زيَّن مشاركون ضريح نائب القائد العام لكتائب القسام الشهيد أحمد الجعبري مهندس صفقة "وفاء الأحرار" في الذكرى التاسعة لإبرامها بين حركة حماس وحكومة الاحتلال بوساطة مصرية، وذلك في فعالية نظمتها وزارة شؤون الأسرى والمحررين.
وحضر الفعالية في مقبرة الشيخ رضوان، شمال مدينة غزة، اليوم، قياديون وممثلون عن قوى وطنية وإسلامية، وأسرى محررون، وبهاء المدهون وكيل وزارة الأسرى والعاملين فيها.
وتحتضن مقبرة الشيخ رضوان، قبر الشهيد الجعبري الذي اغتالته (إسرائيل) في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 2012، وعلى اثر ذلك اندلعت معركة "حجارة السجيل"، والتي قصفت خلالها كتائب القسام ولأول مرة العاصمة الاقتصادية لدولة الاحتلال "تل أبيب".
كما تحتضن جثمان مرافقه محمد الهمص الذي قضى معه في استهداف مركبتهما وسط مدينة غزة آنذاك، وفيها أيضًا جثمان الشهيد مازن فقهاء، الأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار" الذي اغتيل عن طريق عملاء للاحتلال بغزة في مارس/ آذار 2017.
ووضع المشاركون إكليلاً من الورد على قبر الشهيد فقهاء.
وبموجب صفقة "وفاء الأحرار"، حررت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، 1047 أسيرًا وأسيرة مقابل إطلاق سراح جندي المدفعية الإسرائيلي جلعاد شاليط، بعد أزيَّد من خمس سنوات قضاها أسيرًا، تحت حماية "وحدة الظل" التابعة للكتائب بغزة.
وقال القيادي في حماس إسماعيل رضوان، إن 18 أكتوبر/ تشرين أول، (اليوم الذي انجزت فيه المرحلة الأولى من الصفقة)، سيبقى يومًا فارقًا في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن "المقاومة هي الطريق الأمثل والأقصر لحرية أسرانا الأبطال من خلف قضبان الاحتلال".
ونبَّه رضوان في كلمة خلال وضع إكليل من الورد على ضريح الجعبري: أن قضية الأسرى تقف على سلم أولويات المقاومة، ولن يهدأ لها بال حتى ينال الأسرى حريتهم، مشيرًا إلى أن صفقة وفاء الأحرار شكلت انتصارًا للمقاومة وهزيمة الاحتلال وركوعًا له أمام ضرباتها وشروطها.
وذكَّر بأقوال الجعبري قبل فترة قصيرة من استشهاده، بأنه إذا ما استشهد فإنه سيقضي مرتاحًا مطمئنًا على المقاومة.
وأضاف رضوان، سمعت الجعبري خلال رحلة الحج إلى بيت الله الرحام وهو يقول: "لقد هدأ بالي وارتاحت نفسي" وذلك بعد إبرام الصفقة التي خاض الجعبري من أجلها وشركاء معه من الحركة الإسلامية، جولات مطولة من المفاوضات الغير مباشرة.
وأضاف: نقف اليوم لنعاهد الله وشهيدنا جنرال المقاومة أحمد الجعبري، وإننا على دربك سائرون أيها الحبيب البطل، درب الشهادة والحرية ودرب وفاء الأحرار حتى انجاز الصفقة الثانية.
وتابع: إن ما لدى المقاومة من مخزون قادر على أن يحرر أسرانا، لكن الاحتلال يحاول أن يراوغ، إلا أنه سيجبر على صفقة تبادل أسرى جديدة، وسيخضع لشروط المقاومة".
ووجه تحيته إلى المعتقل المضرب عن الطعام ماهر الأخرس، وذلك رفضًا لاستمرار اعتقاله الإداري لدى الاحتلال، وهو يقبع حاليًا في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي"، اثر تدهور حالته الصحية منذ ما يزيد عن 80 يومًا متواصلاً.
وأكد القيادي في حماس، أن الاعتقال الإداري مخالف للقانون الدولي، ولكل مبادئ حقوق الإنسان، مضيفًا: "نحن معك ولن نتخلى عن مسيرتك وجهادك وصمودك وثباتك".
وحمَّل رضوان إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقل الأخرس، وعن أي تدهور جديد يطرأ على حالته، مؤكدًا أن أي مساس بالأخرس والأسرى سيمثل إعلان حرب ومن حق المقاومة أن تتخذ كافة الوسائل والأسباب من أجل تحرير الأسرى.