أكد أمين سر تجمع المؤسسات الخيرية في قطاع غزة إيهاب الغصين، أن تفشي جائحة كورونا في قطاع غزة أثر سلبًا في عمل المؤسسات الخيرية وزاد من الأعباء الملقاة على عاتقها في مساعدة الفقراء في القطاع.
وقال الغصين خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين"، إن "جائحة كورونا كان لها تأثير سلبي في قطاع غزة وسكانه، وهو ما انعكس على عمل المؤسسات الخيرية التي تعاني صعوبات في وضعها الطبيعي نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع".
وأضاف "رغم الصعوبات والمعوقات التي تواجه المؤسسات الخيرية، فإنها استمرت في تقديم الخدمات للمواطنين والفقراء وفق أولويات فرضتها عليهم جائحة كورونا".
وبين الغصين أن المؤسسات الخيرية استنفرت جميع طواقمها منذ تفشي كورونا داخل المجتمع في الـ25 من أغسطس، للمساندة مع الجهات الحكومية والأهلية لدعم الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن لجان الطوارئ عقدت اجتماعات عدة وضعت فيها آليات العمل في الأزمة.
وذكر أنها اتبعت سياسات معينة بوضع أولويات في الإغاثة والمساعدة، حيث كان تركيزها في بداية الأمر على مساعدة المحجورين ثم البيوت المحجورة ثم الأحياء والمناطق المصنفة حمراء، وصولًا للمواطنين ومن تعطلت أعمالهم بسبب كورونا.
ولفت الغصين إلى أن جائحة كورونا تفشت في وقت صعب تواجهه المؤسسات الخيرية، خاصة أنها جاءت بعد وقت قصير من الانتهاء من موسم الأضاحي الذي يتم فيه إعالة الفقراء وتوزيع اللحوم عليهم.
وتابع أن المؤسسات الخيرية أطلقت نداء استغاثة للجهات الداعمة، حيث قدموا بعض المساهمات "لكنها لم تكن كافية"، نتيجة قسوة الظروف الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها السكان في قطاع غزة.
وأكمل الغصين: "بعد مرور 45 يومًا على أزمة تفشي جائحة كورونا استطعنا إغاثة المواطنين بمبلغ قيمته مليوني دولار، من خلال تقديم السلات الغذائية والخضار والمساعدات العينية وغيرها"، معتبرًا تجربة المؤسسات الخيرية في ظل الجائحة "ناجحة نسبيًّا"، لكن غزة بحاجة لمساعدات بشكل كبير جدًّا.
وعن أبرز التحديات التي تواجه عمل المؤسسات الخيرية، أكد الغصين أنها تنقسم إلى قسمين خارجية وهي قلة الداعمين ومحاربة وإغلاق الحسابات الخاصة بالمؤسسات وملاحقة الفاعلين والمساهمين فيها.
أما التحدي الداخلي، فهو كثرة احتياج سكان قطاع غزة، نتيجة تردي أوضاعهم الاقتصادية التي خلفها الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وسلسلة الأزمات المتلاحقة عليه، وفق الغصين.
وأشار الغصين إلى أن طواقم المؤسسات الخيرية كانت تعمل في ظل انتشار وباء كورونا، وإمكانية إصابتهم بالفيروس، مقدمًا شكره لهذه الطواقم التي بذلت كل ما بوسعها لإيصال المساعدات لأصحابها.
وانتقد اتهام العاملين في مجال الإغاثة الخيرية بالتمييز وإخفاء المساعدات عن مواطنين مستحقين، قائلًا: "كنا نتابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي كل المنشورات التي تبث الاتهامات لنا وهي غير دقيقة".
وأكد أمين سر تجمع المؤسسات الخيرية في قطاع غزة أن هذه المؤسسات ستواصل عملها بالتنسيق مع الجهات المختصات وهي التي تضع أولويات العمل، لافتًا إلى أن خطط عملهم مرتبطة بقرارات الجهات الحكومية.
وأوضح الغصين أن تخفيف الإجراءات والذهاب نحو التعايش يخفف من الأعباء الملقاة على عاتقهم في توزيع المساعدات للمواطنين والفقراء، وبعض الذين توقفت أعمالهم بفعل تفشي كورونا.
وأفاد بأن نسبة الفقر المدقع في قطاع غزة بلغت قبل تفشي كورونا 65%، لكنها ارتفعت بعد ذلك لتصل إلى نسبة 85%، منبهًا إلى أن هذه النسب متغيرة وفقًا للحالة الراهنة في القطاع.
ودعا الغصين الجهات الإغاثية حول العالم بسرعة دعم الشعب الفلسطيني لمواجهة جائحة كورونا التي تعانيها دول كبيرة، مرحبًا بكل شكوى واعتراض من المواطنين وهو أسلوب داعم لتصويب المسار ومحاسبة فاعليه.