قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إياد عوض الله: إن إجراء الانتخابات يواجه عقبات عدّة، تتطلب معالجة ضرورية قبل الشروع بها، مشدداً على ضرورة أن تشتمل مدينة القدس كما باقي المدن الفلسطينية.

وأوضح عوض الله خلال حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن الوصول لإجراء انتخابات حقيقية يتطلب توافقاً سياسياً جدياً، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني الذي يشكل البرلمان الممثل لكل الفلسطينيين في الوطن والشتات.

وأكد رفض جبهته إجراء انتخابات وفق المرجعية السياسية السابقة القائمة على التمسك بنهج (أوسلو) وملحقاته الأمنية والاقتصادية وغيرها، مضيفاً "يجب أن تكون الانتخابات بعيدةً عن النهج السياسي السابق وعلى السلطة تجاوزه".

وشدد على أهمية إجراء انتخابات المجلس الوطني باعتباره المؤسسة الأهم، والتوافق على استراتيجية سياسية فلسطينية جامعة لمواصلة المشروع النضالي حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.

وبيّن أن كل هذه القضايا تتم عبر الحوار الشامل ووضع كل الملفات على الطاولة، بهدف معالجتها وتهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات.

وتابع "لا يمكن إجراء الانتخابات دون التوافق على كل شيء بالمعنى الإداري في إطار توحيد المؤسسات"، مشيراً إلى أن العقبات الموجودة وبحاجة لتوافق تتم معالجتها من خلال طاولة الحوار الوطني الشامل والاتفاق على شيء للوصول لنتائج إيجابية.

وأكد عوض الله، ضرورة ترجمة ما تم التوافق عليه خلال اجتماع الأمناء العامين في بيروت، لضمان إنجاز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وصولاً لإجراء انتخابات شاملة حقيقية مبنية على أسس صحيحة.

وبحسب قوله فإن الانتخابات تكون نتيجة لتوافقات فلسطينية وتوافق على برنامج سياسي جديد يختلف تماماً عن السابق، متابعاً "الجميع يدرك أنه لا خيار لأحد في الساحة الفلسطينية سوى التوجه للوحدة الوطنية وإعادة بناء منظمة التحرير وتجاوز المرحلة السابقة وإنهاء أوسلو".

وذكر أن موقف الجبهة الشعبية من الانتخابات أنها "حق مكفول للشعب الفلسطيني، شريطة أن تكون ناتجة عن توافق وطني بعيداً عن النهج السياسي السابق".

وشدد على ضرورة "تمهيد طريق للوصول لانتخابات حقيقية سليمة في إطار رؤية ومرجعية سياسية جديدة".

قرارات جدية

ورأى القيادي في الشعبية أن المعطيات الحالية الموجودة على الأرض حتى اللحظة، تحمل في طياتها العديد من التساؤلات والشكوك، حيث لا يوجد أي خطوات عملية بالمعنى السياسي الحقيقي.

وجدد التأكيد على ضرورة تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي الخاصة بالتحلل من اتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بالاحتلال، معتبراً أن ما جرى الحديث عنه في هذا الجانب "ما زال مجرد خطابات إعلامية دون إصدار أي قرار باسم منظمة التحرير بشكل واضح".

وشدد أن "الأمر يحتاج إلى قرارات جدية ومراسيم رسمية باسم المنظمة، كي تنهي هذه المرحلة، التي شكّلت عائقاً أمام إنهاء الانقسام السياسي وإتمام المصالحة الفلسطينية منذ عدة سنوات".

واعتبر أن اتفاق (أوسلو) هو أساس الانقسام في الساحة الفلسطينية، لذلك كل ما ترتب عليه يحتاج إلى معالجة، ثم الانتقال لخطوات بناء الاستراتيجية الفلسطينية الجديدة التي تستند لإعادة الاعتبار الوطني للمشروع التحرري والتمسك بالثوابت الوطنية.

وحذر عوض الله من وجود جهات خارجية لا تريد للمشهد الفلسطيني أن يتقدم بخطوات باتجاه استعادة الوحدة الوطنية، وعدم السماح لتجديد الشرعيات الفلسطينية من قبل الاحتلال والإدارة الأمريكية.

وأكد أن خطورة المرحلة الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية تستدعي توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة التحديات الراهنة، خاصة في ظل محاولة تمرير ما تُسمى صفقة القرن في إطار التخاذل العربي والهرولة نحو التطبيع علناً.

نتائج الانتخابات

وحول نتائج الانتخابات حال إجرائها، أعرب عضو اللجنة المركزية للشعبية، عن أمله أن تكون ايجابية، مستدركاً "لكن لا يزال هناك أطراف في الساحة الفلسطينية ترى أنه يُمكن الوصول لحل سياسي وتسوية مع الكيان".

ورأى أن هذه الآراء ستشكل عقبة كبيرة أمام المستقبل وتحمل مؤشرات فشل مرة أخرى، مضيفاً "المرحلة السياسية التي نعيشها من أخطر المراحل التي تمر بها القضية الفلسطينية، وعلى الجميع أن يدرك ذلك وخاصة السلطة وحركة فتح".

وتطرق خلال حديثه إلى الانتخابات في مدينة القدس، مشددا على أن "القدس جزء أساسي ولا يمكن إغفال تلك المعركة الأساسية في إطار الصراع مع العدو الصهيوني".

وتابع "لا يمكن أن نُسلّم إذا تم الاتفاق على الانتخابات ألا تُجرى في القدس باعتبارها العاصمة والعنوان الرئيس لحق العودة ولا يُمكن تجاوزها"، معتبراً أي تجاوز للقدس في الانتخابات بمنزلة "التفريط بالثوابت الوطنية".

وفي 3 سبتمبر/ أيلول الماضي، عقد الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية، اجتماعا بين رام الله وبيروت، توافقوا خلاله على إجراء "انتخابات حرة ونزيهة".

كما عُقد لقاء ثنائي بين فتح وحماس، في 22 من الشهر ذاته، بمدينة إسطنبول استمر 3 أيام، لبحث سبل التوصل إلى الشراكة، ثم تبعه لقاء بين وفد من حركة فتح مع فصائل فلسطينية في العاصمة السورية دمشق قبل عدة أيام.