لا يتوقف تغول الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على المواطنين في الضفة الغربية المحتلة، بالرغم من التوافق بين حركتي "فتح" و"حماس" على رؤية تتعلق بإنهاء الانقسام وتوحيد الصف لمجابهة ما تتعرض له القضية الفلسطينية.
وفي 24 سبتمبر/أيلول الماضي، اختتمت "فتح" و"حماس" لقاءات جمعتهما بمقر القنصلية الفلسطينية في إسطنبول التركية، وقالت الحركتان في بيان مشترك: إنهما اتفقتا على "رؤية"، ستقدم لحوار وطني شامل، بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية.
القبضة الأمنية
وقال النائب في المجلس التشريعي عن حركة "حماس"، فتحي القرعاوي": إن "التقارب بين حركتي حماس وفتح لمسناه في وسائل الإعلام، ولم نلمسه على أرض الواقع حتى اللحظة ".
وأكد القرعاوي في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن الشكاوى من قبضة الأجهزة الأمنية والتضيق على المواطنين في الضفة الغربية لا يزال قائمًا".
وشدد على ضرورة أن ينعكس التقارب بين الحركتين على أرض الواقع، وألا يتم الاكتفاء باللقاءات، خاصة في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرة أمريكية- إسرائيلية وبمشاركة دولاً عربية.
وبين القرعاوي أن "المطلوب هو مصالحة حقيقية توقف تغول الأجهزة الأمنية، في ظل تغول قوات الاحتلال على مناطق (أ) التابعة للسلطة واعتقال المواطنين، وتفشي فيروس كورونا وعدم قدرتهم على العمل".
كما أكد عضو لجنة الحريات في الضفة الغربية، خليل عساف، أن الاعتقالات السياسية والاعتداء على الحريات بالضفة الغربية مستمرة ولم تتوقف بالشكل الكامل في ظل الحديث عن توافقات بين "فتح" و"حماس".
وقال عساف لصحيفة "فلسطين": "لم تلتزم الأجهزة الأمنية بالتقارب السياسي واللقاءات بين حماس وفتح، فهم يريدون إرسال رسالة للفصيلين أنهم الأقوياء وأصحاب الكلمة الأولى والأخيرة ومحاولة لقول كلمتهم"، مشيرًا إلى وجود من يريد تحقيق المصالحة وآخرون لا يريدون تحقيقها.
حسن النوايا
وشدد على ضرورة الإسراع في تحقيق الوحدة وتقديم التنازل من قبل الجميع ومشاركة الكل الفلسطيني في لقاءات المصالحة، حفاظًا على القضية الفلسطينية التي تواجه مخاطر حقيقية كالتطبيع العربي وضم الضفة الغربية، وفوضى السلاح.
من جانبه، قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بدران جابر: "إن البعض يحاول إعاقة جهود لم شمل الفصائل الفلسطينية وتحقيق الوحدة".
وأوضح جابر لصحيفة "فلسطين"، أن هناك أشخاص مستفيدون من استمرار الانقسام، يقومون بممارسات لإفشال جهود المصالحة دون الأخذ بعين الاعتبار التطورات الحاصلة على الصعيد الوطني.
وبين أن البعض بسبب طول سنوات الانقسام بحاجة إلى إعادة تأهيل من أجل التئام الجرح التي تسبب بها الانقسام، والتوحد في خندق مواجهة الاحتلال على اعتبار أنه العدو الأول للشعب الفلسطيني.
وشدد جابر على أن المطلوب الآن هو إظهار حسن النوايا وجسر ما تبقى من هوة ما بين فتح وحماس، والتوافق الوطني بما يضمن مشاركة الكل الفلسطيني دون استثناء في لقاءات المصالحة لضمان عدم التراجع عن تحقيقها والتوافق على برنامج وطني جامع على أرضية النهوض بالحالة العامة ومواجهة مشاريع الضم وتقييد الحرية العامة.