حذر مدير عام المختبرات في وزارة الصحة بغزة د. عميد مشتهى، من توقف المختبر المركزي الخاص بفحص فيروس كورونا بشكل كامل، خلال الأيام القليلة القادمة، بسبب شح المواد اللازمة للفحص.
وأوضح مشتهى خلال حوار مع صحيفة "فلسطين"، أن الكميات المتوفرة من المسحات والمواد المخبرية والأجهزة التشغيلية لاستخلاص الحمض النووي والـ(PCR)، تكفي لعدة أيام وبعضها لأسبوع على أبعد تقدير.
وأشار إلى أن ما تم توريده من منظمة الصحة العالمية مساء الخميس الماضي هو 8 آلاف فحص، تكفي لأربعة أيام فقط، لافتا إلى أن الكمية المتوفرة مهددة بالنفاد خلال أسبوع كأقصى حد، إذا لم يتم توريد كميات إضافية خلال الأيام القادمة.
وقال إنه إذا تم توريد كميات إضافية خلال الأيام القادمة القليلة، فإنها تُمدد العمل لأيام أخرى إضافية، مبينا أن وزارته رفعت الكميات والقوائم الأساسية لمنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة برام الله وجميع الشركاء الداعمين للقطاع الصحي في غزة.
وذكر أن الكميات المتوفرة لعمل جهاز الفحص القطري تكفي ليومين فقط، مؤكدا أنه إذا توفرت الكميات "سنعمل بكامل طاقتنا الإنتاجية، بحيث يتم إجراء 2000 فحص يوميا".
وأفاد بأنه جرى تكثيف العمل على جهاز الفحص القطري خلال الأيام الماضية، خاصة لفحص المسافرين بالتزامن مع فتح معبر رفح البري.
وتابع مشتهى أنه في حال عدم توفر الكميات سنضطر لتقليص العمل، وإجراء الفحوصات وفق أولويات مُعينة وطبيعة الحالات، إلى حين نفاد الكمية بالكامل.
انعكاسات سلبية
وشدد على أن توقف المختبر عن إجراء فحوصات كورونا له انعكاسات سلبية خطيرة على المواطنين، خاصة في ظل تفشي الحالة الوبائية داخل المجتمع، وعدم استقرار منحنى الإصابات حتى اللحظة.
وبيّن أن التأثير سيكون بشكل مباشر على آلية تقصي الوباء التي تتبعها الطواقم الطبية، والمخالطين للمصابين، ما يهدد برفع الحالات المصابة بالفيروس.
ولفت إلى أن وزارته تتواصل مع وزارة الصحة برام الله باستمرار، لإطلاعها على طبيعة الحالة الوبائية في قطاع غزة، وإمكانية توفير الاحتياجات والأدوات اللازمة لفحص فيروس كورونا.
ونوه إلى أن وزارة رام الله لم ترسل أي شحنة إضافية عدا الشحنة السابقة التي اشتملت على 10 آلاف مسحة طبية وبعض المستهلكات الطبية الأخرى، الخاصة بفحص فيروس كورونا.
وطالب المواطنين بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية المتعلقة بفيروس كورونا واتباع التعليمات الصادرة عن الجهات الحكومية، والابتعاد عن التراخي والاستهتار، للمساهمة في حصر الوباء والسيطرة عليه.
المختبرات والطوارئ
وتطرق مشتهى إلى طبيعة عمل المختبرات في قطاع غزة، في ظل استمرار تفشي الحالة الوبائية، وفقا لإجراءات السلامة والوقاية الخاصة بالفيروس.
وأكد أن جميع المختبرات تعمل على مدار الساعة وفق خطة طوارئ أعدتها وزارة الصحة، خاصة في المستشفيات الحكومية، لتلبية احتياجات جميع المرضى داخل المستشفيات وخارجها، وفي أقسام الطوارئ.
وتابع "نسعى لتوفير كل الاحتياجات للمرضى من فحوصات، رغم نقص مواد الفحص المخبرية والمواد التشغيلية لأجهزة غازات الدم التي تلزم لمصابي فيروس كورونا".
وأوضح أن المختبرات بحاجة إلى بعض الأجهزة التي أصبحت متهالكة بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي لأكثر من 13 عاما، إضافة إلى أنها تعاني من عدم توفر قطع الغيار.
وأكد أن كل هذه المعيقات تؤثر سلبا على تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمرضى.
وأفاد بأن يوجد 11 مختبرا في المستشفيات الحكومية و37 في مراكز الرعاية الأولية، إضافة إلى مختبر الصحة العامة المخصص لفحص الغذاء والطعام والماء، والمختبر المركزي في عيادة الرمال المخصص لفحص كورونا، وفحص الأمراض الوراثة.
ولا تزال الجهات الحكومية تفرض حالة حظر التجول بين محافظات القطاع، بهدف السيطرة على الحالة الوبائية المنتشرة داخل المجتمع، إضافة إلى تشديد الإجراءات خاصة في المناطق التي تُعد مصدرا للوباء.