قائمة الموقع

محللان: الأمن القومي لفلسطين جدار حماية للدول العربية

2020-10-09T10:34:00+03:00
فلسطين أون لاين

رأى محللان سياسيان أن الأمن القومي الفلسطيني يمثل أمنا لباقي الدول العربية، وذلك في قراءتهم لتصريحات الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، رئيس المخابرات السعودية السابق وسفير المملكة إلى الولايات المتحدة.

وشدد المحللان في حديثَيْن منفصلَيْن لـ"فلسطين"، على أنه لا يمكن الحديث عن أمن أي دولة عربية دون الحفاظ على أمن بقية الدول، ومنها فلسطين المحتلة منذ نكبة الـ48.

وورد على لسان ابن سلطان في مقابلة على قناة "العربية" السعودية، أول من أمس، أنه بدلا من مواجهة التحديات الإسرائيلية لخدمة القضية الفلسطينية "فنحن لدينا أمن قومي ومصالح".

وزعم أنه "دخل على الخط أناس يدعون أنهم يخدمون القضية الفلسطينية وأنها الأولى لديهم، وأن القدس هي هدفهم الأول، وهناك دول إقليمية مثل إيران وتركيا صارت القيادات الفلسطينية تراهم أهم من الرياض والكويت وأبو ظبي وعمان ومسقط والقاهرة".

كما انتقد ابن سلطان، الطريقة التي اتبعتها القيادات الفلسطينية "لتحقيق التطلعات المشروعة"، متهما إياها بـ"المتاجرة والمزايدة".

ورأى المحلل السياسي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بير زيت أحمد عزم، أن الأمن القومي العربي الأصل ألا يتجزأ في ظل مجموعة الأخطار المحيطة بالمجتمع العربي لاسيما الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف عزم أنه لا يمكن القول إن (إسرائيل) ليست خطرًا على الأمن القومي العربي، والمؤشرات تشير إلى أن 90 بالمئة من العرب يعتقدون أنها الخطر الأول، منبها إلى أهمية وجود موقف عربي موحد ضد الخطر الإسرائيلي.

ورأى أن تصريحات ابن سلطان تأتي نتيجة غياب إطار عربي واضح للنقاش حول العديد من الملفات الخاصة بالشأن العربي والفلسطيني، مضيفًا: نحتاج من جامعة الدول العربية أن ترعى حوارًا عربيًا عربيًا، لمناقشة الملفات والقضايا المختلفة والخروج بموقف واحد حولها.

كما رأى أن تصريحات سفير المملكة السابق لا تمثل حتى الآن الموقف السعودي الرسمي، مؤكدًا أهمية أن يكون هناك نقاش أكثر دقة في تناول الموضوعات المختلفة، يشارك فيه السياسيون والمثقفون والأكاديميون حول القضايا المختلفة.

وبشأن انتقاده القادة الفلسطينيين، أكد أن الموقف الفلسطيني يمثل الموقف العربي الذي تبنى في مرحلة سابقة موقف مبادرة التسوية العربية، ولهذا لا يمكن انتقاد الموقف الفلسطيني الرسمي، لأنه يمثل الموقف العربي.

واستدرك: أي حديث عن تغير في أي موقف عربي يجب أن يكون ضمن مناقشة عربية في ضوء ما أقر بالمبادرة العربية.

وتأتي تصريحات ابن سلطان بعد أسابيع من توقيع دولتي الإمارات والبحرين اتفاقيات تطبيع مع (إسرائيل)، برعاية رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب، صاحب ما تسمى "صفقة القرن" التي تضمن تحقيق مصالح الاحتلال في المنطقة دون أي مراعاة لحقوق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس.

وإذ يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن تصريحات ابن سلطان تأخذ طابعًا تحريضيًا ضد الفلسطينيين، فإنه يشير إلى أن الفلسطينيين لم يقصروا أيضًا في انتقاد السياسة والقيادات الفلسطينية نفسها.

وعدَّ عوكل أن تصريحات ابن سلطان تتخذ أيضًا طابعًا تبريريًا مفسرًا ذلك بأن التأكيد طيلة الوقت على الأمن القومي لهذه الدولة أو تلك يعني إسقاط القضية الفلسطينية من أولويات العرب.

وأضاف أن تصريحات ابن سلطان تكمل ما لاحظناه منذ فترة قصيرة من الكتابات والتغريدات والتعليقات التي تحض المملكة العربية السعودية للتخلي عن دعمها للقضية الفلسطينية، وتبرير إمكانية الذهاب إلى التطبيع مع (إسرائيل).

وذكر أن التصريحات صدرت عن مسؤول سعودي سابق رفيع المستوى، مضيفًا "لو كانت السياسة العامة السعودية متعارضة مع الجوهر الذي تضمنه التصريح لكان صدر نفي، ورغم أن السعودية تؤكد دعمها وتمسكها بالقضية الفلسطينية إلا أنها تتسامح مع كل التغريدات والمغردين من صحفيين وغيرهم، ممن ينتقدون الفلسطينيين أولا، ويسعون في المضمون إلى تطبيع العلاقات مع (إسرائيل)".

ونبَّه إلى أنه رغم عدم اتفاق الموقف السعودي الرسمي مع تصريحات بندر، لكن الموقف ذاته أيضًا لا يعارض هذه التصريحات وأصحابها، وقد تكون هذه التصريحات جزءا من السياسة السعودية في مرحلة مقبلة قريبًا.

اخبار ذات صلة