فلسطين أون لاين

وسط الشهر والقمر بدرًا

صيام "الأيام البيض" من كل شهر.. نافلةٌ ثوابها عظيم

...
غزة - مريم الشوبكي

لصيام النوافل أجر وثواب عظيم عند الله تعالى، وأعظم درجات الصيام صيام النبي داود عليه السلام الذي كان يصوم يومًا ويفطر آخر، ويليها صيام الثلاثة أيام البيض، وأطلق عليهن ذاك الوصف لبياض القمر في لياليهن، ويستحب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، والمفضل أن تكون هي الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.

الثلاثة أيام البيض

وبين الأستاذ المساعد في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية د. محمد المظلوم, أن صيام النافلة ابتغاء مرضاة الله له أجر وثواب عظيم، وأعظم وأعلى درجات الصيام صيام النبي داود الذي كان يصوم يوما ويفطر يوما، ويليها صيام الثلاثة أيام البيض من كل شهر، ويليها صيام يومي الإثنين والخميس.

ويتضح فضل الصيام في الحديث الشريف، عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن في الجنة بابًا يقال له‏:‏ الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال‏:‏ أين الصائمون‏؟‏ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد‏"‏ ‏‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏.

وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: مَن صَام يومًا في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خَنْدَقًا كما بين السماء والأرض. رواه الترمذي، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وإسناده حسن، وحسّنه الألباني.

وأوضح المظلوم لـ"فلسطين" أن السنة النبوية جاءت تؤكد فضل صيام الثلاثة أيام البيض ويومي الإثنين والخميس من كل عام، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ وَلَأَصُومَنَّ النَّهَارَ مَا عِشْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ قَدْ قُلْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَنَمْ وَقُمْ وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ، قَالَ قُلْتُ فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا وَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ قَالَ قُلْتُ فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَلَأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ الثَّلاثَةَ الأَيَّامَ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي).

وأشار إلى أن الدرجة التي تلي صيام سيدنا داود، هي صيام يومي الإثنين والخميس كما كان يفعل النبي صل الله عليه وسلم لأنه كان يحب أن ترفع أعماله وهو صائم، لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ يَوْمَ الِإثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ..).

عشرة أمثالها

وذكر د.المظلوم أن الأيام البيض سميت بهذا الاسم لأنها تكون في وسط الشهر ويكون القمر بدرًا مكتملًا ونوره مشعًا في ظلام الليل، وهذه الأيام كما حدد العلماء هي 13 و14 و15 من كل شهر هجري وهي أرجح الأقوال، وبعضهم حددها أيام 12 و13 و14.

وأشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أجازَ صيام أي ثلاثة أيام من كل شهر، لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها وقد سُئلت: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر؟ قالت: نعم. قيل: من أيِّه كان يصوم؟ قالت: كان لا يُبالي مِن أيِّه صام. رواه أبو داود والترمذي والنسائي.

ويتضح ذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على وتر.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما, قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام؛ فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإن ذلك صيام الدهر كله". رواه البخاري (1874) ومسلم (1159).