قائمة الموقع

"جزيرة" شارع "الثلاثيني" "تنطق" بالورود والرياحين

2020-10-20T12:58:00+03:00
تصوير/ رمضان الأغا

كأنما باتت "جزيرة" شارع الثلاثيني بمدينة غزة "تنطق" بالورود والرياحين التي أشاعت البهجة مع طلاء الطوب المحيط بأحواض الأشتال، وتلوين أرضيتها بالأبيض والقرميدي والأصفر، ما جعل إطارات السيارات تنبت بأشجار الزينة.

احتضنت أشجار الزينة الكبيرة التي تتوسط الجزيرة أسلاك الإنارة الملونة، التي تضفي في الليل منظرًا جماليًّا يأسرك نظرك، وأنت تسير على جانبي الطريق تستمتع بالنظر إلى الورود والألوان التي تمنحك شعورًا بأنك في أحد الشوارع الأوروبية.

بعضٌ بدا مذهولًا بجمال هذا الشارع الذي يتوسط مدينة غزة، وأنه يمكن أن يتكرر في شوارع القطاع إذا زرع كل شخص وردة أمام بيته، كما بدأ الأربعيني أحمد اللوح ذلك، ولم يلتفت إلى تقليل بعضٍ من شأن مبادرة تزيين الشارع.

أحمد (43 عامًا) يعمل مهندسًا ميكانيكيًّا بأحد المخابز في مدينة غزة، يقطن بالقرب من مفرق "الطيران" الذي بدأ منه مبادرته على حسابه الشخصي، يبين لصحيفة "فلسطين" أنه تكفل بشراء الأشتال، والطوب، والطلاء، وكذلك أحبال الإنارة الملونة التي يضيئها من كهرباء بيته.

طريق الورود الذي بدأه كان محاطًا بالأشواك، إذ قرر منذ خمسة أشهر تنظيف الجزيرة المقابلة لبيته، وزراعة وردة وشجرة ريحان، وقوبل تصرفه بتحديات.

يضيف: "وجدت معارضة من بعض الجيران الذين قللوا من شأن ما أقوم به، ولكني لم ألقِ بالًا، بل مضيت حتى نقلت روح الحماسة إلى بقية الجيران".

ويتابع أحمد: "أشركت ابني الذي يبلغ 13 عامًا في تزيين الجزيرة، وما قمت به من مفرق الطيران حتى مفرق المغربي بمجهود شخصي، إذ كنت أبدأ العمل في ساعات المساء حتى الفجر، بدأ الجيران يلاحظون جمال ما أقوم به، ولفتُّ نظر الصغير قبل الكبير، وبدلًا من توجيه الاعتراض لي أصبح كثير منهم يمد يد العون".

وعند زراعته لكل شتلة يدعو الله أن يجعله ثمرًا طيبًا، سلوك النظافة والجمال الذي اتبعه أحمد اقتدى به غيره إذ أصبح بعض الجيران يكنسون أمام بيوتهم، ومن يرمي ورقة على الأرض يتدارك الأمر سريعًا ويلتقطها ويضعها في الحاوية.

ويكمل: "لدي قناعة بزراعة الجمال صباحًا ومساء في الشارع، أحلم بجعل مفرق الطيران منارة غزة الجميلة التي تشع جمالًا على مناطق القطاع كافة".

ويدعو أحمد كل شخص أن يبدأ بزراعة وردة أمام بيته وحث جاره على أن يحذو حذوه، وبذلك تتحول شوارع القطاع إلى حدائق تبث الجمال والراحة النفسية على كل مارٍّ بها.

نادر اسليم (29 عامًا) الذي يقطن في حي الصبرة، يعبر عن سعادته بتزيين الشارع، لأن الزينة حلت محل حاويات القمامة وعربات الكارو التي كانت تُوضع على الجزيرة.

وتقول ختام شحيبر (40 عامًا): "بمجرد المرور بالشارع تشعر براحة نفسية عند النظر إلى الورد وجذوع الأشجار التي طليت باللون الأبيض، وفي المساء الجمال يتضاعف لأن أحبال الإنارة تعكس ألوانها المتعددة على أرضية الشارع، وتمنح الأشجار منظرًا جميلًا".

تنظيم العمل

وكان لبلدية غزة دور تمثل في تنظيم أعمال التزيين، وتوفير بعض الشتلات والطوب، وفق إفادة رئيس قسم العلاقات العامة في بلدية غزة م. حسين عودة.

يبين عودة لصحيفة "فلسطين" أن المبادرة بدأت فردية ولاحقًا اشترك فيها عدد من سكان الحي، ثم خضعت لإشراف لجنة حي الصبرة.

ويقول: "خطوة إيجابية سرت بين سكان المنطقة، حيث زين بعضهم المكان المقابل لبيوتهم".

ويكمل عودة: "إن البلدية اجتمعت مع المبادرين، لوضع آلية لتنسيق العمل، حتى يكون مطابقًا للمواصفات الهندسية، وعدم إعاقة الحركة المرورية في الشارع".


 


 


 

اخبار ذات صلة