قائمة الموقع

​"معركة الأمعاء الخاوية" تحيي البعد الشعبي لقضية الأسرى

2017-04-25T06:28:14+03:00
مسيرة تضامنية مع الأسرى المضربين بغزة أمس (الأناضول)

أعاد الإضراب المطلبي الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، القضية شبه المنسية على المستوى الرسمي والدولي، إلى صدارة المشهد في الشارع الفلسطيني، إذ باتت تفاصيل حياة السجون وتطورات الإضراب مثار حديث المواطنين.

ويقول العديد من الشبان الذين التقهم "فلسطين"، إن الإضراب شدهم إلى معرفة ألم ووجع 6500 أسير فلسطيني "ومعايشة تجارب الأسر قهرًا وتعذيبًا وحرمانًا من خلال أسرى محررين".

ويخوض أكثر من 1500 أسير فلسطيني منذ السابع عشر من الشهر الجاري، إضرابا مفتوحًا عن الطعام، للمطالبة بتحسين ظروف سجنهم، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، وتحسين الظروف الطبية للأسرى، وإغلاق مستشفى سجن الرملة لعدم صلاحيته.

ويقول الطالب الجامعي حسن شريم، إنه لم يكن يعلم الكثير عن واقع حياة الأسرى وهول العزل والقهر الذي يعشونه "فأنا أو أي من أفراد أسرتي لم يعِش التجربة من قبل".

وتابع: "كانت قضية الأسر في مخيلتي مركزية، وبعد إعلان الأسرى عن معركة الأمعاء الخاوية، قرأت مواد عنهم تسرد تفاصيل المعاناة لا سيما عمليات التعذيب الجسدي والنفسي (..) صعقت من هذه التفاصيل التي يعيشها قسم من أبناء شعبي".

ويشير "شريم" إلى أن أكثر أثر به هي معاناة أسرى العزل الانفرادي لعدة سنوات عن المحيط الاجتماعي والإنساني في زنزانة تشبه القبر، أو حرمان الأسير من زيارة أهله لسنوات وعدم تمكنه من رؤية يد طفل أو حتى حقه في تقبيله وملامسته.

ويمثل العزل أحد أقسى أنواع العقاب الذي تمارسه إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى، حيث يتم احتجاز الأسير لفترات طويلة، بشكل منفرد، في زنزانة معتمة ضيقة قذرة ومتسخة، تنبعث من جدرانها الرطوبة والعفونة على الدوام؛ وفيها حمام أرضي قديم، تخرج من فتحته الجرذان والقوارض؛ ما يسبب مضاعفات صحية وتصفية الأسير نفسيًا.

مفارقات الأسر

بدورها تقول الطالبة في جامعة خضوري رنا حواري: إن إضراب الأسرى "فتح عيوني على قضايا مهمة في حياة الأسرى، فالقضية ليست مجردة اعتقال ومحكومية، بل ثمة الكثير من المفارقات بين سجن وآخر في ضوئها يتم التفرقة بين الأشقاء تبعًا لنوع التهمة".

وتصف إجراءات الاحتلال ضد الأسيرات بالمهينة "فلا أتخيل نفسي مطلقًا أن يقوم جندي بتفتيشي أو أن أخضع لسياسة التفتيش العاري (..) ولذلك أدرك تمامًا حجم الكراهية والحقد الذي يدفع فتى لم يتجاوز عمره 13 عامًا اعتقل وعذب لإلقاء الحجارة ثم نفذ عملية طعن بعد الإفراج عنه".

وتشير "حواري" إلى أن معاناة عائلة الأسير تبدو مضاعفة "فلا هي تستطيع ملامسة ابنها، ولا هي تزوره وتطمئن عليه بشكل دوري بفعل الإجراءات التعسفية كالحرمان من الزيارة".

وتضيف: "قرأت عن الزيارات وكيف تتم من البداية إلى النهاية وحجم الألم الذي تعاني الأمهات وما يتعرضن له من قمع وتعذيب نفسي، وهذا ما جعلني أتفاعل مع قضيتهم".

وفيما توضح "حواري" أن ما يميز هذا الإضراب أنه جعل من حفلات الأعراس منصات جماهيرية لنصرة الأسرى والحديث عنهم وعن بطولاتهم، فبدلا من الرقص على إيقاع الأغاني ذات الطابع البعيد عن قضايا الشعب الفلسطيني يتم التوجه إلى الأغاني الثورية التي تمجد الأسرى"، يفتخر الشاب علاء أن حفله تحول إلى محطة للتضامن مع الأسرى.

ويقول: أنا أسير محرر وأعلم علم اليقين مدى ألم الإضراب على الأسير وعائلته".

ويتوزع 6500 أسير فلسطيني على 22 سجنًا ومركز تحقيق، بينهم 6 آلاف من الضفة الغربية المحتلة، و330 من قطاع غزة، و29 أسيرًا منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، و62 امرأة، ضمنهن 14 طفلة (دون 18 عامًا)، و34 أسيرًا من جنسيات عربية، بحسب إحصائيات رسمية.

ومنذ عام 1967، شهدت سجون الاحتلال إضرابات عدة. وقد نجحت بعض هذه الإضرابات في تحقيق أهدافها، بينما التفّ الاحتلال على بعضها الآخر أو تراجع عما قطعه من وعود في أعقابها.

اخبار ذات صلة