قائمة الموقع

محررون مبعدون لـ"غزة".. تنفسوا الحرية والحنين يشدهم لأهلهم في الضفة

2020-10-20T09:13:00+03:00

فرحة عارمة ما زالت تلتصق بأفئدة محرري صفقة "وفاء الأحرار"، بأن أصبحوا خارج قضبان سجانهم، إلا أن "المبعدين" منهم إلى قطاع غزة يعيشون رغم "عبير الحرية" "غصة البعد عن الأهل"، حيث يضع الاحتلال الإسرائيلي عقبات كثيرة تحول دون لقائهم بهم داخل غزة أو خارجها، أو حتى التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ووافقت أول من أمس، الذكرى التاسعة لإبرام صفقة "وفاء الأحرار" بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، في واحدة من أبرز عمليات تبادل الأسرى على مدار تاريخ الصراع مع المحتل.

الأسير المحرر المبعد لغزة، عضو مكتب إعلام الأسرى أيمن الشراونة، أكد أن فراق الأهل صعب، وأن كل المحررين كانوا يتمنون أن يُحرروا إلى مسقط رأسهم، مضيفا "لكننا أجبرنا على الإبعاد".

وأضاف الشراونة لصحيفة "فلسطين" أن الأسوأ من ذلك، حرمان الاحتلال ذوي المحررين المبعدين من أبنائهم "ففي الضفة الغربية المحتلة، يمنع ذوينا من الخروج إلى الأردن ثم إلى مصر ثم إلى قطاع غزة لرؤيتنا".

واعتبر حرمان المحررين من ذويهم جريمة يرتكبها الاحتلال، يحاول من خلالها معاقبتهم "لأننا حُررنا رغماً عن أنفه في صفقة وفاء الأحرار"، مشيراً إلى أن الحنين يشدهم إلى مسقط رؤوسهم وبلادهم الأصلية، والأهل والأقارب والعائلة والأبناء الذين لم نرهم منذ سنين.

وأضاف الشراونة أن كثيرا من الأسرى لم يروا والديهم أو أبناءهم إلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي "فعندما أبعدت إلى غزة لم تأتِ سوى الوالدة لمدة عشرة أيام، وهي الآن تصارع الموت، فيما الإخوة والأخوات لم أرهم، ولي أربعة أبناء وثلاث بنات لم أرَ سوى واحد منهم".

وبين أنه رغم تنغيص عنجهية الاحتلال وغطرسته على المحررين، إلا أن ما يخفف عنهم أنهم أحرار خارج سجونه، رغم أنفه.

وأوضح أن المحررين "للأسف الشديد ممنوعون من السفر خارج قطاع غزة، وجزء كبير من ذويهم ممنوع من السفر، وآخرون تم اعتقالهم لمنعهم من التواصل معنا".

ونوه إلى أن المحرر لم يتحدث مع كثير من أفراد أسرته خشية اعتقالهم أو منعهم من عملهم أو سحب تصاريح دخولهم إلى الأراضي المحتلة عام 1948، ما أحدث فجوة كبيرة بين الأسير وذويه.

ووجه الشراونة رسالة للأسرى "أن ساعة الفرج آتية لا محالة، وأن في نهاية النفق سيكون النور الموجود حالياً بيد إخوانكم في المقاومة التي لديها أوراق تمكنهم من تحريركم، لكن لا بد من الصبر، فقد صبرنا خمس سنوات ونصف بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وفي نهاية المطاف كانت الصفقة المشرفة".

في حين أكد المحرر رجائي الكركي، أنه بعد مرور تسع سنوات من الحرية، فإن المبعدين ما زالت فرحتهم منقوصة لافتقادهم الأهل والمكان الذي ترعرعوا فيه، مستدركا "لكن أهلنا في غزة عوضونا شيئا كبيرا، فكانوا لنا الأخ والصاحب والصديق".

وقال الكركي لـ"فلسطين" إن الشق الآخر من الغصة، أننا تركنا خلفنا إخوة عشنا معهم سنوات طويلة خضنا خلالها أصعب الظروف في سجون الاحتلال.

وأشار إلى وجود عقبات تحول دون الالتقاء بالأهل، لصعوبة السفر؛ بسبب معيقات المحيط العربي والإقليمي على غزة ومنع الأسرى المحررين من السفر.

وتابع "التقيت بأهلي مرتان فقط، وهناك معوقات كثيرة في التواصل معهم في الضفة الغربية كون تواصلهم معنا يترتب عليه مخاطر أمنية عليهم من الاحتلال، لكن رغم صعوبة الإبعاد عن الأهل فإنه أفضل بألف مرة من البقاء في السجون".

وطمأن الكركي الأسرى في سجون الاحتلال بأن "المقاومة في غزة لم تنس قضيتهم ولو يوما واحدا، وستعمل على تكرار الإنجاز المشرف المتمثل بصفقة وفاء الأحرار مجدداً".

اخبار ذات صلة