قائمة الموقع

إجراءات وقائية مُشدَّدة تصاحب قرار "الداخلية" فتح محلات تجارية بغزة

2020-09-20T10:07:00+03:00
صورة أرشيفية

يضع محمود سكيك أربع أرائك للحفاظ على التباعد الاجتماعي بين الزبائن الوافدين لمحله التجاري المخصص لبيع الأحذية في المنطقة الشهيرة بـ"البلد"، بشارع عمر المختار شرقي مدينة غزة، المكان التجاري الأهم في مدينة غزة.

ولجأ سكيك إلى ذلك ضمن سلسلة إجراءات وقائية مشددة يلتزم بها حفاظًا على نفسه والعاملين لديه والزبائن كذلك من جائحة فيروس "كورونا" التي وصلت داخل قطاع غزة الشهر الماضي، بعدما حالت الإجراءات الصارمة للجهات الرسمية دون وصوله منذ أن غزا العالم انطلاقًا من جمهورية الصين قبل أشهر.

وقال سكيك لـ"فلسطين" إنه يلتزم الإجراءات الوقائية وتشمل التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة، واستخدام المعقمات.

وكانت وزارة الداخلية بغزة سمحت لأصحاب المحال التجارية باستئناف عملهم في شارع "عمر المختار" الذي يربط بين ميدان فلسطين "الساحة" وحي الشجاعية، وفتحوا أبواب محالهم أمام المواطنين للتسوق بشكل جزئي، صباح أمس.

واتخذت "الداخلية" قرارها بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد الوطني، مع ضمان فتح محال الملابس أيام السبت والاثنين والأربعاء، في حين تُفتح محال الأحذية والذهب أيام الأحد والثلاثاء والخميس، وذلك من الساعة 10 صباحًا حتى 6 مساءً.

وشدّدت الوزارة على ضرورة الالتزام بالإغلاق التام بخلاف الفترة الزمنية المخصصة للمحال التجارية.

لكن سكيك بدا مستاءً من فتح محله التجاري ثلاثة أيام فقط، خاصة أن محلات الأحذية في شارع عمر المختار، لا يتجاوز عددها 10 محلات تجارية، في حين أن محلات الملابس يقدر عددها بالمئات، وهي ستفتح في يوم واحد، كما قال.

ورأى أن ذلك سيحول دون وصول الزبائن إلى محلات الأحذية، إذ يأتون إلى السوق لشراء احتياجاتهم كاملة بسبب ظروف الجائحة، وفي اليوم الذي يشترون ملابس لن يجدوا محلات الأحذية تفتح أبوابها.

وعاد أحمد الغرابلي الذي يدير محلاً لبيع الملابس النسائية في شارع عمر المختار، لفتح محله مع التزام مشدد بإجراءات السلامة والوقاية من فيروس "كورونا"، بعد قرابة 25 يومًا من الإغلاق المتواصل منذ لجوء السلطات الرسمية إلى إغلاق مناحي الحياة وحظر التجوال ضمن سلسلة إجراءات صارمة لمواجهة الفيروس؛ أشادت بها جهات دولية كمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

وقال الغرابلي لـ"فلسطين"، إنه يحرص على ارتداء الكمامة واستخدام المعقمات لجميع الوافدين للمحل، مشيرًا إلى أن الجائحة تسببت بضعف كبير في الحركة الشرائية.

ورغم ذلك يصر على أهمية تعليمات وقرارات وزارة الداخلية للوقاية من الفيروس، التي شملت جملة من الضوابط والشروط الصحية يجب اتباعها خلال فترة السماح بفتح المحال.

وأكدت "الداخلية" أن الجهات المختصة في وزارتي "الداخلية" و"الاقتصاد" ستراقب مدى الالتزام بتلك الضوابط والإجراءات، حيث سيتم إغلاق المحال المخالفة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق أصحابها، وهذا ما يخشاه خالد دويمة، الذي يدير محليْن تجارييْن لبيع الملابس النسائية كذلك.

وذكر دويمة لـ"فلسطين، أن الجائحة سببت خسائر كبيرة للتجار، "ولدي محلان تجاريان تكلفة البضائع في كل واحد منهما تصل لـ100 ألف دولار"، مشيرًا إلى لجوئه إلى تخفيض كبير في أسعار الملابس لجلب الزبائن للشراء بسبب تراجع الحركة الشرائية من جراء جائحة "كورونا" وبعد تردي الظروف الاقتصادية في قطاع غزة البالغ تعداد سكانه مليوني نسمة.

وتنشتر قوات الشرطة والمباحث العامة في مناطق متفرقة من غزة لمتابعة التزام أصحاب المحلات التجارية الضوابط المفروضة، والتقسيم الزمني الذي تم إقراره، من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين، وللحد من انتشار الفيروس.

وفي مناطق أخرى من مدينة غزة، لم تقر بعد وزارة الداخلية فتحها بسبب انتشار الفيروس فيها، ولحماية المواطنين من احتمالية الإصابة به، كحي الشيخ رضوان الذي يضم مناطق تجارية تلبي جميع احتياجات المواطنين، من مواد غذائية وملابس وغيرها.

وبلغ عدد المصابين بالفيروس في الحي المكتظ سكانيًا 221 إصابة حتى يوم أمس، وما زال الرقم في ازدياد يومي.

ورصدت "فلسطين" كيف لجأت الجهات الرسمية إلى وضع كتل اسمنتية وكثبان رملية عند الشوارع والمفترقات المؤدية إلى سوق الشيخ رضوان في الحي، تزامنًا مع دوريات لجهاز الشرطة تتنقل بين شوارع الحي لضمان التزام أصحاب المحال بإجراءات السلامة والوقاية.

أما بالنسبة للمخالفين في الحي، لجأت الشرطة إلى احتجاز عدد منهم لساعات في محاولة لإجبارهم على الالتزام بالقرارات الصادرة عنها حفاظًا على المجتمع من خطورة الفيروس.

وفي السياق، شرعت المولات التجارية في المناطق الخاضعة لتخفيف إجراءات حظر التجوال بمحافظات قطاع غزة، صباح أمس، باستقبال المواطنين للتسوق، وفق ضوابط الوقاية والسلامة المتفق عليها بين وزارة الداخلية وأصحاب تلك المولات، وفق إعلان مدير عام العمليات المركزية، ورئيس خلية الأزمة في وزارة الداخلية العميد فايق المبحوح.

وذكر العميد المبحوح أن المولات التي أعيد فتحها هي الواقعة ضمن النطاق الجغرافي للمناطق التي تشهد تخفيفًا لإجراءات حظر التجوال، مُشدداً على استمرار إغلاق المولات الواقعة في المناطق التي تشهد تشديداً للإجراءات، على أن يبدأ عمل المولات من الساعة 7:00 صباحًا حتى 7:30 مساء، وفق بروتوكول "إعادة فتح المولات"، الذي يتضمن معايير السلامة وسياسات مكافحة العدوى لمنع تفشي المرض.

اخبار ذات صلة