انتابت العشرينية ولاء الإفرنجي سعادة غامرة وهي تمسك بيدها قلمًا داكن اللون، لتخطَّ بتأنٍّ بيت شعر: "أعيدوا إليّ يدي أعيدوا إليّ الهوية "للراحل محمود درويش على صدفة متوسطة الحجم، إذ انشغلت بتجهيزها لتسليمها بالموعد المحدد مسبقًا لأحد زبائن شركة "Surprise".
وتعمل الإفرنجي منذ قرابة العام ضمن طاقم موظفي شركة "سربرايز" المتخصصة بتجهيز مشغولات يدوية تجمع بين لمسات فنية متعددة، كالرسم على الزجاج، وصناعة الإكسسوارات من حبيبات الخرز، وتصميم القلائد والأساور، إضافة إلى أعمال المطرزات التراثية، والرسم على آنية فخارية ونحاسية.
ولم تلتحق هذه الشابة بمعهدٍ فني من قبل، ولكنها اعتمدت على ذاتها لتطوير مهاراتها التي ظهرت منذ نعومة أظفارها، وعندما لاحت أمامها فرصة المشاركة بمشروعٍ شبابي منسجم مع رغباتها حرصت على الانضمام دون تردد.
وعن عملها في شركة "سربرايز" قالت خريجة قسم اللغة الإنجليزية لمراسل "فلسطين": "أختص بالرسم على أحجار الفخار أو الرخام أو الصلصال، إلى جانب الكتابة الملونة على الخشب وفق طلبات الزبائن، التي غالبًا ما تتعلق بمحتوى أدبي أو وطني".
وتتكون الشركة الناشئة من 12 شابًّا وشابة تتداخل تخصصاتهم الجامعية ما بين الهندسة والتربية والصيدلة والآداب، لكن حب الفن التقليدي والحديث جمعهم في بوتقة إبداعية واحدة داخل مدينة غزة.
منتجات يدوية
الشاب محمد النخالة مدير الشركة ذكر أن "سربرايز" عبارة عن مشروع شبابي أسس قبل نحو عام من الآن، ويهتم بتجهيز المناسبات الصغيرة للأفراد، وتجهيز هدايا خاصة حسب الطلب، وتوصيلها إلى الأشخاص المعنيين .
وأضاف النخالة في حديثه لصحيفة "فلسطين": "نَسعى إلى التغلب على الظروفِ السائدة في القطاع المُحاصر، وأن نصنع لأنفسنا رقمًا بعيدًا عن صفوفِ البطالة، بتقديم منتجاتٍ يدوية تُعطي حيوية وجمالًا للجمادات، وفي الوقت نفسه تنال قبول مختلف الفئات".
وعن سؤالنا عن سبب اختيار "سربرايز" اسمًا للشركة أجاب الشاب محمد: "الاسم مُرتبط بالفكرة الأساسية للشركة، التي كانت قائمة على تجهيز مفاجآت، كتوصيل الهدايا مع تصوير حالة المستقبل عند تسلم الهدية ثم إرسال (الفيديو) منتَجًا خاصًّا للمرسل".
وواجهت مسيرة الشركة منذ انطلاقتها معوقاتٍ متعددة، بعضها مُرتبط بقضايا لوجستية كتوافر المكان والاعتماد على الذات في توفير التكاليف التأسيسية الأولى، وأخرى تتعلق بنقص المواد الخام في أسواق غزة، وارتفاع أسعارها في حال توافرها.
ويطمح فريق الشركة المتكون من اثني عشر شابًّا، وسبقَ أن شارك في 20 معرضًا وفعالية محلية، ونظم بمفرده سبعة أنشطة فنية؛ إلى تسويق منتجاته خارج القطاع الساحلي المحاصر إسرائيليًّا، بعد أن تمكن أخيرًا من افتتاح فرع في مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، وآخر بالأردن.