فلسطين أون لاين

وأقرانهم فوق العامين

كيف يؤثر كورونا في الأطفال الرضع؟

...
غزة -هدى الدلو:

كيف يمكن للأم أن تتعامل مع طفلها الرضيع في جائحة كورونا؟، وما مدى إمكانية إصابته بهذا الفيروس والنجاة منه؟

تساؤلات يقول استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة د. سعيد عيسى صلاح في مستهل إجابته عنها: "المشكلة تتمثل في أن المعلومات المتوافرة عن هذا المرض حتى هذه اللحظة قليلة جدًّا، والخبرة ضعيفة، وذلك ناتج عن قصر المدة الزمنية لظهور المرض، التي لا تتعدى حتى اليوم سوى بضعة أشهر، وعدم وجود دراسات وأبحاث محكمة، إلا بعض المعلومات المتضاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

وفي حديث مع صحيفة "فلسطين" يشير صلاح إلى أن الأطفال مثل الكبار في تعرضهم للمرض، ولكن المرض يكون أقل حدة عندهم، وكذلك قد يكون الطفل مصابًا بالفيروس دون أن تظهر عليه أعراض المرض كالكبار، ولكن ينقل العدوى للآخرين.

وبشأن الأطفال حديثي الولادة، يضيف: "وفقًا لنصائح منظمة الصحة العالمية يجب أن تتعامل الأم (المصابة أو المشتبه فيها أنها حامل للمرض) مع وليدها كما كانت تتعامل الأم السليمة، فيما يخص الرضاعة الطبيعية، أو قرب الأم من وليدها، حتى ملامسة جسد المولود لأمه عند الولادة، وذلك للفوائد العظيمة لذلك التي تعود بالنفع على الأم والطفل، وهي تفوق الضرر الناتج من المرض".

ويذكر أن دراسة أجريت على 46 أمًّا مصابة بالمرض، وإيجابية الفحص، وعندما فُحص الحليب تبين أن هناك 43 عينة حليب سلبية، وفقط ثلاث عينات إيجابية بسبب تلوثه خارجيًّا، ولهذا ينصح الأم بالاعتناء التام برضيعها، وفقط غسل اليدين بالماء والصابون مدة 20 ثانية قبل ملامسة أو إرضاع المولود.

ويوصي صلاح بالمحافظة على زيارة الطبيب فيما يخص التطعيمات والزيارات المنتظمة لمتابعة حالة طفلها، وإذا شعرت الأم أن طفلها يعاني الأعراض المعروفة لمرض كوفيد-19، فعليها استشارة الطبيب.

أما الأطفال دون سن السنتين فيقول بشأنهم: "ننصح الأهالي بعدم الخروج من البيت إلا للضرورة القصوى مثل التطعيمات أو زيارة الطبيب المنتظمة، وعدم ارتداء الطفل دون العامين الكمامة، وعزل الطفل عن المصابين أو المشتبه بهم ما عدا الأم، وغسل اليدين عند ملامسة الأجسام الصلبة".

ويضيف: "لا بد من المحافظة على نظافة الأجسام الصلبة في داخل البيت، والحرص على التغذية الجيدة لتقوية مناعته، وفي حال شعرت الأم بأن طفلها لديه أعراض كوفيد-19 تتواصل مع الطبيب المعالج".

أما الأطفال أكبر من عامين فينبه صلاح إلى أن ما ينطبق على الكبار ينطبق عليهم، مع مراعاة آلية التعامل معهم وتقدير ظروفهم، ولا مانع من أن يلبس الكمامة خارج البيت فقط في الأماكن المزدحمة كالأسواق أو المدارس، إذا لم تتوفر فيها طرق الوقاية والسلامة.

ويوضح أن الأطفال الذين يعانون مشاكل صحية كحساسية الصدر أو القلب لا داعي لارتداء الكمامة، بشرط أن يحافظ الطفل على التباعد الجسدي، وأن يبتعد عن الأطفال الذين يعانون أمراض الجهاز التنفسي.

ويتابع صلاح: "لا بد من تعليم الطفل عملية غسل اليدين بالماء والصابون مدة 20 ثانية، عند الخروج من البيت أو دخوله أو عند ذهابه للحمام، وغسل الألعاب الخاصة بالطفل بالماء والصابون قبل ملامستها، والابتعاد عن الألعاب التي يكون فيها الأطفال متقاربين، والحرص على التغذية الجيدة".

ويشير إلى أنه لا مانع من أن تخرج الأسرة معًا في الهواء الطلق حتي يلعب الطفل ويجدد نشاطه وحيويته، مع الاهتمام به وملاحظة حالته في حال ظهور أعراض.

الأطفال والكمامة

وتقول منظمة الصحة العالمية عبر موقعها الإلكتروني: "ينبغي عدم إلزام الأطفال البالغين من العمر 5 سنوات أو أقل بارتداء كمامة، وتقوم هذه النصيحة على أساس سلامة الطفل ومصلحته العامة والقدرة على استخدام كمامة بشكل ملائم مع التماس حد أدنى من المساعدة".

وتنصح منظمة الصحة العالمية ويونيسيف بأن يستند قرار ارتداء الأطفال الذين في سن من 6 سنوات إلى 11 سنة للكمامات إلى العوامل التالية:

إذا كان هناك انتقال واسع النطاق للعدوى في المنطقة التي يقيم فيها الطفل.

قدرة الطفل على استخدام الكمامة بشكل مأمون وملائم.

فرص الحصول على الكمامات، فضلًا عن إمكانية غسلها واستبدالها في بعض الأماكن المعينة (مثل المدارس ومرافق رعاية الأطفال).

ضمان قدر كاف من الإشراف من شخص بالغ، وتقديم تعليمات إلى الطفل بشأن كيفية ارتداء الكمامة ونزعها، واستخدامها بأمان.

تحديد الأثر المحتمل لارتداء كمامة على تعلّم الطفل ونمائه النفسي والاجتماعي، بالتشاور مع المعلّمين والوالدين والقائمين على الرعاية ومقدمي الخدمات الطبية.

السياقات المعينة والتفاعلات المحددة للطفل مع الأشخاص الآخرين المعرضين بشدة لخطر الإصابة بمرض خطير، مثل المسنّين والأشخاص المصابين باعتلالات صحية سابقة أخرى.

وتنصح منظمة الصحة العالمية ويونيسيف بأن يرتدي الأطفال البالغون من العمر 12 سنة أو أكثر كمامة بالشروط المطبقة على البالغين نفسها، ولا سيما إذا تعذّر عليهم الحفاظ على مسافة متر واحد على الأقل من الأشخاص الآخرين، وإذا كان هناك انتقال واسع النطاق للعدوى في المنطقة.