فلسطين أون لاين

شابتان واجهتا الصمم بأعمال تتحدث عن كيانهن

...
رفح - ربيع أبو نقيرة

فتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعانين من الصمم، ولكنهن عزمن أمرهن على مواجهة كافة المعيقات التي واجهتهن في الحياة، من أجل تحقيق ذواتهن والاندماج في المجتمع والاعتماد على أنفسهن.. "فلسطين" التقت بفتاتين من فئة الصم، يحدث ما صنعته أيديهن عن كيانهن وشخصياتهن، فهما لم تستسلما للإعاقة، بل خاضتا غمار التجارب والتدريبات التي أهلتهن لصناعة مستقبلهن.

مشروع خاص

أنوار زعرب (38 عامًا) تعاني من فقدان السمع والنطق، أوضحت أن مشكلتها لم تولد معها، قائلة: "عند سن ثلاث سنوات أصبت بحمى شوكية، تعافيت منها، ولكن نتج عنها ضعف السمع والنطق تدريجيا".

وأشارت -من خلال مترجمتها بلغة الإشارة- إلى أنها تواجه صعوبات كبيرة في التواصل مع الآخرين، وتحتاج إلى مترجم حتى تعبر عن نفسها، قائلة: "أحمد الله أن بقى لي نسبة متدنية من السمع، أستفيد منها كثيرا، خاصة في الطرقات لتجنب السيارات".

ولفتت إلى أنها تستطيع التواصل مع الناس، وعند التنقل أو الشراء من المحلات التجارية، لكنها تواجه مشكلة في التواصل في المشافي والبنوك والعيادات، وتصحب معها شقيقتها في بعض الأحيان إلى تلك الأماكن لتساعدها في التواصل.

وعبرت زعرب عن شعورها بالسعادة والارتياح خاصة أنها وجدت كيانها وأثبتت شخصيتها، من خلال صناعة الأطعمة وإنشاء مشروع خاص بها، بعد جهود كبيرة في التعلم وتلقي التدريبات الخاصة بذلك.

وسردت معاناتها عندما التحقت بمدرسة عادية لم تتمكن من مجاراة الطلبة فيها، وفي ذات الوقت لم تستطع الالتحاق بمدرسة خاصة لعدم توفر مدارس خاصة، مشيرة إلى أنها التحقت بمركز لتعلم الإشارات للصم الكبار من خلال التعليم المهني، مثل الخياطة وتصفيف الشعر والتطريز والحاسوب.

وقالت زعرب: "التحقت بدورات تدريبية في جمعية الأمل لتأهيل المعاقين برفح، خاصة بصناعة الطعام، وباستطاعتي الآن إدارة مشروع خاص بي، أعتمد على نفسي من خلاله، بعد الانتهاء من العمل بنظام (عقد بطالة) في مركز الأمل لتعليم الكبار ومشروع المطبخ الإنتاجي"، معبرة عن طموحها بإدارة مشروع خاص بها تضع فيه خبراتها وتوفر احتياجاتها من خلاله.

تحف خشبية

بدورها، أوضحت كفاح صيام (21 عامًا)، وهي من فئة الصم أيضًا، أنها في بداية الأمر واجهت مشكلة في التواصل مع المجتمع من خلال إشارات الصم المعروفة، ولم يكن ذلك ممكنا إلا بوجود مترجم، لكن مشاركتها في عدة مشاريع تنموية وتدريبية عزز قدرتها على التواصل مع من حولها.

وقالت في حديثها لـ"فلسطين": "الأمر أصبح سهلا الآن، وبإمكاني الاعتماد على نفسي، والتواصل مع المجتمع"، موضحة أنها خضعت لتدريب مكثف في مجال تصفيف الشعر وأعمال المطبخ والطبخ.
ولفتت صيام إلى أن ذلك يساعدها في بناء مشروعها الخاص من خلال صناعة الأطعمة وبيعها، وخصوصا المعجنات، أو العمل في محل تصفيف الشعر والتجميل.

وعبرت عن سعادتها بتحقيق ذاتها، وأنها بذلت جهدا لتطوير نفسها والارتقاء بذاتها، قائلة: "آمل الاستمرار بعد مشروع المطبخ الإنتاجي في جمعية الأمل، من أجل الاعتماد على نفسي".

ورغم إعاقة الفتاة صيام السمعية والنطقية، فإنها تتقن موهبة الأرابسك وصناعة التحف الخشبية.

وأشارت إلى أن عملها في المطبخ الإنتاجي هو مقدمة وقاعدة صلبة لجمع المال من أجل شراء المواد اللازمة لصناعة التحف والأرابسك، معبرة عن أملها بالمشاركة في معارض فنية تعرض فيها إبداعاتها وموهبتها".