أحيا الفلسطينيون في الداخل المحتل عام 1948، اليوم الخميس، الذكرى السنوية الـ 20 لـ"هبة القدس والأقصى" التي وقعت في مثل اليوم، الأول من تشرين أول/أكتوبر 2000، داخل المدن الفلسطينية، واستشهد خلالها 13 فلسطينيا على يد شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
واقتصرت الفعاليات على زيارة أضرحة الشهداء وعائلاتهم، بينما غابت المراسيم التقليدية والمسيرات الجماهيرية، بسبب القيود الناجمة عن انتشار فيروس "كورونا"، فيما عم الإضراب مدينة سخنين.
وشارك نواب عرب في برلمان الاحتلال الإسرائيلي "كنيست" وشخصيات سياسية واعتبارية، في وضع أكاليل من الزهور على أضرحة الشهداء.
وفي كلمة باسم المتابعة العليا للجماهير العربية في فلسطين المحتلة عام 1948، قال النائب يوسف جبارين، إن "الجماهير العربية لن تنسى ولن تغفر للمجرمين الذين بطشوا بأبناء شعبنا وإننا نواصل المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل أبناءنا ومحاسبة كل من أعطى أوامر القتل".
وأكد خلال كلمته على، المعاني الوطنية التي تحملها ذكرى "هبة القدس" و"الأقصى" وخاصة التصدي للاحتلال ومواجهة التمييز العنصري، وعلى قيم النضال والتضحيات من أجل الكرامة والحرية.
من جهتها، قالت الكتلة العربية للتغيير البرلمانية في بيان: "نؤكد على أننا لن ننسى ولن نغفر، نحيي الذكرى ونجدد الوفاء لدماء الشهداء، ونطالب بمعاقبة القتلة والمجرمين".
وأضافت "نؤكد على أن الدولة التي تقتل مواطنيها من جهة، وتكافئ المجرمين الذين قتلوهم، هي ذات سياسة عنصرية مجرمة".
وفي السياق ذاته، قال "التجمع الوطني الديمقراطي"، في تصريح مكتوب إن "هبّة القدس والأقصى، كشفت زيف ما يسمّى بالديمقراطية الإسرائيلية وفضحت وهم الاندماج".
وأضافت "كما أثبتت لكل من هو بحاجة لإثبات، بأن المواطنة الإسرائيلية لا تحمي من بطش وإجرام أجهزة الأمن الإسرائيلية، التي تتعامل مع المواطنين العرب كأعداء وليس كمواطنين".
وقال النائب بـ "كنيست" وليد طه "عشرون عاماً مضت وما تزال الاعتداءات على أقصانا ومقدساتنا وتاريخنا مستمرة، وما تزال قوافل المصلين تفد إلى الأقصى المبارك رغم كل سياسات الإبعاد والإغلاق والتضييق".
وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية لفلسطينيي الأرض المحتلة عام 1948، أعلنت، في بيان سابق، أن إحياء الذكرى الـ 20 لهبة القدس والأقصى، ستكون "تظاهرة رقمية"، إلى جانب زيارة أضرحة الشهداء، وتخصيص ساعة تعليمية في المدارس؛ نظرا للظروف الصحية.
وأوضحت أنها قررت تنظيم مظاهرة رقمية ببث حي على صفحتها على موقع "فيسبوك" بين الساعة الرابعة من بعد الظهر إلى السابعة (بالتوقيت المحلي)، وذلك في 1 تشرين الأول/أكتوبر، تشمل كلمات من قيادة مركبات المتابعة ومن أهالي الشهداء وتقارير عن زيارة أضرحة الشهداء وقصائد وأغاني وطنية.
وكانت المدن والقرى الفلسطينية، في الداخل الفلسطيني المحتل، قد شهدت مطلع تشرين أول/أكتوبر من العام 2000 مواجهات عنيفة مع شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إثر اقتحام أرئيل شارون، في 28 أيلول/سبتمبر من عام 2000، المسجد الأقصى، تحت حراسة مشددة.
وأشعلت خطوة شارون الاستفزازية نيران الغضب الفلسطيني في باحات الأقصى ومختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي الثلاثين من أيلول/سبتمبر 2000، ومع سقوط شهداء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعلنت لجنة المتابعة العليا للفلسطينيين في الداخل عن إضراب عام، ودعت إلى تظاهرات غضب تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
ردت قوات شرطة الاحتلال، بعنف شديد وقمعت التظاهرات وسط استخدام فرق من القناصة التي قامت بإطلاق النار باتجاه المتظاهرين، ليسقط 13 شهيداً من أبناء الداخل الفلسطيني، هم: محمد جبارين (23 عاماً) من أم الفحم، أحمد صيام جبارين (18 عاماً) من "معاوية"، رامي غرة (21 عاماً) من "جت"، إياد لوابنة (26 عاماً) من "الناصرة"، عمر عكاوي (42 عاماً) من "الناصرة"، وسام يزبك (25 عاماً) من الناصرة، علاء نصار (18 عاماً) من "عرابة"، أسيل عاصلة (17 عاماً) من "عرابة"، عماد غنايم (25 عاماً) من "سخنين"، وليد أبو صالح (21 عاماً) من "سخنين"، مصلح أبو جراد (19 عاماً) من "دير البلح"، رامز بشناق (24 عاماً) من "كفرمندا"، محمد خمايسي (19 عاماً) من "كفركنا".