قائمة الموقع

20 عامًا على اندلاع انتفاضة الأقصى والشرارة لم تنطفئ

2020-09-28T13:29:00+03:00
صورة أرشيفية

يوافق اليوم الذكرى العشرين لانتفاضة الأقصى الفلسطينية التي انطلقت شرارتها، عقب اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون يوم 28 سبتمبر/ أيلول 2000، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة الإسرائيلية، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة.

وتجوّل شارون في ساحات الأقصى، وقال: إن "الحرم القدسي" سيبقى منطقة إسرائيلية، مما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الإسرائيليين، واستشهد سبعة من المصلين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جندياً إسرائيلياً.

ويعد الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" رمزًا للانتفاضة الثانية، فبعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية في 30 سبتمبر/أيلول 2000، مشاهد إعدام للطفل (11 عاما) الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة.

محطات الانتفاضة

ومرّت انتفاضة الأقصى منذ اندلاعها بمحطات سياسية وعسكرية عدّة، أدت لتحقيق بعض الإنجازات والاخفاق في أخرى، رغم بذل الشعب الفلسطيني الكثير من التضحيات وتقديم الشهداء والجرحى.

الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض، قال: إن الاحتلال تعامل بشكل عنيف مع انتفاضة الأقصى منذ اندلاعها واستخدم أسلحته الثقيلة، وذلك بعد اشتراك الجماهير مع بعض "التشكيلات العسكرية".

ورأى عوض خلال حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن انتفاضة الأقصى لم تحقق الانجازات التي كانت عيون الفلسطينيين ترنو إليها، حيث تعاملت معها (اسرائيل) بطريقة قاسية جداً ولم تسمح للفلسطينيين بتحقيق أي نجاح إلى حد كبير.

وأوضح أن الانتفاضة انتهت ببناء جدار الفصل العنصري في الضفة وتراجع القضية الفلسطينية، وضرب مؤسسات السلطة خلال عملية "السور الواقي" التي طالت كل مدن الضفة الغربية المحتلة.

كما أدت الانتفاضة وفق عوض، إلى تغيير عميق في النظام السياسي الفلسطيني وتغير رؤية العرب لحل القضية عن طريق "المبادرة العربية للسلام"، وعدم التزام (اسرائيل) باتفاقية (أوسلو) وفرض قيود مشددة على الفلسطينيين في الحركة والتنقل.

وأضاف أن "الانتفاضة شهدت تضحيات عالية من الفلسطينيين وأثبتوا أنهم شعب مضحي ومبادر، إلا أن انجازات الانتفاضة سياسيا كانت قليلة"، لافتاً إلى أنه تم محاصرة الراحل ياسر عرفات آنذاك وبناء جدار الفصل العنصري، وأصبح التمويل الدولي مشروطاً.

ولفت إلى أن "المجتمع الإسرائيلي" أضحى أكثر تطرفاً، وشددت (اسرائيل) قيودها السياسية والأمنية على الفلسطينيين، مستدركاً "لكن المقاومة الفلسطينية لم تتوقف حتى يومنا هذا، وتأثير الانتفاضة لا زال قائماً والحواجز في الضفة موجودة وذكريات الهجوم على المدن قائمة".

علامة فارقة

واستغلت المقاومة الفلسطينية انتفاضة الأقصى لتحقيق إنجازات نوعية وأبرزها اندحار الاحتلال عن قطاع غزة عام 2005، وتطوير أدواتها القتالية والعسكرية، التي كانت في بدايتها الحجر والمقلاع والعمليات الاستشهادية وصولاً لتصنيع الصواريخ التي يصل مداها قلب المُدن المحتلة.

الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية رامي أبو زبيدة، قال: إن انتفاضة الأقصى شكّلت علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني ومقاومته ونضاله الطويل مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أبو زبيدة خلال حديثه مع "فلسطين"، أن الانتفاضة جاءت بعد فترة طويلة من المفاوضات بين السلطة والاحتلال، ومراوغة الأخيرة بتنفيذ الالتزامات المفروضة عليها، وحالة التخبط العربي وانفتاح علاقاتها مع (اسرائيل).

وبيّن أن محاولة "شارون" تدنيس المسجد الأقصى فجّرت مشاريع الفلسطينيين، وكانت العامل الأساسي لاشتعال الانتفاضة، مشيراً إلى أن العمل المسلح والقوة العسكرية كانت واضحة في التأثير على الاحتلال من خلال العمليات الاستشهادية التي ضربت العمق الاسرائيلي وشلّت الحركة فيه.

وأشار إلى أن العمليات الاستشهادية شلّت الحركة في الجبهة الداخلية للكيان وانتجت اندحار الاحتلال ومستوطناته عن غزة بفضل المقاومة.

واستدرك "لكنّ تكالب بعض الأنظمة العربية وضرب الاحتلال للضفة وعملية السور الواقي وما تبعها من عملية تطوير للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في التنسيق مع الاحتلال أوقف بشكل كبير من عمل المقاومة".

أما في قطاع غزة، ذكر أبو زبيدة، أن العمل العسكري تطور بشكل كبير وحقق انجازات كبيرة، من حيث تطوير صواريخ المقاومة وعمليات الأنفاق.

وأكد أن غزة استطاعت ايجاد بيئة مناسبة للعمل العسكري والتدريب والتطوير وأنتجت مقاومة قادرة على ردع الاحتلال، وظهر ذلك جلياً خلال العدوانات الثلاثة التي شنها الاحتلال على القطاع.

وشدد أبو زبيدة على أن "المقاومة لم ولن تتوقف طالما بقي الاحتلال جاثماً على أرض فلسطين، لكنها تتصاعد أو تنخفض في بعض الأحيان حسب العوامل على الأرض".

اخبار ذات صلة