قضية فلسطين لا تمثل لها مجرد قضية عابرة، بل قضية وطن مسلوب، لشعب "نابض بالحياة متطلع إلى استنشاق عبير الحرية والتحرير"، على غرار كل الشعوب التي وقعت تحت نير الاحتلال وتخلصت منه.
ولما كانت روح التضامن لا تفرقها المسافات أو الحدود الجغرافية؛ كانت روح الوحدة والأخوة حاضرة في قلب الفتاة التونسية أحلام مقديش (22 عامًا)، التي أعلنت أمس الإضراب عن الطعام تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
ويخوض أكثر من 1500 أسير فلسطيني إضرابًا مطلبيًّا لتحسين ظروفهم المعيشية التي أقرتها المواثيق الدولية، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة.
وتقول "مقديش" لصحيفة "فلسطين": "إن قرار خوض الإضراب جاء لدعم القضية الفلسطينية، واحتجاجًا على ممارسات الاحتلال وانتهاكاته غير الأخلاقية بحق الأسرى الفلسطينيين، ولشد أزرهم".
وتشهد المدن التونسية العديد من الفعاليات الشعبية والرسمية التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين، والداعمة لمطالب الشعب الفلسطيني في انتهاء الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال.
ولا تخفي الفتاة التونسية حبها الشديد لفلسطين وشعبها، إذ تقول: "فلسطين تمثل لي جنة الأرض، بشعبها وصمودها ومقاومتها وعزتها وكرامتها".
وتضيف: "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة والمقاومة لنيل الاستقلال"، هي قاعدة استرجعتها "مقديش" من وحي تاريخ شعبها الذي عانى من الاحتلال، موجهة رسالة إلى الأسرى: "مهما اشتد ظلام الليل فلابد أن يعقبه فجر جميل بالفرج القريب".
ووجهت رسالة إلى الشعوب العربية تدعوهم إلى النظر بعين الأخوة إلى ما يحدث في فلسطين المحتلة من انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، فضلًا عن الانتهاكات المتواصلة بتدنيس المقدسات الإسلامية، وخاصة المسجد الأقصى.