قائمة الموقع

مهند النجار.. من حياة الأجداد يستلهم صناعة أفران الطين

2020-10-06T10:14:00+03:00

في لحظة صفاء جلست والدته بجواره لتحدثه عن الأيام الخوالي، حيث حياة الأجداد، التي تتسم بالبساطة في كل تفاصيلها، فلا كهرباء، ولا غاز ولا انترنت، سوى في إحدى زوايا الحوش فرن طيني يوكلون له مهام طهي الطعام، وخبز الخبز، وتسخين المياه وغيرها من الأمور، هنا دقت الفكرة بابها لدى مهند النجار علها تستطيع أن تنتشله من قسوة الوضع الاقتصادي خاصة مع أزمة كورونا والتي عصفت بحاله سلبًا، فعمل على صناعة أفران الطين وبيعها.

النجار (43 عامًا) الذي يعيل ثلاثة أبناء من الأشخاص ذوي الإعاقة، ويقطن في بلدة خزاعة شرق خان يونس، فرضت عليه متطلبات أبنائه واحتياجاتهم الصحية عليه التفكير خارج نطاق عمله ليستثمر فترة الطوارئ التي أقعدته عن ممارسة عمله في بيع المنظفات على عربة متجولة.

يقول لصحيفة فلسطين: "إلى جانب ذلك الذي شجعني على تطبيق الفكرة أنها تحمل من عبق الماضي وتراث الأجداد، وكذلك بعض السيدات كبيرات السن يفضلن استخدامه في صناعة المأكولات، حيث إن له نكهة خاصة تعيدهن إلى زمن الماضي الجميل".

فوجد من تطبيق تلك الفكرة التي وصفها بالجيدة فرصة لتكون له مصدرا للدخل الإضافي خاصة ضعف الإقبال على شراء مبيعاته بسبب أزمة كورونا، مضيفًا: "إضافة إلى أننا على أبواب فصل الشتاء".

صنع أول فرن طيني منزلي ونشر صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليعرف رأي الناس تجاهه بشكل غير مباشر، فتفاجأ بأعداد من المستخدمين الذين يسألون عن مواصفاته وطرق اقتنائه، ليعكف على صناعة عدد من أفران الطين المنزلية "الطباخ".

وبات آخرون منهم يتغنون بنكهته المميزة في الطعام، والمسعف لدى سيدات البيوت في حال انقطاع التيار الكهربائي، والمنقذ في حال عدم توافر الغاز في المنزل.

وكان الدافع لصناعة الأفران الطينية هو أن النجار يمتلك موهبة وهواية الصناعة اليدوية، فلديه إمكانية لتطبيق الأفكار التي تخطر على باله، وبالفعل صنع عددا منها وباعها.

ويبين أن الأمر يحتاج إلى مجهود يدوي، حيث يعكف قبل ليلة واحد على نقع الطين بالماء، وفي اليوم التالي يعمل على عجنها وإضافة "التبن"، وبعدها يتم تصميم قواعد للأفران الطينية، ومن ثم يعرضها لحرارة الجو ليتم البناء عليها.

ويشير النجار إلى أن قلة الإمكانات واجهتهم ليعتمدوا على حرارة الشمس بدلًا من تلك الأفران التي تعمل على تجفيفها مستثمرًا الأيام.

ويتابع: "الأوضاع التي يمر بها أهالي قطاع غزة تحتاج منهم إلى صمود وتحدٍّ ولا يكون ذلك إلا بإحياء تراث الأجداد، ونعود إلى الحياة البسيطة التي كانوا يعيشونها في زمنهم".

يتمنى أن يجد من يتبنى فكرته ويدعمها ليتمكن من تطويرها، لتكون مصدرًا للدخل له ولغيره، ففي حال تطور المشروع سيعمل على تشغيل أيدٍ عاملة ليساهم في التخفيف من مشكلة البطالة.

اخبار ذات صلة