شارك المئات من المواطنين في مناطق متفرقة من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، في سلسلة فعاليات للتضامن وإسناد الأسير ماهر الأخرس الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ87 على التوالي رفضًا لاعتقاله الإداري التعسفي.
وحذر مسؤولون ومختصون في قضايا الأسرى، من استشهاد الأسير الأخرس (49 عامًا) من مدينة جنين في أي لحظة وسط تدهور شديد في حالته الصحية.
وقالت الفصائل خلال وقفة تضامنية بالتعاون مع وزارة الأسرى والمحررين بمقرها في مدينة غزة اليوم، إنه "لن يهدأ لنا بال أو يَقِرّ لنا قرار ، وسنُسمع صوتنا العالم كله من أجلك، وسنطرق كل الأبواب، ونشهر كل ما لدينا من خيارات حتى تنال حريتك".
وحثت الفصائل، الكل الفلسطيني للانتفاض في وجه السجان نصرة للأسير الأخرس، وأن تتحمل المؤسسات الدولية مسؤولياتها وتعمل لإنهاء معاناته.
صمت دولي
وأكد وكيل وزارة الأسرى بهاء المدهون، أن الأسير الأخرس، يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام ولن يوقفه حتى كسر اعتقاله الإداري والحصول على حريته.
وقال المدهون، في كلمة له: إن الأسير الأخرس يصارع الموت من على أسرة المرض بأمعائه الخاوية رفضًا لسياسة الاعتقال الإداري المخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية".
ودعا المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته وكل المعنيين بحقوق الانسان وقضايا المعتقلين لتحمل مسؤولياتهم والانحياز لأسرانا وعلى رأسهم الأسير الأخرس، المضرب عن الطعام للمطالبة بحريته.
وعبر عن صدمته تجاه الصمت الدولي أمام جرائم الاحتلال، والتأخر غير المبرر من الجهات الدولية الحقوقية وأحرار العالم لإنقاذ حياة الأخرس، معتبرًا إياها مشاركة في الجريمة المرتكبة بحقه.
وطالب المفوض السامي لحقوق الإنسان والمقرر الخاص للأرض المحتلة بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسير الأخرس والعمل على إطلاق سراحه بشكل فوري.
فصائل المقاومة
بدوره، جدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، تأكيده أن فصائل المقاومة لن تترك الأسير الأخرس، وحيدًا في معركة الكرامة التي خاضها لنيل حريته.
وقال المدلل في كلمة الفصائل: "إن رسالة المقاومة للأسير ماهر أيقونة معركة الكرامة، هي أن تعاهده أمام الله عز وجل، بأن المقاومة لن تخذله ولن تتركه وحيدًا في المعركة".
وحث الحركة الأسيرة للانتفاضة داخل السجون ونصرة الأسير الأخرس، قائلًا: "العدو يستهدفكم جميعًا واليوم جاء ماهر نيابة عنكم ويتقدم الصفوف في مواجهة غطرسة الاحتلال، وعليكم أن تنتفضوا في وجه إدارة السجون للإفراج عنه ووقف الاعتقال الإداري بحقه، فإن انتصار ماهر هو انتصار لكم جميعًا".
ودعا أهالي الضفة الغربية والقدس وأراضي عام 1948 والشتات لثوروا من أجل الأسير الأخرس "فهو ينوب بجوعه عن آلاف الأسرى والأسيرات ومئات الإداريين من أجل كسر السيف المسلط على رقابنا والمسمى بالاعتقال الإداري".
وطالب أبناء الأمة للتحرك ونصرة الأسير الأخرس، قائلًا: "لا تركنوا إلى من يريد أن يبيع فلسطين بثمن بخس لكيان الاحتلال ولا يهمه الأقصى ولا الأسرى من أجل كرامتكم ومقدساتكم وأقصاكم نقاتل ونستشهد ونُعتقل ونُعذّب فلا أقلّ من أن نسمع صوتكم في شوارع عواصمنا العربية داعمين ومساندين للأسرى داخل السجون والذى يمثلهم اليوم الأسير الأخرس".
كما وطالب المجتمع الدولي والصليب الأحمر والأمم المتحدة للتحرك العاجل لإنقاذ حياة الأسير الأخرس من الموت على يد السجان الإسرائيلي.
اللجنة الشعبية
وفي سياق، منفصل نظمت اللجنة الشعبية لنصرة الأسير ماهر الأخرس، وقفة دعم وإسناد، اليوم أمام بوابة حاجز بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة.
وحمل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، الصليب الأحمر والجهات الدولية المسؤولية الكاملة عما سيحدث في حال استشهد الأسير الأخرس داخل السجون.
وحث شهاب، على ضرورة إطلاق سراح الأسير الأخرس، قائلًا "فكوا سراح ماهر الأخرس قبل فوات الأوان لأنه لن يأمن أحد إذا استشهد، فالفعاليات والوقفات التضامنية ليست أخر خياراتنا وأدواتنا".
وأضاف: "لا تدفعونا لأن نقوم بعمل أكبر من مجرد وقفات تضامنية واعتصامات وفعاليات مساندة للأسير الأخرس، وعلى العالم أن يدرك جيدًا أننا لن نترك ماهر وحيدًا فهو يدافع عن أغلى شيء وهي الكرامة والعزة".
وتابع قوله: "لا أحد يعرف ماذا يمكن أن يصنع شعبنا غدًا ولا أحد يعرف إلى أي مدى ممكن تصبح الأمور إذا استشهد ماهر لذلك فإننا نؤكد أننا مع حريته وأن يشعر بالأمن إلى جانب أسرته وأطفاله كأي أب في العالم"، مطالبًا العالم أجمع بالضغط على سلطات الاحتلال لإطلاق سراحه.
نابلس وطولكرم
وفي مدينة نابلس وطولكرم بالضفة الغربية المحتلة، نظمت اليوم، ثلاثة وقفات لدعم وإسناد الأسير الأخرس وتضامنًا مع الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال خاصة المرضى منهم.
وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان: إن فعاليات رام الله وطولكرم نظمت أمام مقري الصليب الاحمر في المدينتين لدعم وإسناد الأسير الأخرس الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام.
ودعا شومان، خلال الوقفة، الكل الفلسطيني للوقوف إلى جانب الأسير الأخرس، وإنهاء الاعتقال الإداري المخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية.