعند العودة، صدمت من تغييرات سريعة منها إنشاء أسيجة أمنية وبوابة وهدم الجدار التاريخي للأرض، وعندما عدت للأرض جن جنون المستوطنين، وهددوني بالقتل إذا قمت بالاحتجاج".
وتابع رداد: "انتزعت الأرض من صفقة تزوير قام بها مستوطن، وكنت أذهب للمحكمة حتى صدر قرار بملكية الأرض، إلا أنّ المستوطنة تخنق الأرض والأشجار التي زرعها جدي، والتي يبلغ عمرها مائة عام أي أنها أكبر من عمر دولتهم المغتصبة لأرضنا".
وأكمل الحاج رداد وهو يتذكر تفاصيل مؤلمة في معركته مع المستوطنين: "الحفاظ على الأرض جزء من حياتنا، وعندما أشاهد بيوت المستوطنين تحيط بها، يعتصر قلبي ألما، فحبات الزيتون مسجونة ومحرومة من أصحابها، ويتم حرق الأشجار وسرقة الثمار من قبل المستوطنين في مستوطنة القناة بحراسة من جيش الاحتلال".
وذكر أن المستوطنين عرضوا عليه بيع الأرض والتخلي عنها، ولكنه رفص بإصرار، وخاض معهم عدة معارك قانونية وميدانية للحفاظ على أرضه.
وقال: "أتمنى أن أبقى بصحتي وعافيتي حتى أمنع المستوطنين من مصادرة الأرض؛ فهم كما قلت يراهنون على موتي، وعندها يظن هؤلاء أن حقي وحق عائلتي سيذهب بعد موتي".
ويستذكر الحاج رداد تفاصيل مؤلمة أخرى وسرد: "في إحدى المرات جرى عراك شديد بيني وبين مستوطن وتعرضت للإصابة ومع ذلك لم أشعر بالعجز أمامه، فصاحب الحق لا يضعف أمام مغتصب غدار، وسأبقى في أرضي ولو أحاطت بها كل الأسيجة الأمنية، فزمن الرحيل قد ولى وعلى رأي والدي (زمن أول حول)".
وأكد المزارع الفلسطيني أن "البقاء في الأرض هو قرار مصيري، وسيرحل المستوطنون وتبقى الأرض وأصحابها، فهم يشعرون بالعجز أمام صمودنا، ويلجؤون إلى القوة والإرهاب".