قال رئيس حزب "الأمة القومي" بالسودان الصادق المهدي: "مشروع التطبيع الحالي لا دخل له بـ(السلام)، بل يمهد لحرب قادمة مع إيران وخدمة حظوظ انتخابية لترامب ونتنياهو".
شدد في كلمة له خلال ندوة بعنوان، "مخاطر التطبيع مع العدو الصهيوني"، بالعاصمة الخرطوم مساء السبت،على أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ما هو إلا "اسم دلع للاستسلام ولا صلة له بـ(السلام)".
وقال المهدي: "ما سوف نقوم به هو مؤسس على عدة مواقف هي: بيان أن التطبيع هو اسم دلع للاستسلام ولا صلة له بالسلام، فالآن لا تواجه أية دولة عربية الاحتلال مواجهة حربية، والمواجهة الموجودة هي مع قوى شعبية غير حكومية".
وأضاف: "هذه القوى كما قال الأستاذان استيفن والت، وجون ميرشايمر في كتابهما عن تأثير اللوبي الإسرائيلي على السياسة الأمريكية، يمنح المتطرفين أداة تجنيد قوية، ويوسع حوض الإرهابيين المحتملين والمتعاطفين معهم، ويساهم في الراديكالية الإسلامية. وهذا ما يحدث فعلا".
وأوضح المهدي، أن "مشروع التطبيع الحالي لا دخل له بالسلام، بل يمهد لحرب قادمة مع إيران ويخدم الحظوظ الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولرئيس وزراء الاحتلال إسرائيل بنيامين نتنياهو"، مؤكداً أن دولة الاحتلال الإسرائيلي "لأسباب محددة ليست دولة طبيعية بل دولة شاذة".
وتابع: "موقفنا (من التطبيع) تحدده عوامل التضامن العربي، والتضامن الإسلامي، ومبادئ العدالة التي تمنع قيام دولة عنصرية كما كان موقفنا في السودان من جنوب إفريقيا قبل التحرير، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة الذي يحرك ضم الأرض المحتلة بالقوة".
والأربعاء، قال رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، إن مباحثاته مع المسؤولين الأمريكيين في الإمارات، والتي استمرت خلال 3 أيام تناولت عدة قضايا، بينها التسوية العربية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت قوى سياسية في السودان رفضها القاطع للتطبيع مع الاحتلال، في خضم حديث عن تطبيع سوداني محتمل بعد الإمارات والبحرين، اللتين انضمتا إلى الأردن ومصر، المرتبطتين باتفاقيتي سلام مع تل أبيب عامي 1994 و1979 على الترتيب.
ووقع البلدان الخليجيان، في واشنطن يوم 15 سبتمبر/أيلول الجاري، اتفاقيتين لتطبيع علاقاتهما مع الاحتلال، وهو ما قوبل برفض شعبي عربي واسع واتهامات بخيانة القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية.