فلسطين أون لاين

بحاجة لعملية عاجلة في أقرب وقت بتكلفة 10 آلاف دولار

استغاثة "قبل فوات الأوان" .. من ينقذ طفلًا وحيدًا لأهله من الموت؟

...
غزة - يحيى اليعقوبي:

"يابا؛ بدي أعيش بديش أموت!" آهات طفل مصحوبة بالألم يطلقها في أيام عصيبة، لا يزال يتشبث بحياة لم يعرف منها سوى الألم ومرض السرطان الذي ينهش جسده، قدم إلى مصر بتحويلة طبية قبل تسعة أشهر، لكن بدعوى أزمة فيروس "كورونا" توقف عمل المستشفيات المتعاقدة مع السلطة، ولم تجرَ له العملية الجراحية في مستشفى معهد ناصر، المفترض إجراؤها قبل تسعة أشهر؛ وفقًا لحديث والد الطفل.

كبر "الورم الدموي" ونهش جسد الطفل زكي إياد زيد، حتى وصل للعين اليمنى وأفقده البصر فيها، تضخم وجهه ضعفي حجمه المعتاد، ولا يزال يتمدد أكثر فأكثر في جسده، وما زالت العمليات متوقفة، حتى إن عاد "معهد ناصر" فعليه الاصطفاف في طابور مواعيد قد يستمر عامًا كاملًا حتى يصل دوره، "وقد يكون الطفل فارق الحياة" هذا ما يتخوف منه والده، مناشدًا "القلوب الرحيمة" وأصحاب "الضمائر الحية" وكل من يستطيع المساعدة مساعدته بإجراء عملية إزالة الورم، التي تبلغ تكلفتها 150 ألف جنيه (قرابة 10 آلاف دولار) قبل أن يفارق الطفل الحياة، فالورم وصل لمرحلة خطيرة ويهدد حياته، وإن لم يحدث فسيكون الأب أمام خيار واحد فقط، بيع شقته بغزة لإجراء العملية بغزة، وتكون العائلة مشتتة مرة أخرى.

قرر الأطباء في المستشفيات المصرية الخاصة للضرورة إجراء حقن مادة لإيقاف النزف، ثم إجراء عملية استئصال الورم في أقرب وقت، وهذا ما كان يجب فعله أول ما قدم الطفل ووالده إلى مصر؛ حسبما يضيف.

نزف دموي

"لا يمر يوم أو ثلاثة إلا يحدث معه نزف من أنفه، وفمه، ومنذ أربعة أشهر يعيش زكي على المسكنات، وعلاج وقف النزف، وهذه حياتنا، يجب إجراء العملية عاجلًا، الورم يكبر كثيرًا حتى وصل للعين وأفقده البصر" يقول والد الطفل، مشيرًا إلى أنه أرسل كتابًا لوزيرة الصحة د. مي الكيلة في حكومة د. محمد اشتية، "لكنها رفضته"، وفقًا لقوله.

يقول الأب الذي يخشى فقدان ابنه الوحيد في حديث مع صحيفة "فلسطين" بصوت المتألم وكلمات مقهورة ودموع تسيل رغمًا عنه، يحرر تلك الكلمات التي بقيت حبيسة قلبه خلال تسعة شهور مع "مسكنات إضافية" أعطاه إياها المسؤولون، أدرك أن لا مفعول لها في حالة طفله: "جئنا بتحويلة طبية للعلاج بمعهد ناصر، وطلبوا مني صور رنين مغناطيسي وتحاليل، وكل واحد من التحاليل كان يستغرق أسبوعًا، وكلهم على نفقتي الخاصة، وكنت أفعل المطلوب على أمل إجراء العملية، لكن -يا للأسف- لا يزال العمل بالمعهد متوقفًا بسبب كورونا".

حالة زكي "خطرة" ولا يستطيع إجراء العملية -وفقًا لقول والده- سوى المستشفيات المتخصصة، "هناك طبيب معه طاقمه الطبي وافق على إجرائها، ولكن على نفقتي الخاصة بتكلفة 10 آلاف دولار، فهذه العملية بحاجة إلى أجهزة حديثة" يطلق والده نداء استغاثة على أمل أن يجد من يلبي النداء، ويعيد البسمة إلى طفله، الذي تسيطر عليه هواجس الموت والرحيل عن الحياة.

"لازم تجرى العملية بأقرب وقت، أنا بجيب لابني أدوية ومسكنات من شدة الألم، وكل ما يتأخر ويمر يوم بتكون أخطر من الأول، وهدا كلام الطبيب (...) كوني موظف بالسلطة الفلسطينية كل راتبي بجيب فيه مسكنات لابني" بلهجة عامية شرح حاله الصعب.

السفارة غائبة

يحتسي جرعة صمت، ثم يلقي اللوم على أطباء، وعلى السلطة والسفارة، قائلًا: "الإنسانية ماتت (...) فكل واحد يعمل لمصلحته وكأن حياة الإنسان ليس لها أهمية".

من المحاولات التي قام بها والده على أمل تحسن حالة طفله نظرًا لحجم الورم العلاج بمركز "الجاما نايف" عبر جلستين، لكن لم يبدِ أي تحسن، فذهب إلى أطباء مخ وأعصاب، وأكدوا ضرورة إجراء عملية إزالة الورم، لكونه فقد النظر بعينه اليسرى.

ماذا عن السفارة؟، يرد بعدما أطلق تنهيدة زفر فيها كل الألم الذي واجهه مع هذه المؤسسة التي مفترض أن تمثل الفلسطينيين خارج وطنهم: "السفارة معها علم، وفي كل مرة يحولوننا إلى أطباء على نفقتنا الخاصة، وفي كل مرة يصلنا الرد منهم: روح دور، شوفلك مستشفى، مستشفيات خاصة بنعالجش فيها".

بين انتظار عودة "معهد ناصر" للعمل، وعثور والده على أي مساعدة، يستمر الورم بنهش جسد زكي، حتى وصل لقاع الجمجمة وأفقده البصر في عينه، يتألم الطفل، حتى باتت المسكنات نفسها لا تستطيع تسكين آلامه، وأي مسكنات تسكن هواجس طفل يريد أن يعيش حياة لم يعرف منها سوى المستشفيات والعلاج والمسكنات، "فمن ينقذ حياة زكي قبل أن يزهق الموت روحه؟!" يتساءل أبوه.