فلسطين أون لاين

التزام الوقاية.. الدور المهم للمواطن في تخفيف "قيود كورونا"

...
غزة/ هدى الدلو:

يرتبط تخفيف الإجراءات والقيود على حركة المواطنين في محافظات قطاع غزة، في ظل جائحة كورونا، بتقييم مستمر تجريه الوزارات المختصة لمدى التزام المواطنين احتياطات السلامة والوقاية؛ وفق تصريحات رسمية.

ويقول مراقبون: إن للمواطن الدور المهم في تخفيف أو تشديد تقييد الحركة، إذ إن الاستهتار والتهاون قد يعيد القطاع إلى المربع الأول.

نائب مدير دائرة التثقيف الصحي بوزارة الصحة د. بدر الصفدي، أكد أن هذه الإجراءات ما هي إلا لاستمرارية الحياة، ولا تعني عودة الأمور إلى سابق عهدها، ومن ثم يجب على المواطنين عدم اللجوء للتقاعس والإهمال.

وأول خطوة يشير إليها في حديثه مع صحيفة "فلسطين" ضرورة الاستمرار في اتباع تعليمات وزارتي الصحة والداخلية، والتزام ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، والحفاظ على تقوية جهاز المناعة ليقوى على محاربة الأمراض، والتقليل من فرص الإصابة بالفيروس.

ويوضح الصفدي أن على المواطنين الإكثار من شرب الماء، وتناول الفواكه والخضار، وشرب السوائل العشبية الدافئة كالبابونج واليانسون، والتعرض للشمس في وقت الصباح أو المساء، والإكثار من شرب عصير الليمون لكونه يعزز جهاز المناعة.

ويلفت إلى عدم التهاون في حال ظهور الأعراض، والعمل على الحفاظ على ذوي المناعة الضعيفة ككبار السن، وأصحاب الأمراض، وعدم الاختلاط بالآخرين، والابتعاد عن السلام بالأيدي.

ويضيف الصفدي أن التخفيف ما هو إلا مرحلة لبداية التعايش مع المرض، ولكن عدم اكتراث البعض للإجراءات "قد يعيدنا إلى المربع الأول تقسيم القطاع، الأمر الذي له بعد اقتصادي على المواطن، وأثر نفسي في فرض الحظر من جديد".

النظافة

بدوره يقول رئيس قسم الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب: "بشكل عام البشر يميلون لعدم الانضباط فهذه هي الطبيعة الإنسانية، لكن الإسلام ينظم الكثير من الأمور خاصة التي تتعلق بالنظافة، والأحاديث النبوية كثيرة في هذا الإطار".

ويوضح أبو ركاب لصحيفة "فلسطين"، أن البعض يميل إلى الخروج عن النص في القواعد الاجتماعية والثقافية والطبية الصحية، لذلك نجد بعض المواطنين خصوصا غير مقتنعين بالفيروس لكونه أمرًا مستجدًا، ولم يكن في ثقافة المجتمع ارتداء الكمامة والتعقيم، رغم أن التعاليم الإسلامية حريصة على اهتمام المسلم بالنظافة الشخصية.

ويشير أبو ركاب إلى أن الشخص الذي ارتدى الكمامة في بداية الجائحة كان البعض ينظر له نظرة استغراب واستعجاب، ولكن عندما أصبح ارتداؤها لزامًا على الجميع نجد نسبة قليلة لا يرتدونها لعدم وجود قناعة لديهم بوجود المرض ومدى أهمية الكمامة والتعقيم.

ويرجع عدم التزام البعض لأسباب تتعلق بالقناعات الشخصية، والتي ترتبط بأفكار مسبقة عن طبيعة المرض، والبعض ليس لديهم قناعة بوجوده أصلًا، والوضع الاقتصادي لبعض الأسر وما نتج عنه من اللا مبالاة.

ويبين أبو ركاب أن تهاون البعض سببه مشكلة نفسية مترتبة على أفكار مسبقة، تنعكس على سلوكه، رغم أنها مغلوطة، فالشخصية المستهترة شخصية مضادة للمجتمع ترفض أي قوانين تكره الانضباط ولا تتحلى بالمسئولية، ولديهم إشكال في ضبط السلوك والأفكار.

ويبين أن عدم التزام البعض قد يعيد القطاع إلى حظر التجوال الكامل، منبهًا إلى أن ذلك له أثر على المواطن فيسبب له استنزافًا نفسيًّا قد يدفعه إلى عدم الاهتمام واللا مبالاة، لكونه استهلك الصلابة النفسية لحد معين ثم يتكيف مع الأمر فلن يعود إلى الانضباط.

ويتابع: "لذلك يجب على الجميع التحلي بروح المسؤولية المجتمعية والتزام الإجراءات، ففي كل دول العالم قبل اتجاذ أي إجراء يجب ممارسة إجراءات توعوية للمواطنين، حتى يستشعروا خطورة الأمر، والقيام بحملة توعية تسبق أي قرار مع انتقاء الألفاظ بدقة التي تلامس البعد النفسي لزيادة الحرص والانتباه لدرجة الخطورة".

ويذكر أبو ركاب أن الأفكار والمشاعر والسلوك تنقل بالعدوى، فالبعض إذا رأى عدم التزام آخرين إجراءات الوقاية يدفع البعض لعدم الالتزام خاصة في العائلة بالنسبة للأب والأم.

وكان وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني اللواء توفيق أبو نعيم كشف، عن تخفيف بعض الإجراءات والقيود على حركة المواطنين في المحافظات والمناطق، مضيفًا أنه تم تخفيف أعداد الحواجز الشرطية والأمنية.

ولفت خلال لقاء مع قادة القوى والفصائل الوطنية إلى أن تلك الإجراءات تأتي في سياق "تقدير ظروف المواطنين ومراعاة أوضاعهم واحتياجاتهم"، مستدركًا أن ذلك يتم وفق تقييم مستمر لمدى التزام المواطنين احتياطات السلامة والوقاية، لكنه استدرك بالقول إنه قد تتم العودة لإجراءات التشديد وتقييد الحركة في بعض المناطق في حال ارتفاع معدل الإصابات فيها.

وحول حظر التجوال في ساعات المساء، أكد أبو نعيم أنه سيستمر خلال الفترة القادمة، آملًا من جميع المواطنين اقتصار الحركة والتجوال على أضيق إطار، وفي حال الاضطرار.