يشتكي عدد من سائقي سيارات النقل العمومي في مدن الضفة الغربية المحتلة، من الخسائر الكبيرة في جائحة فيروس كورونا، نظرًا لعدم صرف السلطة برام الله أي مساعدات مالية لهم، أو تخفيض رسوم الترخيص أو رفع الضريبة عنهم.
وأوضح سائقون وخاصة في موقف جامعة بيرزيت خلال أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين" عبر الهاتف، أنهم قد يضطرون لبيع مركباتهم إذا بقيت الحركة ضعيفة في مدن الضفة الغربية، وعدم تخفيض الرسوم والضرائب من قبل وزارة النقل والمواصلات.
وبين سائقو "خط بيرزيت" أن آلاف السيارات تعمل في هذا الموقف وهو الأكثر تضررًا بمدن الضفة الغربية، لكون مئات السيارات تعمل عليه، وغالبيتها ليست ملكًا للسائقين.
ويؤكد السائق محمد عطا أنه بات لا يحصل 35 شيقلًا يوميًّا منذ شهر مارس الماضي، خاصة مع توقف جامعة بيرزيت، وإعلانها التعليم عن بعد، عقب وصول جائحة كورونا إلى الضفة الغربية.
ويقول عطا: "تبلغ قيمة سيارتي 500 ألف شيقل وخلال اليوم الواحد اقتصر العمل على نقلة واحدة من جامعة بيرزيت إلى باقي مدن الضفة الغربية، وفي نهاية اليوم أحصل ما بين 30 إلى 40 شيقلًا، وهو مبلغ يذهب جزء منه للسيارة والصيانة والترخيص والضريبة".
ويضيف: "هناك بعض السائقين قاموا ببيع ذهب زوجاتهم من أجل شراء سيارات للعمل عليها مع وجود أقساط عليهم لدى البنوك، والتزام شهري في سدادها، ولكن في ظل الحركة الضعيفة سيزيد البنك من الفوائد وهو ما يحمِّل السائقين مزيدًا من الخسائر ويضيق عليهم حياتهم".
كذلك يوضح السائق محمد العمري أن حركة سيارات النقل العمومي بين مدن الضفة الغربية وخاصة "خط بيرزيت" لا تتجاوز الـ10% عن حركة المواطنين والطلبة قبل تفشي فيروس كورونا.
ويبين أن "الآلاف من السائقين يعملون على خط جامعة بيرزيت، ولكن في الشهور الأخيرة تحملوا خسائر كبيرة وأصبحت غالبيتهم لا تحصل أكثر من 30 شيقلًا يوميًّا".
ويلفت العمري إلى أن خسائر السائقين "وصلت إلى آلاف الشواقل في ظل فيروس كورونا، في حين لم يحصل غالبيتهم على أي مساعدات سواء من صندوق (وقفة عز) أو من أي جهات رسمية أو مؤسسات وجمعيات".
ويوضح أن وزارة النقل والمواصلات مطالبة برفع الضريبة وإعفاء السائقين من رسوم التراخيص عن المدة الماضية، لأنه لا أحد من السائقين يستطيع التزام دفع الرسوم بسبب قلة العمل.
كذلك يبين السائق أحمد عودة أن سيارته مهددة بالحجز بسبب عدم قدرته على دفع القسط الشهري للبنك الذي يرفض تأجيله، أو مراعاة الظروف الاستثنائية التي يمر بها السائقون بسبب الجائحة.
ويقول عودة: "خلال الجائحة لم نحصل على مساعدات أو إعفاءات بل بالعكس زادت المخالفات علينا من قبل شرطة المرور، لذا سأقوم بتسليم سيارتي لوزارة النقل والمواصلات والبحث عن عمل آخر".
ويشير إلى أن بعض عائلات السائقين قد تصل إلى مرحلة الجوع عند عدم توفير أي مساعدات لهم أو إعفائهم من رسوم التراخيص، أو رفع الضريبة عنهم.