قائمة الموقع

للتوعية بكورونا.. عبد الرحمن المقيد يجمع الطب بصناعة المحتوى

2020-09-19T11:53:00+03:00

طالب طب، لكن اهتماماته تتشعب إلى علوم ومجالات متعددة كالفيزياء والفضاء والاجتماع، إلى جانب عالم صناعة المحتوى من ألفه إلى يائه، وهذه المرة قرر مع أزمة جائحة كورونا التي ظهرت داخل المجتمع في قطاع غزة استثمار مدة الحجر لعرض مقاطع فيديو للتوعية بالفيروس.

عبد الرحمن المقيد (23 عامًا)، الذي يقطن في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، يدرس في المستوى السادس بكلية الطب، وكان سبب اندفاعه نحو كل تلك الاهتمامات يقينه أنها ستعود بالنفع على الصعيد المعلوماتي له.

كانت بداية ذلك الشغف والاهتمام في مرحلة الثانوية العامة، ومع بداية الجامعة التي تعد انفتاحًا كبيرًا على العالم مقارنة بالمدرسة، ومن حينها يحاول أن يكتشف شيئًا تميل إليه نفسه، ويتلاءم مع ميوله واهتماماته.

قد يعتقد بعضٌ أن تلك الاهتمامات هي التي دفعت المقيد للالتحاق بكلية الطب، ولكن لا علاقة لها، فالتحاقه كان مبنيًّا على قاعدة المعدل العالي = كلية الطب، يضيف: "ما زلت مقتنعًا أن الشخص في الثانوية لا يكون يمتلك المعلومات والنضج العقلي الكافيين ليختار تخصصه، فيسير وفق ميول أهله ومن حوله".

تلك الاهتمامات المتعددة كان لها أثر بالغ في بناء شخصيته، ما ولد لديه هدفًا ورغبة لإنشاء قناة على موقع يوتيوب: "فقد كنت مدمنًا قضاء أوقات طويلة على ذلك الموقع، ومع اقتراب امتحانات التوجيهي قررت تركه لأهتم بدراستي، وعدت إليه بعد انتهائها لأقضي أغلب وقتي عليه في المجالات العلمية، الأمر الذي قوى لغتي الإنجليزية".

فتلك المجالات التي جذبته كشفت له عالمًا آخر من الروعة والجمال والإثارة والإلهام، وهو ما يفتقده المحتوى العربي، وحينها قرر إنشاء قناة خاصة ليتمكن من النهوض بالمحتوى العربي ليستفيد ويُفيد.

ولكن دراسة الطب وما تحتاج له من وقت وجهد أخرته عن تحقيق مراده خمسة أعوام، إلى جانب عدم توافر الأدوات كـ(الكاميرا، والمايك، وجهاز اللاب توب)، يتابع حديثه إلى صحيفة "فلسطين": "في تلك المدة شعرت بالإحباط، وكأني غارق في التخصص، وما أحلم به لا أستطيع عمله".

بمساعدة أخيه تمكن قبل شهور قليلة من إطلاق قناة "تخيل" على (يوتيوب) لإضافة محتوى عربي علمي راقٍ ومفيد، وتستهدف القناة كل إنسان وتدعوه للتأمل والتفكر، أما طبيعة المحتوى الذي تقدمه فيدور حول الكلمتين "تأمل وتفكر"، ويغلب عليها الطابع العلمي التثقيفي المعلوماتي، ولكن توجهها الأكبر هو الإلهام، فكل فيديو يناقش أمرًا جديدًا في العلوم والطب والفضاء وغيرها.

ويتابع المقيد: "المشاهد بعد الانتهاء من حضور الفيديو يتعرف إلى أشياء مهولة من التي تحصل كل يوم حوله، ويتوصل إليها العلماء".

ويعتمد في الحصول على معلوماته من مصادر موثوق فيها على شبكة الإنترنت، التي هي بين أيدي الجميع، وفي الوقت ذاته أوسع مساحة للمعلومات المغلوط فيها والإشاعات، إضافة إلى المنهج الطبي الذي تعلمه في الجامعة إذ يفتح أمامه آفاقًا لا بأس بها عن جسم الإنسان والإبداع الكامن فيه.

وحصوله على المعلومات العلمية البحتة لا يغنيه عن الدراسة والتلخيص والتبسيط ليصل في النهاية إلى معلومة تصل إلى ذهن المشاهد بصورة سهلة، فكل ذلك يحتاج منه إلى وقت طويل، فلا يتمكن في الشهر الواحد إلا من تسجيل حلقتين: "لا يهمني عدد الحلقات بقدر اهتمامي بجودة المحتوى وقابليته للهضم".

والإجازة الإجبارية بسبب جائحة كورونا استثمرها لمصلحة التوعية بالفيروس: "هذه الأزمة من أغرب الأمور التي مرت علينا منذ سنوات، فظهرت الأزمة بعد إطلاق القناة بشهرين، ورغم كل الحزن والأضرار التي سببتها للعالم أعطتني فرصة لـ"تخيل"، خاصة أني كنت أرى الطب عائقًا أمام نجاحها".

وفي تلك المدة القصيرة لإطلاق القناة وصل عدد المتابعين إلى 23 ألف متابع من داخل فلسطين وخارجها، تطرق فيها إلى الحديث عن الأزمة القائمة فيروس كورونا، خاصة أنه يعد نفسه ناشرًا للعلم والمعرفة وطبيبًا: "فأعتقد أنه من الواجب أن تستخدم منصتك لتفيد مجتمعك، خصوصًا مع انتشار الكثير من التساؤلات والإشاعات والكلام غير العلمي".

يطمح المقيد أن يصل إلى أكبر عدد من العقول العربية، ويكون له تأثير فعلي على أرض الواقع، ليس مجرد مشاهدات وإعجابات.

اخبار ذات صلة