لا تقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي عند هدم القرى والتجمعات الفلسطينية فحسب، بل تمنع المواطنين من العودة إليها أو إصلاحها.
وقال الناشط الفلسطيني عارف دراغمة: إن قوات الاحتلال دمرت خلال عام 1967 الخرب والقرى الفلسطينية في الأغوار المحتلة لكن حجارتها ما زالت شاهدة على عنجهية الاحتلال وغطرسته.
وأضاف دراغمة أن أصحاب هذه الخرب والقرى يحاولون العودة إليها وإقامة أبنية بسيطة من حجارتها وركامها لكن الاحتلال يصدر إخطارات تحمل عناوين "تدمير منطقة أثرية".
وتساءل: "أي منطقه أثرية يتكلم الاحتلال عنها؟ وهو من قام بتدمير تلك القرى التي يريد منع أصحابها من إعادة تأهيلها من أجل إيواء عائلاتهم التي شتت في أنحاء المعمورة!".
كما تساءل دراغمة عن "الذرائع الإسرائيلية للسماح للمستوطنين ببناء بؤرة استيطانية على أنقاض خربة السويدة والمزوقح وسرقة حجارة المباني التي دمرت والكهوف والآبار القديمة".
وفي قرية قريوت جنوب نابلس يمنع الاحتلال أهلها من العودة إليها أو زيارة أراضيهم؛ بزعم أنها منطقة أثرية.
وقال الناشط الفلسطيني بشار القريوتي: إن جيش الاحتلال يحاول بشتى الطرق منع استصلاح الأراضي في قريوت. لافتًا إلى أن ما يجري في قريوت وباقي القرى هو تضييق الخناق على المواطنين ومنع الاستصلاح الزراعي في المواقع المصنفة (ج) و(ب).
ولفت إلى أن قرية قريوت سيطر الاحتلال على أكثر من ثلثي مساحتها، علما أن بها خمسة ينابيع سيطر الاحتلال على ثلاثة منهم.
وذكر أن المستوطنين يحاولون حاليًّا السيطرة على النبعين سيلون وقريوت؛ تحت ذرائع تلمودية.
وفي واد قانا الشهير يحاول الاحتلال تدمير الخرب الأثرية في الوادي قضاء سلفيت، وإزالة أي معالم تاريخية فيه.
وقال رئيس بلدية دير استيا سعيد زيدان: يوجد في الواد خرب أثرية يتعمد الاحتلال عدم ترميمها أو أي استخدامات لها ويهاجم المزارعين إذا قاموا باستخدامها لأغراض السكن.
وأكد زيدان أن المستوطنين دمروا معالم الوادي، الذي يعتبر أكبر محمية طبيعية في فلسطين وتبلغ مساحته أكثر من عشرة آلاف دونم.
ووصف زيدان جرائم الاحتلال في واد قانا، انتهاكًا صارخًا "فالمستوطن يبني، والفلسطيني يمنع من زراعة شتلة أو قطف أعشاب برية أو ترميم خربة أثرية".