قائمة الموقع

بمواد بسيطة.. مهندسة تُصمِّم مجسّمات لمعالم أثرية في نابلس

2020-10-10T10:04:00+03:00

بالحصي والرمال والصلصال والكرتون وبعض مخلفات البيئة إلى جانب الألوان المائية، استطاعت المهندسة نورا جردانة (36 عامًا) صناعة مجسمين لمدينتها نابلس تمثل تاريخها الكنعاني وآخر للعصر العثماني، والثالث الذي تود تصميمه يعود للعصر الروماني، حيث اتخذت من إعلان حالة الطوارئ في مدن الضفة الغربية، والتزامها بالحجر المنزلي فرصة لإعادة الحياة للمعالم الأثرية الفلسطينية لمدينتها بحقب تاريخية مختلفة.

وجاءت فكرة مشروعها التي هي جزء من مشروع التوأمة بين بلدية نابلس وبلدية ليل الفرنسية.

تقول نورا لصحيفة "فلسطين": "الغرض من المشروع هو التوعية بالموروث الثقافي والتعريف التاريخي لتلك المدينة عبر فترات زمنية مختلفة، خاصة لفئة الأطفال والشباب لزيادة انتماءهم بأرضهم وربطهم بها ليحافظوا عليها، بالإضافة إلى تشجيع حركة السياحة والناس أن يتعرفوا على تاريخ نابلس".

وتعدّ مدينة نابلس ثالث أقدم مدينة تاريخية بعد دمشق وأريحا، لكن نورا تشير إلى أن البعض في المجتمع النابلسي يعاني من شح المعرفة خاصة لتاريخ المدينة في الحقب الزمنية القديمة، فتأتي هذه المجسمات لتروي تعطّشهم في التعرف إلى تاريخ نابلس بطريقة فنية وإبداعية.

ولم يتم عمل المجسمات من فراغ، فقبل ذلك تعكف على البحث والقراءة المعمقة لتستقي المعلومات التاريخية بتلك الفترة تتمكن من خلالها وضع تصور لشكل المدينة على مر العصور، وجمعت الصور والمخططات والخرائط وبعض الدراسات والوثائق، فالأمر كان يتطلب منها الدقة، "ورغم العناء والتعب إلا أن الأمر ممتعًا كونه زاد من ثقافتي".

فمجسم البلدة القديمة أبرز أهم المعالم التاريخية لكل شخص مهتم يزورها ويتعرف عليها كالحارات والمساجد والكنائس وأماكن صناعة الصابون النابلسي، والمجسم الثاني يتحدث عن مدينه شكيم الكنعانية كيف كان شكل المدينة، والثالث تتناول فيه المدينة خلال الفترة الرومانية.

وتبيّن نورا أن المجسمات الثلاثة تشكل صورة طبق الأصل عما كانت عليه المدينة قبل خمسة آلاف عام، فيعرف الرائي من النظرة الأولى للمجسمات بأنها مجسمات تاريخية تروي حكاية نشأة وتطور المدينة عبر العصور المختلفة، ومادة الحصى بأحجامها المختلفة خير ممثل لهذا الغرض.

وقد استثمرت فترات الحجر المنزلي المتقطعة لتكمل تصميمها في المواقع التاريخية التي حولتها إلى مجسمات حجرية لتكون بمثابة وسائل تعليمية للأطفال يستطيعوا التجول في الأماكن المختلفة لربطهم بواقع المدينة وآثارها، حتى أصبحت وجهة للزوار وطلاب المدارس والجامعات.

وترى نورا أن أزمة كورونا تفرض واقعًا جديدًا، في ظل الحاجة لتنشيط عجلة الاقتصاد بطرق مختلفة، مضيفة: "أطلقت تطبيق للهواتف النقالة للتجول افتراضيًا في تلك المواقع، أو من خلال الشرح لأي شخص عن المواقع التاريخية والأثرية للمدينة".

فالمدن الفلسطينية بشوارعها وحاراتها وأزقتها وحجارتها وكل معلم فيها يضج بالقصص التي يجب التعرف والاطلاع عليها، لافتة إلى أن هذه المجسمات يمكن أن تختصر الساعات الطويلة التي كانت تتطلبها الجولات في تلك المواقع.


 

اخبار ذات صلة