غزة/ محمد أبو شحمة:

ضمن سياساتها المتواصلة في تقليص المساعدات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، تتجه وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، إلى توحيد المساعدات المقدمة لهم "الكابونة"، وحرمان عدد آخر من الحصول عليها بحجج واهية.

وجاءت خطوة "الأونروا" في وقت يعيش فيه اللاجئون في أوضاع اقتصادية صعبة، خاصة في ظل تفشي جائحة كورونا، والآثار الاقتصادية والصحية التي تركتها على اللاجئين والمجتمع الفلسطيني.

وسيحرم توجه الوكالة الدولية الجديدة أعدادًا من اللاجئين من الحصول على المساعدات الغذائية، وسيزيد من حالة الفقر لديهم، حيث إن نصف سكان قطاع غزة يعتمدون على المعونة الغذائية المقدمة من مؤسسات المجتمع الدولي، وفق إحصائيات "الأونروا".

وترجع "الأونروا" خطوتها إلى أن الآلاف من سكان قطاع غزة هاجروا، ومنهم متوفون ولم يتم التبليغ عنهم ولا زالوا يتلقون "الكابونة" ويستلمون المواد الغذائية، إضافة إلى أنها تعاني من أزمة مالية رغم أن عدد الفقراء في ازدياد.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في قواعد بيانات "الأونروا"  نحو 5 ملايين و800 ألف لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس (سوريا، ولبنان، والأردن، والضفة الغربية، وقطاع غزة)، منهم مليون و300 ألف لاجئ في قطاع غزة.

اللاجئ محمود وادي أكد أن قرار "الأونروا" يعد ظالمًا وسيزيد من الأعباء على اللاجئين في مخيمات قطاع غزة، خاصة أن غالبيتهم لا يعملون ولا يوجد لديهم دخل ثابت.

وقال وادي في حديثه لـ"فلسطين": "الأونروا تقوم كل 3 شهور بتوزيع الكابونة التي تشمل دقيقًا وزيتًا وسكرًا على اللاجئين وهي بالكاد تكفي لهم، ولكن في حالة قامت بتقليل الكميات فيزيد ذلك من الفقر".

وأضاف: "الوكالة لديها نية لوقف المساعدة الغذائية عن جميع اللاجئين، حيث قامت من فترة برفض تسجيل أي مواليد جدد وإضافتهم على "الكابونة"، والآن تريد توحيدها وقطع أسماء جديدة، وفي النهاية ستقوم بقطعها بشكل كامل".

كذلك أوضح اللاجئ أحمد الجوراني أن قيام وكالة الغوث بقطع أسماء جديدة من "الكابونة" بحجة الوظيفة، سيزيد من معاناة الناس في قطاع غزة خاصة في ظل جائحة كورونا.

وقال الجوراني في حديثه لـ"فلسطين": "راتب الموظف لا يكفي، عدا عن انه لا يحصل على معاشه كاملاً، والكابونة مهمة جداً لمساعدته في توفير لقمة عيش له ولأولاده، ولكن في حالة قامت الوكالة بقطعها فسيضطر هذا الموظف إلى التسول".

وأوضح الجوراني أن الوكالة مطالبة باستمرار بتقديم "الكابونة" لجميع اللاجئين كونها تحصل على دعم من الجهات الدولية المختلفة.

معين أبو عوكل رئيس اللجان الشعبية للاجئين الفلسطينيين، اعتبر توجه وكالة الغوث لتوحيد المساعدة الغذائية المقدمة للاجئين، أنها بداية لتقليص السلة الغذائية للاجئين الفلسطينيين.

وقال عوكل في حديثه لـ"فلسطين": "إدارة الأونروا منعت الباحثين العاملين لديها من الوصول لبيوت اللاجئين من عامين، مع توقف إدراج مواليد جدد للاجئين، والآن تريد توحيد المساعدة الغذائية، وذلك خطوة مستهجنة ومرفوضة".

وأوضح عوكل أن وكالة الغوث مطلوب منها زيادة المساعدات الغذائية المقدمة للاجئين في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا في قطاع غزة، وليس تقليصها، كما كشف عنه خلال الأيام الماضية.

بين أن اللجان الشعبية للاجئين الفلسطينيين ستتجه إلى التصعيد ضد "الأونروا" وبشكل كبير في حالة لم تتراجع عن خطوتها، ولكن ذلك سيكون بعد لقاء سيجمع اللجان والفصائل الفلسطينية بمدير عمليات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين بغزة ماتياس شمالي، اليوم الثلاثاء، ومعرفة ما ستصل له الأمور.

ولفت إلى أن اللجان الشعبية مع تصحيح العمل داخل "الأونروا" فيما يخص المساعدات، ولكن ليس مع توحيد "الكابونة" وحرمان أعداد تستحق المساعدة منها.