قائمة الموقع

"ستر وغطاء".. هنا يتجلى تكاتف الغزِّيين ضِد "كورونا"

2020-09-28T14:21:00+03:00
صورة تعبيرية

أوجد وصول جائحة فيروس "كورونا" إلى قطاع غزة نهاية آب/ أغسطس الماضي، حالة تكاتف كبيرة بين المواطنين، فلجأ بعضهم إلى تقديم المعونات الغذائية، وغيرهم تبرع بالمال للأسر المتعففة، وآخرين قدموا خبراتهم في مجالات مختلفة ودون أي مقابل، وفق التزام بإجراءات السلامة والوقاية.

وإثر تداعيات الجائحة، انطلقت في مدينة حمد السكنية جنوبي قطاع غزة، مبادرة "ستر وغطاء" قبل أيام، بهدف تقديم المساعدة والاغاثة لأسر محتاجة وأخرى تخضع للحجر الصحي بعد الاشتباه بإصابتها.

وأوضح منسق الحملة أشرف أبو مشايخ، أن المبادرة شملت اعفاء بعض المواطنين من سكان مدينة حمد من ديونهم إلى جانب تقديم خدمات مخفضة وأخرى مجانية من أهل العطاء من فنيي الكهرباء والصيانة والنجارة والتبريد والتكييف والخدمة الطبية المجانية؛ وغيرها.

وبين أبو مشايخ أن فنيين مهنيين قدموا خدمات لما يقارب 85 شقة في الأسبوع الأول للمبادرة، مضيفًا أن عطاء هؤلاء لايزال مستمرًا، وشملت الخدمات إصلاح مصاعد، ولوحات الكترونية وأجهزة "يو بي أس"، وصيانة شبكات الكهرباء.

وأشار إلى أن أحد النجارين أعلن عن خدمة صيانة أبواب "الملتي لوك" وأبواب الشقق السكنية لمدة شهر مجانًا، وآخرين أصحاب مهن وحرف أعلنوا عن تقديم خدمة صيانة الغسالات والثلاجات مجانًا لمدة أسبوع وبعدها خصم 30% للحالات المحتاجة، وإصلاح غسالات وثلاجات الأسر المتعففة لمدة 6 شهور مجانًا، كما قدموا خدمة السباكة مجانًا لـ15 يومًا، وأيضًا صيانة الكهرباء مجانًا لجميع سكان حمد.

وذكر أن إحدى الصيدليات قدمت 30 شريحة لفحص السكر إلى جانب تبرعها بجهاز فحص السكر، ووفرت بعض أصناف العلاج مجانًا أو بسعر الجملة للحالات الإنسانية.

وفي المدينة ذاتها، التي أنشأتها وزارة الأشغال العامة والإسكان بتمويل كامل من اللجنة القطرية لإعمار غزة، قدمت شركة محلية لخدمات الإنترنت بطاقات إنترنت مجانية لمدة شهر لجميع الخاضعين للحجر، والبالغ عددهم21 شخصًا.

ووفقًا لأبو مشايخ، فإن صيدليات وأطباء أعربوا عن تقديم الخدمة الطبية المجانية اللازمة لحالات الإسعاف الأولى والجروح البسيطة من إبر تغريز، وغيار، وغيار حروق وحسب الإمكانيات المتاحة والمتوفرة ضمن مبادرة "ستر وغطاء".

في غضون ذلك، أكد مدير الإدارة العامة للزكاة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أسامة سليم، أن إدارته تعمل من خلال لجانها المنتشرة في محافظات قطاع غزة، على التنسيق مع المبادرات التي تنطلق لمساعدة المواطنين، وتدعمها وفق الإمكانيات المتاحة.

وأوضح سليم لـ"فلسطين"، أن 47 لجنة زكاة تتبع الإدارة العامة بالوزارة، موزعة على أحياء محافظات قطاع غزة البالغ مساحته 365 كيلومتر مربع، بتعداد سكاني يصل مليوني نسمة.

وتلقى المبادرات التي أطلقها متطوعون وخيرون في أحياء متفرقة من القطاع، تأييد لجان الزكاة ودعمها، خاصة وأن لديها بيانات المواطنين الذين بحاجة إلى مساعدات وتملك قدرة على إيصالها، بحسب سليم.

ومنذ وصول الجائحة لغزة، كما يقول سليم استطاعت لجان الزكاة تقديم 50 ألف مساعدة، تنوعت بين سلال خضار وطرود غذائية وأخرى صحية، وتوفير مياه عذبة، ومساعدات نقدية، ورغيف الخبر أيضًا، واللحوم الطازجة والمجمدة، وغير ذلك من المساعدات التي بأمس الحاجة إليها عدد كبير من المواطنين في ظل الظروف الحالية.

وأشار إلى أن مجالس إدارة لجان الزكاة تتواصل مع الجهات المانحة وفاعلي الخير في الداخل والخارج، وتوفر بقدر الإمكان الاحتياجات اللازمة للأسر المدرجة أسمائها في كشوفات اللجان.

ولفت إلى أن المواطنين الخاضعين للحجر الصحي في منازلهم على سلم أولويات لجان الزكاة، ومن ثم يأتي المواطنون الذين تضرروا من جائحة "كورونا"، من أصحاب الأعمال اليومية وكذلك ممن ليس لهم مصدر دخل أساسي، وغيرهم من المحتاجين للمساعدات.

وأكمل: منذ بداية ظهور إصابات بفيروس "كورونا" بغزة، بدأت لجان الزكاة عملها وفق خطة طوارئ معدة مسبقًا تضمن التزام الأعضاء العاملين فيها بجميع إجراءات السلامة والوقاية اللازمة حماية لهم وللمجتمع أيضًا وللحيلولة دون تفشي الفيروس.

اخبار ذات صلة