قائمة الموقع

بفن "ماندالا".. روان شلدان تتخلص من "توتر الحجر"

2020-10-02T15:45:00+03:00

اقتنعت بأن الحجر المنزلي فرصة قدمت لها على طبق من ذهب، لتنبش عن موهبتها التي تركتها جانبًا طيلة السنوات الماضية للتفرغ لدراستها والحفاظ على مستواها التحصيلي، فقد جاء اليوم الذي تتفرغ فيه لتعلم فن الماندالا، وسيكون لها كحبة مهدئ لتخفيف حالة التوتر والاكتئاب العامة التي تطغى على الأجواء بسبب جائحة كورونا، كما أنه ملجؤها عند الهروب من الأفكار السلبية.

الشابة العشرينية روان شلدان من مدينة غزة، تدرس تخصص المحاسبة، لجأت إلى موقع يوتيوب لتتعلم الرسم بفن الماندالا، حتى أمسى رفيقها، فأي رسمة تراها أمام ناظريها تحولها لهذا النوع من الفن، "واليوم ماندالا والورقة والقلم جزء من حياتي".

والماندالا عبارة عن دائرة تتكرر فيها الدوائر والأشكال الهندسية المختلفة، وكلما تعمق الرسام في دائرته وصل إلى تركيز وهدوء داخلي عميق، حتى إنك لتحس بجاذبية قوية بين الرسام ودائرته، تجذب عينيه وقلبه وفكره وتركيزه، أما تسميته فن البهجة، فلأنه يدخل السرور والفرح على النفس، لذلك هو يعد أحد الفنون التي ثبت علميًّا دورها الإيجابي في معالجة التوتر الناتج عن ضغوطات الحياة.

وفي بداية تعلمها رسم الماندالا كانت والدتها بجانبها تشجعها على إكمال طريقها فيه، لإتقانها له، وتنشر رسوماتها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فتعليقات المتابعين الإيجابية كانت دافعًا أمامها.

منذ صغرها كانت مميزة في أداء الواجبات المدرسية لمادة التربية الفنية، ولكنها لم تفكر يومًا في البحث خلف إبداعها وتطويره، أو المشاركة في مسابقات ومعارض، لتركيزها في دراستها.

وتقول روان لصحيفة "فلسطين": "تعرفت إلى فن الماندالا من تصفحي مواقع التواصل، كانت الرسومات تعجبني وتلفت انتباهي لكونها معقدة وصعبة، وشخصيتي تميل لأن تجرب وتحاول عمل كل شيء صعب".

ونظرًا للفراغ الكبير بسبب الحجر المنزلي، وانزعاجها لقضاء الوقت دون فائدة وعلى مواقع التواصل، فكرت في استثمار تلك الساعات، وتتميز من غيرها، تضيف: "فعندما كنت أشاهد رسومات ماندالا أتمنى أن أحظى بوقت لأتمكن من تجربة الفن بعدما قرأت عنه، فهو أحد أنواع علاج التوتر والضغوط النفسية، فقررت تعلمه لأن الجلوس في البيت كان يسبب لي نوعًا من التوتر؛ فقررت تخفيفه باللجوء إليه".

وقد اختارت روان هذا النوع من الفن أيضًا لكونه يحتاج إلى وقت طويل لإتمام لوحة واحدة، ودقيق يعتمد على القياسات الهندسية، فيعلمها ضبط النفس، وطول البال.

وبعد ثلاث لوحات تمكنت من إتقانه بجميع زخارفه، وأشكاله، فأصبحت تتخيل الرسمة وترسمها، وبالعادة تختار رسومات تكون مفهومة، في حين أن فن ماندالا يعتمد على الزخارف، تتابع: "طبقت فن مانديلا على رسومات معروفة، واخترت رسومات عادية لأتميز بشيء جديد، وحتى يفهمها الجميع الصغير والكبير".

"ففي العادة عندما يرى الناس لوحة منقوشة بفن ماندالا أي بالزخارف فإنها تنال إعجابهم، لكن عندما يرون أشياء مألوفة ومعروفة لهم مرسومة بطريقة جديدة وغريبة مثلًا كميزان العدل وغيره، فإنهم سيندهشون لرسمه بطريقة مميزة" تضيف روان.

بعد انتهاء الحجر المنزلي والعودة إلى الدوام الجامعي لن تنسى روان فن ماندالا الذي تعلمته بمفردها، وتشير إلى أنها لم تترك اللوحة والقلم مع انتظام التعليم الإلكتروني، فتنظم وقتها بين الدراسة والرسم.

وترسم على الدفاتر المخصصة للرسم، ولكنها تطمح أن ترسم لوحات مستقلة وتشارك في المعارض، وتلفت إلى أنه لا يحتاج لأدوات كثيرة سوى الأدوات الهندسية، وبالأخص المسطرة والفرجار، ونوع خاص من الأقلام.

وتطمح روان أن تكون إنسانة فعالة في المجتمع ومؤثرة لها بصمة فيه: "لا أحب أن أكون على الهامش"، وتتفوق في مجال فن ماندالا وتشارك في معارض محلية ودولية: "فعلى الإنسان أن يسعى نحو أحلامه ويحقق الرضا عن ذاته، والوقت من أعظم نعم ربنا التي منّ علينا بها، وسنسأل عن كيفية قضائه، لذلك لا بد من استثمار الوقت بأي شيء مفيد، ولا نكون تبعًا لأحد حتى نستطيع أن نصنع من العتمة التي بداخلنا نورًا".

اخبار ذات صلة