قائمة الموقع

​في "زيارات"الأسرى .. الشوق لا يطفئه "العازل الزجاجي"

2017-04-22T05:23:56+03:00

هاتفان وعازل زجاجي واحد يفصل بين الأسير وأهله، ومدة لا تزيد عن خمس وأربعين دقيقة، هي طبيعة لقاء وزيارة يُحرم فيها الأسير من احتضان أفراد عائلته، ويكون الأهل خلالها مجبرين على قطع مسافة من الصباح حتى المساء لأجل دقائق لا تطفئ أشواقهم تجاه أبنائهم الأسرى.

لهفة، وشوق، وترقب، وانتظار، هي مشاعر مصاحبة لأهالي الأسرى في سجون الاحتلال طوال فترة مكوث في الأسر وراء القضبان، لكن تلك المشاعر لا تذيب لهيبها زيارتهم الشهرية الوحيدة لأبنائهم، فهناك عازل زجاجي يعيق التواصل بينهم كنوع من "أنواع القهر".

أم الأسير رائد الحاج أحمد، واحدة من أمهات الأسرى اللواتي منعهن الاحتلال من زيارة أبنائهن منذ عام، ففي خيمة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال والتي تنظمها لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية جاءت الحاج أحمد تحمل ما تبقى معها من ذكريات جميلة مع نجلها، وفي عينيها أمل بأن يتم الإفراج عنه وأن تعيد ضمه بين ذراعيها لأول مرة سنوات.

تراقب أم الأسير رائد عداد الزمن الذي يأكل من عمر نجلها بشكل متسارع، وكأنها تريده أن يتوقف ويعود إلى الوراء، إلى لحظة اعتقال الاحتلال لابنها حينما كان يبلغ (21 عاما) أثناء مروره عبر معبر بيت حانون في الاول من أكتوبر 2004.

"إجراءات ظالمة"

حكم الاحتلال على رائد بالسجن لمدة 20 عاما، أمضى منها 12 عاما، وتنقل بين سجون الاحتلال في بئر السبع، والمجدل، قبل أن يحول الى سجن نفحة الصحراوي.

ولا تخفي الحاج أحمد في حديثها مع صحيفة "فلسطين" أنها حينما كانت تزور ابنها مرة واحدة كل شهر أو شهرين، يتولد في قلبها مشاعر الشوق بعد انتهاء الزيارة مباشرة، وتستمر في انتظار الزيارة الثانية بفارغ الصبر وعلى أحر من الجمر.

"الزيارة أهم من الأكل والشرب بالنسبة لنا .. ننتظر بلهفة كبيرة قدوم موعد الزيارة"، قالت الحاج أحمد، ثم تتابع: "لو جعلونا نزور أبناءنا كل يوم لن نرفض رغم المعاناة والألم ومشقة الذهاب والإياب والتعب".

بعينين مملوءتين بالأمل ووجه يعكس تفاصيل الألم، تكمل والدة الأسير قائلة: "العازل الزجاجي داخل السجن لا يلبي حنان الأم"، وتزيد: "أريد احتضان ابني وتقبيله وأن أحصل على حصتي من الشوق لرؤيته بطريقة كاملة وجهًا لوجه وليس بأن أقطع مسافة كبيرة ومن ثم أذهب لأجلس على هاتف داخل السجون وأكلمه من وراء العازل".

"ماذا أقول؟ هذا قهر".. تصف الحاج أحمد إجراءات الاحتلال تلك، مستذكرة أن الاحتلال قبل أربعة أعوام سمح لها بأخذ صورة تذكارية وحيدة لها مع نجلها، بعد أن قدم طلبا لسلطات الاحتلال بأنه يريد أخذ صورة تذكارية مع والدته.

ما زالت الحاج أحمد تصف العازل الزجاجي البغيض الذي يفصلها عن نجلها وتقول: "يشعرني ذلك بالقهر والحرمان والألم؛ بمجرد انتهاء الزيارة أستمر بالبكاء، لكن "ريحة البر ولا عدمه"، وما يصبرنا بأن نرى أبناءنا من الزجاج أفضل من عدم رؤيتهم مطلقا وتسليما بالأمر الواقع.

بابتسامة سرقت الألم من نبرة صوتها، تستذكر هدية أرسلها لها نجلها بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر العام الماضي، وقالت: "كانت الهدية سوار خرز صنعه لي ولأخواته. كان بالنسبة لي هذا السوار أفضل من الذهب".

أمعاء خاوية

من جانبه، أكد ممثل لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية نشأت الوحيدي، على ضرورة المشاركة الواسعة بالخيمة التضامنية التي تنظمها لجنة الأسرى للقوى الوطنية في ساحة السرايا بمدينة غزة، لدعم وإسناد الأسرى.

وقال الوحيدي لصحيفة "فلسطين": "إن الأسرى لن يكونوا وحدهم بمعركة الحرية والكرامة وأن شعبهم سيقف معهم، لانتزاع الحق الإنساني والطبيعي والقانوني في الحرية والحياة والعودة لذويهم أحياءً ومحررين".

و أكد أن قضية الأسرى تعد العنوان الأبرز في الصراع مع الاحتلال، وأنها محل اجماع وطني فلسطيني، داعيا العالمين العربي والإسلامي للوقوف وقفة جادة ومسؤولة والعمل على توفير الحماية اللازمة للأسرى.

اخبار ذات صلة