فلسطين أون لاين

أبو كميل يسعى لتغيير نظرة "الجيل القادم" لذوي الإعاقة

...
محمد أبو كميل (أرشيف)
غزة - فاطمة أبو حية

بتصميم على تغيير النظرة السلبية إلى ذوي الإعاقة يتجول الشاب محمد أبو كميل، بكرسيه المتحرك، في مدارس قطاع غزة الثانوية، ليحدّث الطلاب والطالبات فيها عن ذوي الإعاقة وحياتهم واحتياجاتهم، وليجيب عن تساؤلاتهم، ولكي يضرب عصفورين بحجر؛ فهو يجعل نفسه مثالًا للتحدي والإرادة والوصول إلى الأهداف، رغم المعوقات.

لأنهم المستقبل

أبو كميل (26 عامًا) وُلد بإعاقة أقعدته على كرسي متحرك، لكنه عاش حياته كما ينبغي لها أن تكون، وهو حاصل على بكالوريوس إدارة أعمال ودبلوم عالٍ في إدارة مؤسسات المجتمع المدني، وبدأ عام 2013م بالعمل لأجل تغيير النظرة السلبية السائدة في المجتمع نحو ذوي الإعاقة.

يقول أبو كميل لـ"فلسطين": "لأني على كرسي متحرك منذ الولادة أعرف النظرة السلبية جيدًا، ولذا قررت أن أبذل كل جهدي لتغييرها، وذلك بعقد لقاءات في المدارس الثانوية للذكور والإناث، لأنهم الجيل القادم الذي ستكون له الكلمة في المجتمع، وهدفي من ذلك أن يكون هذا الجيل على دراية تامة بما يكفي من التفاصيل عن ذوي الإعاقة".

يضيف: "جولاتي كلها كانت بشكل فردي، وزرت خلالها ما يزيد على 100 مدرسة، وفق جدول زيارات محدد، وأحيانًا كنت أزور أربع مدارس في الأسبوع الواحد، وأحيانًا تكون اللقاءات في الجامعات"، متابعًا: "وأخيرًا عملت ضمن مبادرة "كلنا واحد" بدعم من الاتحاد العام للمعاقين، التي بدأت مطلع فبراير وانتهت قبل أيام، وانتهاؤها لا يعني توقفي، فقد قطعت على نفسي عهدًا أن أستمر في تأدية الدور الذي اخترته لنفسي".

وخلال السنوات الماضية كانت ردود الأفعال حافزًا قويًّا دفعه إلى الاستمرار، إذ يقول: "الطلبة يرغبون بشدة في التعرف إلى واقع هذه الفئة، وكيفية التعامل معها، حتى إن اللقاء الذي يكون مقررًا له 45 دقيقة قد تزيد مدته على ساعتين بسبب تفاعل الطلبة وأسئلتهم".

ويبين أبو كميل أنه لا يتحدث كثيرًا، وإنما يترك المجال للطلبة ليسألوا عمّا يرغبون بمعرفته عن ذوي الإعاقة، لافتًا إلى أن أكثر أسئلتهم تتمحور حول كيفية مساعدة هذه الفئة وكسر الحاجز في التعامل مع أفرادها.

أما عن الطلبة الذين يعانون من إعاقات فيقول: "قبل دخول الفصل أعرف بوجود الطالب، لذا أوجه إليه رسائل إيجابية مبطنة، ومنهم من يكون كلامي حافزًا له على التغيير، ويستمر بالتواصل معي، ليتمكنوا من العيش بصورة طبيعية دون التقيّد بنظرة المجتمع".

ويرى أن لقاءاته تتميز بأن المتحدث فيها من ذوي الإعاقة، وليس شخصًا يتحدث عنهم كما يحصل في العادة، ما يجعل حديثه أقرب إلى القلوب، لافتًا إلى أنه لمس تغيرًا فيمن تحدث إليهم من طلبة، وخاصة تغيّر فكرة الفتيات عن الزواج من شاب من ذوي الإعاقة.

ويشير أبو كميل إلى هدف آخر يحمله في ثنايا حديثه إلى الطلبة، وهو ضرورة مواصلة الحياة بكل قوة رغم أي صعوبات، ويوصل هذه الفكرة مستدلًّا بحالته، كونه أنهى دراسته ويفعل ما يريد دون التذرع بالإعاقة واتخاذها حجة للتقاعس.