فلسطين أون لاين

حصل على معدل 98.4%

الطالب حرز يطمح إلى تأسيس شركة برمجة تنافس عالمياً

...
غزة- يحيى اليعقوبي

عقبات كثيرة يواجهها الإنسان في حياته، ولكنه إن وضع هدفا واضحا فقد يصل إليه، أحيانا قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لكن مواجهة الظروف هنا واجبة لتحقيق الحلم، فهذه نظرة الطالب المتفوق حسام حرز الذي حصل على معدل 98.4% ويطمح بأن يحقق حلمه الذي خطّه منذ صغره في مجال البرمجة بتأسيس شركة يقول: إنه سيجعلها تنافسا عالميا وترفع اسم فلسطين ليتوج ما زرعه منذ صغره.

يسحبه شريط الذكريات خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى صغره عندما كان يذهب إلى مراكز الحاسوب ليحصل على دورات في هذا المجال، فعن ذلك يقول: "مجال البرمجة أوصلني للتفوق، فقد نمى قدراتي الذهنية والعقلية خاصة في مادة الرياضيات التي حصلت فيها على علامة كاملة في التوجيهي (200 درجة)".

ولاختيار تخصصه الجامعي أسباب متعددة لم يغفل حسام في الكشف عن سبب تخصصه في هندسة الحاسوب، بعد أن أصبح لديه خبرة في هذا المجال، يكمل: "أول ما بدأت في صغري في مركز القطان للطفل فكان مكان تأسيسي في مجال البرمجة، أخذت برنامجا بسيطا يسمى اسكراتش يختص في الألعاب " التودي " هو لا يقدم متطلبات العصر الحالي، لكنه ساهم في تطوير قدراتي حتى أصبحت حاليا أستطيع برمجة مواقع كاملة.

ويطمح الطالب حرز باستكمال حلمه في مجال برمجة الأندرويد وفتح شركة خاصة به، فالإبداع في مجال الهندسة كبير مفتوح وفق قوله.

حلم

وهكذا يبدأ حرز بشق طريقه نحو حلمه لتأسيس شركة في مجال البرمجة، الثقة بالنفس لا تبتعد عن كلام حسام .. " أطمح أن ترفع شركة البرمجة مستوى فلسطين وتنافس شركات عالمية كفيسبوك وتويتر، لدي طموح كبير والأمر ليس مستحيلا، ولن أجعلها فقط تقتصر على البرمجة بل سأعمل بأن تتوسع الشركة بمجالات أخرى".
"خبرتي الحالية تقتصر على البرمجة، لذلك سأتخصص هندسة محاسبة لأجمع بين التأسيس والانطلاق ولن تكون دراستي إلا للتميز إن شاء الله، وإكمال دراستي العليا، القدرات الحالية كافية لتأسيس الشركة ولكن أريد الثقة التي توفرها الجامعة"، ما زال يتحدث عن طموحه.

ولماذا لم تختر الطب؟، إجابة لخصت حبه للهندسة: "أحببت هندسة الحاسوب منذ صغري، استبعدت الطب رغم رغبة عائلتي له، لأنه لا يلبي رغباتي، وأرى نفسي مهندسا، فالإبداع في الهندسة أقوى من الطب، لأن الاكتشافات في الطب هنا تحتاج إلى أجهزة معقدة"، وزاد: "الإبداع في مجال الهندسة والتقنية واسع، وأهل غزة يبدعون فيه".

وقبل ليلة إعلان النتائج، كان توتر الأعصاب يسيطر على حسام، ومع حلول الساعة العاشرة مساءً كان قلبه يرتعش ليس من شدة البرد وإنما من هاجس التفكير الذي بدأ يوسوس له أنه ربما قد نسي الإجابة عن سؤال من 30 درجة مما قد يجعل معدله أقل من 95%، مردفا: " حصلت على 98.4% وكنت أسعى أن أكون من العشرة الأوائل على القطاع، ولكننا استقبلنا النتيجة بدموع الفرحة التي أذهبت تعب السنوات الماضية، وأسعدت أسرتي وكذلك مدرستي سليمان سلطان بمدينة غزة وحتى منطقة سكني".

حصد النتائج

"لم أشد همتي من بداية العام بل كنت أعطي لنفسي الراحة الكافية للنوم، ومع بداية شهر فبراير بدأت بالدراسة لمدة خمس ساعات يوميا، فكنت أسهر أوقاتا معينة حتى الساعة الثانية فجرا، وبعدها أخلد للنوم، أما في شهر العطلة (مايو) كانت فترة مراجعة بعد أن ختمت المنهج ولكن لم أحرم نفسي من النوم وكنت أدرس بعد الفجر".

الفقرة السابقة كانت جوابه عن سؤال حول جدوله الدراسي، واستطاع حسام التغلب على عقبات التوجيهي بعدة طرق، يذكرها قائلا: " في أول شهر كنت أتوقع أن الامتحانات ربما تكون خارجة عن إطار الكتاب، ولكن بعد شهرين ومن خلال الاطلاع على النماذج السابقة، تفاءلت مما أعطاني نتائج إيجابية، كنت أهرب من الضجيج إلى الهدوء، أنظم وقتي لا أسهر كثيرا لأن السهر يؤدي إلى ضغط نفسي وتوتر، فهؤلاء أيام الامتحانات يحصلون على معدل أقل من المتوقع".

لم ينسَ الحديث عن أكثر شخص وقف إلى جانبه.. "كنت أعتمد على أمي في إيقاظي أكثر من هاتفي، كانت هي منبهي"، ثم يضيف: " لم تكن تراني إلا والكتاب بين يدي، ولطالما أشفقت على حالي، لدرجة أنني أصبحت أتظاهر بالنوم خلال دراستي حتى لا أسبب لها القلق والتوتر، وقد وعدتها بأن أرفع رأسها، وتفاءلت بدعاء أمي أكثر من التفاؤل بإجاباتي عن الامتحانات".

وأكثر المواد التي أتعبت حرز في المذاكرة كانت مادة اللغة العربية، ويختم حديثه عنها: " اللغة العربية بحر واسع وهي عبارة عن فروع متعددة من نصوص ونحو وأفكار ثابتة، وهي المادة الوحيدة التي نمت ساعة واحدة يوم امتحانها".