مع حديث وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، عن وجود عجز مالي في ميزانيتها السنوية يترقب اللاجئون الفلسطينيون كارثة إنسانية تهدد بوقف عدد من الخدمات الأساسية التي تُقدَّم لهم في قطاع غزة.
وجاء التحذير الأممي الجديد فيما كشفه مدير "الأونروا" في الضفة الغربية المحتلة، أن الوكالة الدولية تواجه عجزاً مالياً بقيمة 200 مليون دولار أمريكي.
كذلك خرج مدير عمليات "أونروا" بغزة ماتياس شمالي، أمس، ليؤكد أن الوضع المالي مقلق جدًا، حيث لا تتوافر موارد مالية لدفع رواتب شهر أكتوبر.
مدير الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، علي هويدي، أكد أن في حال عدم توفير الميزانية المطلوبة لوكالة الأونروا لما تبقى من سنة 2020، فذلك سيؤثر على أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين في سجلات الوكالة الدولية.
وقال هويدي في حديثه لـ"فلسطين": "إذا لم يتم توفير المبالغ المطلوبة للأونروا فعلى الأمم المتحدة التدخل وتغطية العجز المالي لأننا سنكون أمام كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة سواء على المستوى الصحي أو التعليمي أو البنى التحتية التي تقدمها لمخيمات اللاجئين".
وأضاف هويدي: الخطورة تكمن في أن هناك ثلاثة مسؤولين على مستوى صف أول في الأونروا تحدثوا عن مخاطر عجز الموازنة، خلال الأيام الماضية، منهم شمالي وذكر وجود أزمة مالية سيتأثر بها الموظفون، وعدم وجود رواتب لشهر أكتوبر ونوفمبر، وكذلك تمارا الرفاعي ممثلة المفوض العام للأونروا تحدثت أنه دون توفير الموارد المالية فلن تستمر الوكالة في تقديم خدماتها، وكذلك كلاوديو كوردوني مدير عمليات الأونروا في لبنان خلال لقائه ممثلي اللجان الشعبية في مخيم عين الحلوة في بداية أكتوبر الحالي".
وأوضح هويدي أن تأثيرات الأزمة المالية للأونروا لن تتوقف عند اللاجئين فقط، بل ستصل إلى الموظفين في الوكالة الدولية، خاصة أن الوكالة لم تعلن عن المبالغ المالية التي تصل تباعاً.
ولفت إلى أن النظام الحالي في الأونروا لاستقبال الأموال خطأ كون تمويلها يقوم على التبرعات، لذا يجب على الأمم المتحدة تحمل مسؤولية اللاجئين من خلال الوكالة الدولية.
وكانت الأونروا أكدت أنها تلقت دعماً مالياً من السعودية بقيمة 25 مليون دولار، ستخصص للاجئين الفلسطينيين.
رئيس قطاع المعلمين في اتحاد الموظفين العرب بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، محمود حمدان، اعتبر تقليص خدمات "الاونروا" أمراً مرفوضاً شكلاً ومضموناً لأن الوكالة الدولية تأسست لخدمة اللاجئين حتى حل قضيتهم والعودة لديارهم.
وقال حمدان في حديثه لـ"فلسطين": "ستكون لنا فعاليات نقابية قادمة خلال المرحلة القادمة، ويجب الخروج من النفق السنوي بضرورة وجود ميزانية ثابتة للأونروا من خلال الأمم المتحدة، وعدم الخضوع لدولة ظالمة وهي الولايات المتحدة كمصدر للتمويل".
ولفت إلى أن إيجاد ميزانية ثابتة للوكالة الدولية من شأنه أن يحدث استقرارا لدى المؤسسة، ويذهب توتر وقلق اللاجئين وكل الموظفين، لأن البقاء على هذه الحال ليس مقبولا.