قائمة الموقع

"نشاطك من بيتك يصلنا".. مبادرة تستنهض مواهب الطلبة الأطفال

2020-09-15T11:40:00+03:00

حتى لا يضيع وقت طفلك في الحجر هدرًا، وحتى تضرب عصفورين بحجر تعلُّمًا وتفريغًا في آن واحد، لا شك طفلك ملول جدًّا، لذا عليك أن تبتكر معه وسيلة يتعلم منها ويرفه بها عن نفسه وعن غيره، ما عليك إلا أن تقف مع نفسك برهة لتنبش في داخل طفلك وتخرج الكنوز المكنونة.

تتيح مشرفة الأنشطة الثقافية في مديرية التربية والتعليم غرب غزة د. إسلام الرملي هذه الفرصة عبر مبادرتها "نشاطك من بيتك يصلنا"، وهي دعوة مجانية، لتكتشف مع طفلك مواهبه إما في الرسم، أو في الإنشاد، أو في إلقاء الشعر، أو تأليف القصة، أو أي مجال يحب أن يظهره لك وللناس.

بدأ الحجر المنزلي تزامنًا مع إعلان منع التجوال بسبب ظهور فيروس "كورونا" المستجد داخل المجتمع الغزي في آب (أغسطس) الماضي، ومعه تعطلت المدارس، ففي هذا الوقت من العام تطلق وزارة التربية والتعليم مسابقات ثقافية، ولكن أزمة "كورونا" حالت دون عقدها.

ولكن الرملي لم تترك مجالًا لهذه الفرصة لتضيع على الطلبة، لذا نقلتها إلى العالم الافتراضي عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة للوزارة.

أطلقت الرملي مبادرتها الإلكترونية على صفحة "فيس بوك" قسم الأنشطة التربوية الخاص بغرب غزة، وكذلك على "واتس أب"، بعد أن حازت فكرتها إعجاب مدير التربية والتعليم في غرب غزة د. عبد القادر أبو علي؛ كما توضح.

تقول الرملي لصحيفة "فلسطين": "أطلقت على الفكرة مبادرة وليست مسابقة، فالمسابقة تحتاج إلى لجنة تحكيم، وهذا ما يتعذر وجوده في الوقت الحالي، فغرض المبادرة خلق جو تنافسي فيه تفريغ وتعلم، إذ أقوم بمتابعة وتقييم المشاركات بجهد شخصي".

وشروط المبادرة هي تسجيل كل طالب أقل من 12 عامًا فيديو لنشاط يقوم به لا تتجاوز مدته خمس دقائق، وبدأت باستقبال المشاركات في الرابع من سبتمبر وتستمر حتى اليوم، وستوزع خمس جوائز على الفائزين.

ولكن زخم المشاركات دفع الرملي إلى رفع عدد الجوائز، تذكر أن عدد المشاركات تخطى 800 فيديو، وتنشر جميعها عبر "فيس بوك"، متوقعة ازدياد العدد حتى يوم إعلان النتائج في 16 من سبتمبر الجاري.

وتؤكد أن من أهداف المبادرة تحويل الجو من أزمة إلى فرصة لاستثمار طاقات ومواهب الطلبة، حتى تعزز لديهم الشعور بالمسؤولية وتزيد ثقتهم بأنفسهم، وتشجيعهم على التخيل أيضًا.

وترجع تركيزها على الأطفال أقل من 12 عامًا إلى أن المبادرة قائمة على نوع الأدب العلاجي الذي تستخدمه العديد من الدول المتقدمة، لأن هذه الفئة الضرر النفسي يكون وقعه أكبر من الأثر الجسدي عليهم، ويمكن أن يزول بالأدب والفنون.

وتشير الرملي إلى أن عددًا من أهالي طلبة تتخطى أعمارهم 12 عامًا طلبوا المشاركة في المبادرة، بعد أن جذبتهم فكرتها، لأنها تشيع جوًّا من التنافس والتفريغ النفسي، وتظهر مواهب أبنائهم، وتعدهم بأنها ستبذل جهدها في تحقيق هذا الأمر مع فريق أوسع وأشمل.

وتلفت إلى أن المبادرة لا تحتاج إلى أي جهد كبير، بل فكرة بسيطة تعرض بطريقة جميلة فيها أسلوب تشجيعي لاستغلال وقت فراغ الطفل، وتحث الأهالي على تنمية مواهب أطفالهم في البيت.

وتوضح الرملي أن الأنشطة الثقافية يمكن أن تستثمر منهجًا تعليميًّا، كأن يقوم الطالب برسم رسومات درسه، أو يظهر مواهبه اللغوية في القراءة، أو تحويل المنهج إلى مادة عملية ترفيهية.

وتختم حديثها بشكر الأهالي الذين تفاعلوا مع هذه المبادرة و"استفزوا" مواهب أطفالهم.

بدوره أكد مدير التربية والتعليم في غرب غزة أن المبادرة تأتي بناء على خطط وتوجهات المديرية في مجال استثمار أوقات الطلبة والترفيه عنهم بما يحقق الفائدة، خاصة في أزمة "كورونا" والحجر المنزلي.

وأوضح أبو علي في تصريحات صحفية أن المسابقة تأتي ضمن الأنشطة النوعية للموظفين والمعلمين في تقديم المبادرات لخدمة الطلبة والأسرة الفلسطينية، مقدمًا شكره لمقدمة مبادرة المسابقة مشرفة النشاط الثقافي د. إسلام الرملي.

وهذه المبادرات تسهل على القائمين على المسابقات الثقافية كالرملي اكتشاف المواهب في المدارس بشكل أوسع، لأنها تتيح للجميع عرض مشاركاتهم بلا استثناء، ودون أن تكون هناك لجنة تحدد عددًا معينًا من المشاركات.

اخبار ذات صلة